الأزمة الليبية

ليون في مصر لإنقاذ مساعيه من الفشل

ليون في مصر لإنقاذ مساعيه من الفشل
  • القراءات: 712

شرع المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون أمس في زيارة إلى مصر تدوم عدة أيام يسعى خلالها لبحث آخر تطورات الأزمة الليبية وسبل إنقاذ وثيقة الاتفاق السياسي الأخيرة التي اقترحتها الأمم المتحدة لاحتواء هذه الأزمة ورفضها الفرقاء الليبيون. ويلتقي ليون خلال زيارته مع كبار المسؤولين بالخارجية المصرية وجامعة الدول العربية، إضافة إلى بعض الشخصيات الليبية المؤثرة المتواجدة بمصر. وتأتي زيارة ليون إلى القاهرة في إطار إصراره على مواصلة الحوار الليبي ـ الليبي الذي بلغ مرحلته النهائية وينتظر فقط قبول أطرافه على نص وثيقة الاتفاق النهائي الذي يتضمن مقترح تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. ويسعى المبعوث الأممي من خلال هذه اللقاءات المكثفة إلى تجاوز العقبات التي حالت دون قبول أطراف الأزمة الليبية لنص الاتفاق الذي رغم رفضه من قبل السلطتين المتخاصمتين في كل من طرابلس وطبرق، إلّا أن أطراف ليبية أخرى أبدت موافقتها وطالبت بالإسراع في تشكيل حكومة الوحدة. فقد أيد الحراك الوطني لقبائل التوارق بمدينة "سبها" في أقصى جنوب البلاد مقترح ليون بتشكيل حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج.

وأكدت قبائل توارق ليبيا في بيان أصدرته أنها "تؤيد فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية رغبة منها في دعم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد وعلى اعتبار أن الحكومة التوافقية تبقى بمثابة أفضل مخرج لإنهاء الاقتتال بين الإخوة الفرقاء". ودعت لأجل ذلك كل الليبيين إلى دعم هذه الحكومة والوقوف إلى جانبها وتغليب مصلحة الوطن قبل أي اعتبارات سياسية أوحزبية. يذكر أن المبعوث الأممي إلى ليبيا كان قد أعلن عن مقترح الحكومة التوافقية في السادس عشر من أكتوبر الجاري، فكرة رفضها مجلس النواب الذي يتخذ من طبرق مقرا له والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته بالعاصمة طرابلس. وبالتزامن مع مساعي ليون، دعت اللجنة الليبية لحقوق الإنسان المنظمات الدولية وجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأوروبي ومفوضية الاتحاد الأفريقي للتدخل من أجل إنقاذ حياة المدنيين في مدينة سرت من هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية".  

وأكدت اللجنة في بيان أصدرته أمس أن "سكان المدينة يتعرضون لشتى أنواع الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان بلغت حد التنكيل والعنف والتهجير القسري والقمع والانتهاكات البشعة". وجددت نداءها باتجاه المجتمع الدولي "ليتحمل كامل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية والقانونية وألا يبقى مكتوف الأيدي أمام ما يجري من تجاوزات. في سياق آخر، كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية عن تعرض ساعدي القذافي، نجل العقيد الليبي السابق وعدد من المسؤولين الليبيين السابقين إلى سوء المعاملة في معتقلهم بأحد سجون العاصمة الليبية طرابلس.

وأضافت أن فريقا من المنظمة تمكن في 15 سبتمبر الماضي من لقاء ساعدي القذافي المعتقل بسجن الحدبة بمنطقة الخضرة بالعاصمة طرابلس. كما التقى الفريق بعبد الله السنوسي، رئيس المخابرات في عهد القذافي ووزرائه السابقين، البغدادي المحمودي وأبو زيد دوردا المحكوم عليهما بالإعدام. وأكدت المنظمة أن ساعدي القذافي أكد أنه معتقل في زنزانة انفرادية من دون نوافذ ولا يسمح له بأي اتصال مع باقي المعتقلين. وأضاف تقرير المنظمة الحقوقية أن نجل العقيد الليبي السابق أبلغها أنه تم فرض ضغوطات كبيرة على الشهود في قضيته وأنه كان يتعرض للإستجواب في غياب محاميه. يذكر أن ساعدي القذافي معتقل في سجن يخضع لسيطرة مليشيات "فجر ليبيا" المسيطرة على العاصمة طرابلس والداعمة للمؤتمر الوطني العام المنتهية عهدته.