بينما استنكرت حكومة طبرق موقف المجموعة الدولية

ليون يدين موجة العنف المتجددة في ليبيا

ليون يدين موجة العنف المتجددة في ليبيا �
  • القراءات: 477
القسم الدولي� القسم الدولي

أدان برناردينو ليون، المبعوث الاممي إلى ليبيا بشدّة موجة العنف الجديدة المتفجرة في عدة مناطق ليبية وخاصة بالعاصمة طرابلس وضواحيها، والتي يذهب ضحيتها العزّل من المدنيين الأبرياء الذين وجدوا أنفسهم بين فكي كماشة أطراف متصارعة همها الانفراد بالسلطة.

ولم يخف المسؤول الاممي قلقله البالغ إزاء انفلات الوضع الأمني في هذا البلد في ظل تجدد المعارك الضارية بين قوات الجيش الموالية لحكومة طبرق بقيادة عبد الله الثني، وقوات "فجر ليبيا" الداعمة للمؤتمر الوطني العام المنتهية عهدته والمسيطرة على طرابلس. 

وأكد ليون، توفره على معلومات بسقوط قتلى مدنيين من بينهم أطفال في المعارك الدائرة رحاها بحي فشلوم بالعاصمة طرابلس "وأن معلومات تحدثت عن اختطاف مدنيين وإحراق منازلهم أثناء المعارك".

ورغم أن المسؤول الاممي لم يقدم أية تفاصيل أخرى حول حيثيات هذه المعارك والأطراف المشاركة فيها إلا انه أكد انه لا يوجد أي مبرر لتبرير مثل هذه المعارك التي طالب بضرورة وقفها الفوري، وإطلاق سراح كل المدنيين المختطفين.

كما جدد دعوته باتجاه كل الأطراف الليبية من أجل "بذل كل الجهود الممكنة لوضع حد سريع للمعارك واتخاذ كل الإجراءات الضرورية من اجل خلق الأجواء المناسبة للتفاوض".

من جانبها أدانت الحكومة الليبية المؤقتة، ما وصفته بـ«الموقف المتخاذل" للمجتمع الدولي والأمم المتحدة، إزاء ما يتعرض له سكان العاصمة طرابلس وضواحيها خاصة مدينتي تاجوراء وفشلوم من أعمال عنف اتهمت قوات "فجر ليبيا" باقترافها.

وقالت في بيان أصدرته أمس، إن "الحكومة تتابع كل ما يتعرض له سكان طرابلس وخاصة تاجوراء وفشلوم وغيرها من الأحياء المنتفضة ضد فجر ليبيا من جرائم قتل وتهجير واعتقالات وغيرها من الجرائم. 

واستنكرت الحكومة الليبية المؤقتة ما وصفته بـ«الموقف المتخاذل للمجتمع الدولي لعدم إدانته ما وصفه البيان بـ«الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها سكان العاصمة طرابلس". كما ندد البيان بالصمت الذي تنتهجه المنظمات الحقوقية والإنسانية التي تدعو للدفاع عن حقوق الإنسان.  

وتزامن ذلك مع إعلان قوات "فجر ليبيا" أسرها للقائد عبد الله ساسي، أحد منتسبي الجيش الليبي وأحد قادة عملية "الكرامة" التي شنّها الجنرال خلفية حفتر، شهر ماي على مدينة بنغازي باسم "محاربة الإرهاب" في إشارة إلى المليشيات الإسلامية. 

وقال خالد الطيب، المستشار الإعلامي لما يسمي بـ«حكومة الإنقاذ الوطني" إنه "تم إلقاء القبض على عبد الله ساسي، وسبعة أشخاص آخرين كانوا برفقته بأحد المزارع بمنطقة تاجوراء"، مشيرا إلى أن الجهات المختصة بدأت في التحقيقات الأولية مع ساسي الذي شارك في المعارك الأخيرة ضمن الكتيبة 101 ضد قوات "فجر ليبيا" بتاجوراء.

وتتخبط العاصمة طرابلس وعدة مناطق ليبية أخرى على وقع مواجهات عنيفة ومعارك ضارية ازدادت حدّتها خلال اليومين الماضيين بالتزامن مع استئناف جلسات الحوار الليبي ـ الليبي الذي يشرف عليه المبعوث الاممي برناردينو ليون، ضمن مسعى لإقناع الفرقاء الليبيين بالتوصل إلى أرضية توافقية من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت أنها تسعى لتقريب وجهات النظر بين البرلمانيين المتخاصمين من أجل إقناعهما بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تعوّل عليها المجموعة الدولية لإخراج ليبيا مما هي فيه. وهو ما أثار مخاوف من إمكانية نسف العملية السلمية في ظل بقاء لغة الرصاص هي الغالبة على المشهد الليبي المنفلت.

ويجري الحوار حاليا بين الأطياف السياسية الليبية تحت رعاية دولية بالتباحث والتفاوض حول قضايا رئيسية متعلقة بتشكيل حكومة الوفاق الوطني، وبالترتيبات الأمنية إضافة لمسألة تشكيل مجلس رئاسي وآخر للنواب، فضلا عن مجلس أعلى للدولة وهيئة لصياغة الدستور.