وسط تحذير روسي من تحويل أوكرانيا إلى "برميل بارود"

مؤشرات نزاع مسلح وشيك تلوح شرق أوروبا

مؤشرات نزاع مسلح وشيك تلوح شرق أوروبا
  • القراءات: 664
ص. م ص. م

تصاعدت مؤشرات اندلاع نزاع مسلح وشيك من جديد في أوكرانيا بقوة في ظل القبضة المستفحلة بين روسيا ودول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، على خلفية حشد موسكو لقواتها على الحدود الشرقية لأوكرانيا ردا على ما تصفه بالتهديد الغربي لها.

وحذّرت روسيا، أمس، "الناتو" والولايات الأمريكية من خطر تحويل أوكرانيا إلى "برميل بارود" مع الدعم الذي يقدمانه لتمكين هذه الدولة من تعزيز قدرات العسكرية، مؤكدة أن المناورات العسكرية التي قامت بها الأسبوع الماضي بالقرب من الحدود الأوكرانية كانت ردا على ما وصفته بالأنشطة التهديدية لحلف الشمال الأطلسي. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شواغو إنه و"في مواجهة الأنشطة العسكرية التهديدية لحلف "الناتو"، اتخذنا إجراءات استباقية"، قامت خلالها القوات الروسية خلال ثلاثة أسابيع بإرسال جيشين وثلاث وحدات محمولة جوا إلى حدودها الغربية لإجراء تدريبات".

ولم يحدد الوزير الروسي مكان نشر هذه التعزيزات العسكرية ولا تعدادها لكنه اعتبر أن قواته أبانت عن "جاهزيتها وقدراتها في حماية الأمن العسكري للبلاد"، في نفس الوقت الذي ندد فيه بـ "إعادة نشر القوات الأمريكية في أوروبا"وقال إنه "يجري نشر للقوات الأمريكية في أوروبا باتجاه الحدود مع روسيا" وأن هذه القوات "تتمركز خاصة بالبحر الأسود وبحر البلطيق". بتعداد قد يصل إلى 40 ألف عسكري و15 ألف وحدة مسلحة وعربة منها طائرات استراتيجية".

وجاءت رسائل المسؤول العسكري الروسي المشفرة باتجاه الدول الغربية بعد إرسال حلف "الناتو" إشارات حازمة باتجاه موسكو ضمن مسعى لنزع فتيل أزمة جديدة في أوكرانيا التي تضغط على القوى الغربية لدعمها "عمليا في إطار مسعاها لصد أي عمل عدائي جديد من قبل روسيا" وهي التي سبق وتقدمت بطلب للانضمام إلى حلف "الناتو" منذ عام 2008وندد ينس ستولتنبرغ، الأمين العام للمنظمة الأطلسية الذي استقبل بالعاصمة البلجيكية بروكسل وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، بحشد روسيا لقواتها العسكرية ووصفه بـ "المعتبر" وغير "المبرر" معبرا عن قلق عميق إزاء ذلك حاثا روسيا على وضع حد لهذه التعزيزات العسكرية والتوقف "فورا" عن استفزازاتها وعن كل تصعيد.

ودعا وزير الخارجية الأوكراني قيادة الحلف الأطلسي عدم ترك روسيا تفاجئ بلاده بما يستدعي تقديم دعم عسكري قوي لها بقناعة تفادي الوقوع في الخطأ الذي ارتكب في عام 2014، عندما تحركت روسيا سريعا في منطقة دونباس وشبه جزيرة القرم  وبقيت حينها الدول الغربية في موقع المتفرج. وتتهم أوكرانيا، السلطات الروسية بحشد أكثر من 80 ألف جندي بالقرب من حدودها الشرقية وبشبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها موسكو عام 2014 بعد وصول موالين للغرب إلى السلطة في العاصمة كييف.

وزاد في توتر الوضع بالمنطقة عودة المعارك بشدة خلال الأسابيع الماضية إلى شرق أوكرانيا بين المسلحين المدعومين من روسيا والتي كانت توقفت نهائيا بعد الهدنة الموقعة بين الطرفين في عام 2020.