طباعة هذه الصفحة

بعد تحرك القوات النظامية السورية باتجاه جبهات القتال

مؤشرات حرب مفتوحة بين تركيا وسوريا

مؤشرات حرب مفتوحة بين تركيا وسوريا
  • القراءات: 736
م.م م.م

بدأت الأوضاع العسكرية على الحدود السورية ـ التركية تأخذ منعرجا خطيرا بعد تحرك القوات السورية باتجاه جبهات القتال ضمن مؤشرات لاندلاع حرب بين البلدين على خلفية قرار الرئيس، رجب طيب أردوغان إقامة منطقة عازلة داخل العمق السوري.

وجاءت هذه التطورات بعد الاتفاق المفاجئ الذي تم بين الحكومة السورية ومختلف التنظيمات الكردية لمساعدتها في صد الهجوم العسكري التركي، من منطلق مبدأ "عدو عدوي صديقي" الذي رفعه الأكراد لحماية أنفسهم.

وجاء تحرك الجيش النظامي السوري ستة أيام منذ شروع القوات التركية في تنفيذ عملية "نبع السلام" التي تمكنت من خلالها، بسط سيطرتها على شريط حدودي ممتد على مسافة 120 كلم بين مدينتي رأس العين والتل الأبيض السوريتين ضمن خطتها لإقامة منطقة عازلة على عمق 32 كلم داخل التراب السوري.

وذكرت مصادر عسكرية سورية أن وحدات الجيش السوري انتشرت إلى الجنوب من مدينة رأس العين ومدينة تل التمر، ضمن تطورات تنذر بتدهور الوضع في حال وقوع التحام عسكري بين القوات النظامية للبلدين، وخاصة وأن مصادر من جبهات القتال أكدت أن وحدات الجيش السوري أصبحت على مسافة 6 كلم من الحدود التركية في نفس الوقت الذي انتشرت فيه دباباته في مدينة منبج الإستراتجية وصولا إلى مشارف مدينتي طبقة وعين عيسى تنفيذا للاتفاق المتوصل إليه بين السلطات السورية والفصائل الكردية. ووجدت السلطات السورية في نداء النجدة الكردي فرصتها للعودة إلى مناطق طردت منها في سياق الحرب الدولية ضد تنظيم الدولة الإسلامية وسمحت للسكان الأكراد من إعلان "حكم ذاتي" في مناطق تواجدهم  ضمن خطوة رأت فيها السلطات التركية بمثابة نواة قد تزيد من إصرار حزب العمال الكردستاني الانفصالي على تحقيق هدفه في إقامة دولة كردية في جنوب البلاد.

وقال مزلوم عبدي القائد الأعلى لقوات الجبهة الديمقراطية السورية التي تضم مختلف فصائل المقاومة الكردية في سوريا لتبرير الاتفاق المفاجئ مع دمشق "إنه بين خيار الإبادة التركية والاتفاق مع السلطات السورية، فضلنا خيار البقاء".

وهو ما يعني أن المعطيات الميدانية ستتغير بالنسبة للقوات التركية بدخول القوات السورية خط المواجهة العسكرية المفتوحة، إلى جانب الأكراد وعلى الرئيس رجب أردوغان إعادة النظر في خططه العسكرية لاحتلال أراضي داخل العمق السوري.

وبقدر ما أخلطت القوات السورية حسابات الرئيس التركي، فإن فرار عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعائلاتهم من معتقل عين عيسى في أقصى شمال سوريا سيزيد من متاعبه وخاصة وأن الرئيس الأمريكي دونال ترامب بدا هو الآخر يعيد النظر في سوء تقديره للموقف عندما منح الضوء الأخضر للقوات التركية باجتياح الأراضي السورية. وقال ترامب إن الأكراد تعمدوا إطلاق سراح أفراد عائلات إرهابيي تنظيم "داعش" من أجل إرغامنا على التدخل في نفس سياق الاتهامات التي وجهتها السلطات التركية التي أكدت أن تحرير هؤلاء كان مقصودا ومخطط له من قبل.

وأخذت مختلف العواصم الأوروبية محمل الجد خبر فرار 800 معتقل من عائلات مقاتلي تنظيم "داعش" بينهم رعايا أوروبيين، حيث أصدرت بيانا شديد اللهجة ضد أنقرة أدانت فيه الهجوم العسكري التركي واتهمتها برهن الاستقرار والأمن في كل المنطقة.