وجّهت رسالة لقادة وملوك الدول العربية والإسلامية من أجل التحرّك العاجل
مؤسّسة القدس الدولية تستنجد لحماية الأقصى

- 328

وجّهت مؤسّسة القدس الدولية رسالة عاجلة باسم رئيس مجلس إدارتها الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر، إلى رؤساء وملوك الدول العربية والإسلامية، أعربت فيها عن قلقها العميق إزاء "الحالة المؤلمة" التي يمر بها المسجد الأقصى المبارك جراء "استباحة الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه".
وذكرت الرسالة أن الاحتلال الصهيوني حوّل المسجد الأقصى إلى "ثكنة عسكرية تنتشر فيها قوات الاحتلال التي تبطش بقسوة مفرطة بالمصلين وتمنع الآلاف منهم من دخوله وتُبعِد وتعتقل المئات منهم لأسباب واهية".
وشدّدت على أن المسجد الأقصى "على موعد مع موسم من مواسم العدوان"، حيث تستعد منظمات الاحتلال المتطرّفة إلى "تصعيد عدوانها على المسجد بالتزامن مع عيد "الفصح العبري" الذي يبدأ أول أمس الأحد ويستمر حتى 19 من الشهر. وتوقّعت المؤسّسة أن يشهد هذا الأسبوع "اقتحامات حاشدة، وأداء جماعيا للطقوس اليهوديّة داخل الأقصى ومحاولات تقديم القرابين الحيوانيّة داخل الأقصى".
وحذّرت الرسالة من أن "الاحتلال الصهيوني وصل إلى مرحلة غير مسبوقة من العدوان على المسجد الأقصى بهدف تنفيذ مخطط الإحلال الديني وتحويل الأقصى إلى "معبد" يهودي مزعوم وإقصاء الوجود الإسلامي فيه وفرض السيطرة الكاملة على شؤون المسجد وتهديد بنيانه بالتصدعات والانهيارات عبر الحفريات والأنفاق أسفله وفي محيطه وعبر منع دائرة الأوقاف الإسلامية من حقّها الحصري في ترميمه وصيانته".
وعلى إثر ذلك ناشدت مؤسّسة القدس الدولية، وهي أكبر إطار شعبي عربي وإسلامي معني بقضية القدس، الدول العربية والإسلامية "لبذل أقصى الجهود للدفاع عن حرمة المسجد الأقصى ومنع الاحتلال من التمادي في عدوانه عليه ووقف استباحته والتصدي لكل محاولات الاحتلال لتحجيم الوجود الإسلامي فيه". وجاء في الرسالة أن "الواقع المرير الذي يعيش فيه المسجد الأقصى يتطلب استجابة عاجلة لإنقاذه قبل فوات الأوان ويتطلب تقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني عامة وأهل القدس خاصة، لأنهم خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى".
كما دعت إلى "اتخاذ خطوات عملية عاجلة لإنقاذ أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة يتعرضون لأشنع المجازر ووقف العدوان المتواصل على القطاع"، مشيرة إلى تزامن "هذه الجرائم بحقّ الأقصى مع استمرار الإبادة الجماعية التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة المحروم من أبسط مقومات الحياة".
وفي ختام رسالتها، أكدت المؤسّسة أن "إنقاذ المسجد الأقصى ونصرة قطاع غزة يحتاجان إلى برامج عملية مؤثرة تتبناها الأحزاب والهيئات بصورة عاجلة وجادة"، معربة عن أملها أن تتخذ الدول العربية والإسلامية خطوات جادة وفورية "من خلال وضع خطط واضحة لدعم القضية الفلسطينية وتعزيز صمود أهلنا في غزة وحماية المسجد الأقصى من محاولات التهويد والاعتداءات المتكررة"، وأكدت "القدس الدولية" في رسالتها أن "نصرة الأقصى وغزة وكل فلسطين ليست مجرد عمل سياسي، بل هي شرف عظيم تحفظه الأجيال ويسجّله التاريخ بأحرف من نور".
وتزامنت الرسالة مع اقتحام قطعان المستوطنين صباح أمس باحات المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية قوات الاحتلال، حيث أدوا طقوسهم التلمودية وقاموا بجولات استفزازية في باحاته في انتهاك متجدّد لحرمة المسجد واستمرار لمحاولات حكومة الاحتلال الإرهابية تهويد المسجد الأقصى والقدس وطمس هويتهما العربية والإسلامية. وعلى إثر هذا الاستفزاز الخطير دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أبناء الشعب الفلسطيني المرابط، وخصوصا في القدس والداخل المحتل والضفة المحتلة، إلى تكثيف الرباط في المسجد الأقصى والتصدي لمحاولات المستوطنين فرض واقع التهويد عليه وتصعيد عمليات الاشتباك مع جيش الاحتلال ومستوطنيه الإرهابيين، دفاعا عن أرضهم ومقدساتهم وقضيتهم الوطنية.
كما طالبت الدول العربية والإسلامية، حكومات وشعوبا ومؤسّسات، وفي مقدمتها الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بالتحرك العاجل لوقف انتهاكات وجرائم الاحتلال بحقّ الشعب الفلسطيني والتدخّل لحماية الأقصى من المخاطر الكبرى التي تحيط به في ظل هذه الهجمة الوحشية التي تقودها الطغمة الصهيونية الفاشية وحرب الإبادة الجارية في قطاع غزة.
ويشهد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين اعتداءات شبه يومية من قطعان اليهود المتطرفين الذين لا يتوانون في اقتحام باحاته وتدنيسه بغطاء ودعم من قوات الاحتلال الصهيونية التي توفّر لهم الحماية لأداء طقوسهم التلمودية وسط تصاعد المخططات التهويدية الرامية لتهويد الأقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا.
يمارس سياسة الانتقام العشوائي الأعمى.. "أطباء بلا حدود" تحذّر:
الكيان الصهيوني يشنّ حربا وتطهيرا عرقيا في غزّة
حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أن الكيان الصهيوني الذي ترتكز عقيدته العسكرية على مبدأ الانتقام العشوائي الأعمى، ينفذ تطهيرا عرقيا ضد ملامح الحياة في قطاع غزّة الذي تفوح رائحة الموت في كل مكان فيه.
جاء ذلك على لسان رئيسة المكتب الإعلامي الإقليمي "لأطباء بلا حدود"، إيناس أبو الخلف، في تعليق لها على القصف الصاروخي الصهيوني الذي استهدف المستشفى المعمداني شرق مدينة غزّة فجر أول أمس، في جريمة أخرى مروعة ضد المنظومة الصحية المنهارة في القطاع..
وأكدت أبو الخلف، أن سيناريو استهداف مستشفيات غزّة يتكرر بعنف أكبر، رافضة في الوقت ذاته المزاعم التي حاول جيش الاحتلال ترويجها، حيث أكدت أنه لا يوجد أي حجة تبرر الاستهداف العشوائي للمستشفيات التي كفل حمايتها القانون الدولي الإنساني.
وقالت إن الكيان الصهيوني يضرب بعرض الحائط جميع الضوابط الأخلاقية والإنسانية، واصفة ما يحدث بأنه "حرب على كل مظاهر الحياة في قطاع غزّة" خاصة مع استمرار إغلاق المعابر منذ الثاني من مارس الماضي.
وبعد 18 شهرا من العدوان الدامي والهمجي، عاد الكيان الصهيوني ليكرر قصف المستشفى المعمداني مستهدفا بصاروخين مبنى الاستقبال والطوارئ، ليخرج المستشفى عن الخدمة بالكامل بما اضطر المرضى والجرحى إلى افتراش الشوارع المحيطة به بحثا عن مكان آمن.
وأمام هذا الوضع الجد خطير وغير المسبوق أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على ضرورة حماية المرضى والعاملين في المجال الصحي ورفع الحصار عن المساعدات لقطاع غزّة، وقال في تصريح صحفي إن المستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزّة توقف عن العمل بعد الهجوم الصهيوني عليه.
وأضاف أن "مدير المستشفى الأهلي بغزّة أبلغنا بوفاة طفل بسبب انقطاع الرعاية"، مشددا على أن المستشفيات محمية بموجب القانون الدولي، وأنه يجب وقف الهجمات على المنشآت الصحية.
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد قصفت الأحد، مبنى الاستقبال في المستشفى المعمداني بصاروخين بما أدى إلى تدميره بشكل كامل واندلاع حريق فيه أتى على أقسام أخرى وتسبب بأضرار جسيمة عطلت عمل المستشفى بالكامل، فيما جرى إخلاء مئات المرضى والجرحى وبعضهم بحالات خطيرة إلى الشوارع المحيطة بالمشفى في ظل الظلام والبرد ودون أي رعاية صحية.
استمرار جريمة الاحتلال في حرمان سكان غزّة من مقومات العيش
في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وضمن سياسة الحصار والتجويع الممنهجة يواصل الاحتلال الصهيوني إغلاق المعابر بشكل كامل ويمنع إدخال المساعدات الإنسانية منذ ما يزيد عن شهر ونصف في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف وخاصة ما يتعلق منها بواجبات قوة الاحتلال تجاه السكان المدنيين الواقعين تحت سيطرتها.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، أمس، بأشد العبارات هذه الجريمة المتمثلة في حرمان السكان من الغذاء والدواء والإيواء والخدمات اللازمة للحياة، مؤكدا أن محاولات الاحتلال الالتفاف على القانون الدولي عبر السعي للسيطرة على المساعدات الإنسانية وتقييد توزيعها، "تُعد خرقا فاضحا لمبادئ الحياد والاستقلال والشفافية التي تنص عليها المنظومة الدولية في العمل الإنساني، وهو سلوك مرفوض بشكل قطعي ولن نسمح به تحت أي ظرف".
وحذّر من المخطط الذي يحاول الاحتلال تمريره عبر إنشاء أو استخدام شركات أمنية وجهات مشبوهة مرتبطة به لتوزيع المساعدات الإنسانية، في محاولة لفرض أجنداته الاستعمارية ضمن إطار إنساني زائف ومكشوف، مشددا على أن "هذه المخططات لن تمر، وأننا نرصدها بدقة وسنتخذ ما يلزم من إجراءات لعدم السماح بفرضها على شعبنا الفلسطيني".
وإزاء هذه التطورات الخطيرة أكدت سلطات غزّة، تمسّكها الكامل بما نصّ عليه القانون الدولي ودعت الأمم المتحدة، بصفتها المرجعية الدولية المعنية بإغاثة وحماية اللاجئين الفلسطينيين والسكان القابعين تحت الاحتلال، إلى القيام بمسؤولياتها في إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية بحياد وشفافية، خاصةً في القطاعات الأساسية كالغذاء والصحة والتعليم والبنية التحتية. وحذّرت من أن أي محاولة لتجاوز هذا الإطار الشرعي والقانوني والإنساني يُعد تعديا على القوانين والأعراف الدولية والإنسانية والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني .
كما أكدت أن أي تدخل من جهات غير شرعية أو مشبوهة في ملف المساعدات الإنسانية خارج الشرعية الدولية لن يُسمح به، وسيتم التصدي له بكل الوسائل المتاحة انطلاقا من مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية والإنسانية تجاه سكان قطاع غزّة. وأعلنت السلطات الصحية الفلسطينية، أمس، عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزّة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 50 ألفا 983 شهيد و116 ألف و274 مصاب.
وأفادت المصادر، في بيان لها بأن مستشفيات القطاع استقبلت 39 شهيدا، بالإضافة إلى 118 مصاب خلال الساعات الـ24 الماضية، وأوضحت أن حصيلة الضحايا منذ تجدد العدوان على غزّة في 18 مارس الماضي، بلغت 1613 شهيد و4233 مصاب، مشيرة إلى وجود عدد من الضحايا تحت الركام.
واستأنف الكيان الصهيوني منذ 18 مارس الماضي، حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزّة بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيّز التنفيذ في 19 جانفي الماضي، غير أنه خرق بنود وقف إطلاق النار على مدار الشهرين، واستمر في قصفه لأماكن متفرقة من قطاع غزّة بما أوقع شهداء وجرحى. وتنصل الكيان الصهيوني من تطبيق البروتوكول الإنساني الوارد في اتفاق وقف اطلاق النار وشدد حصاره الخانق على القطاع الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة.