بعد معارك دامية خلّفت 32 قتيلا بالعاصمة طرابلس

ليبيا.. هدوء حذر وقلق دولي متزايد

ليبيا.. هدوء حذر وقلق دولي متزايد
  • القراءات: 466
ص. م ص. م

عاد هدوء حذر، أمس، إلى العاصمة الليبية طرابلس بعد المواجهات الدامية التي اندلعت بين ميليشيات مسلحة متصارعة، أدت الى سقوط ما لا يقل عن 32 قتيلا و159 جريح في حصيلة ثقيلة صدمت الشارع الليبي، وعزّزت المخاوف من تفجّر الصراع المسلح مجدّدا في ليبيا. وعاشت العاصمة الليبية واحدا من أحلك أيامها، أعاد إلى أذهان سكانها سنوات الحرب الأهلية التي فجرتها ما يعرف بثروات "الربيع العربي" عام 2011، وأطاحت، حينها، بنظام العقيد الليبي السابق معمر القذافي، لكنها أدخلت البلاد في متاهة صراع مسلح عاد طيفه ليخيم في الأفق الليبي، في ظل احتدام القبضة بين الفريقين السياسيين المتخاصمين.

وارتفعت حصيلة القتلى تباعا خاصة في صفوف المدنيين لتصل إلى 32 قتيلا وما لا يقل عن 159 جريح، جراء اندلاع المواجهات في عدة أحياء من العاصمة الليبية والتي لم تتوان المليشيات المتصارعة في استخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة ما بين الأحياء السكنية وفي الشوارع والطرقات، مما خلّف أيضا خسائر مادية معتبرة. وحسب وسائل إعلام محلية ومحللين ليبيين، فإن الاشتباكات انتهت بفشل محاولة فتحي باشاغا الذي يقود الحكومة التي عينها برلمان طبرق، الموالي للجنرال المتقاعد خليفة حفتر للإطاحة بحكومة منافسه برئاسة عبد الحميد الدبيبة. ولعبت مجموعات مسلحة، تقدّم نفسها على أنها حيادية في هذه القبضة المحتدمة بين الفريقين المتصارعين على السلطة، دورا حاسما في وقف هذه المعارك الثانية من نوعها التي تشهدها طرابلس ضمن مسعى باشاغا الإطاحة بحكومة غريمه، ونقل طاقمه من مدينة سيرت الى العاصمة طرابلس لمباشرة المهام التي كلفه بها مجلس النواب برئاسة عقيلة صالح.

كما تعتبر الأعنف من نوعها منذ فشل محاولة الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر في 20 جوان من عام 2020 فرض سيطرته بالقوة على طرابلس، قبل أن تضطر قواته إلى التراجع إلى قواعدها في شرق البلاد بعد حصول الحكومة الليبية، التي كان يقودها حينها فايز السراج، على الدعم العسكري التركي، وهو ما يعزز المخاوف حول مدى خطورة انعكاسات القبضة المحتدمة بين الفريقين السياسيين المتخاصمين على أرض الميدان، وترجمتها الى مواجهة عسكرية يبقى الخاسر الأكبر فيها الليبيون أنفسهم. وتدرك المجموعة الدولية مدى خطورة الانزلاق الأمني الحاصل في ليبيا بما جعل الأمين العام الاممي، أنطونيو غوتيريس، يحث الأطراف الليبية على "الانخراط في حوار حقيقي لمعالجة المأزق السياسي المستمر، وعدم استخدام القوة لحل الخلافات بينها". ودعا إلى "حماية المدنيين والامتناع عن القيام بأي أعمال من شأنها تصعيد التوترات وتعميق الانقسامات، وإلى وقف فوري للعنف في طرابلس".

وأكد ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام الأممي، استعداد المنظمة الأممية بذل مساع حميدة لمساعدة الجهات الليبية على رسم طريق للخروج من المأزق السياسي الذي يهدد، بشكل متزايد، الاستقرار في ليبيا". وفي هذا السياق، أدانت الولايات المتحدة تصاعد العنف في طرابلس، حيث قال السفير الأمريكي ومبعوث واشنطن الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إنه "ينبغي إنشاء ممرات إنسانية لإجلاء الضحايا والمدنيين المحاصرين في تقاطع النيران، لقد استمر الجمود السياسي لفترة طويلة جدا". وفي تغريدة له على "تويتر"، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط: "أستشعر قلقا كبيرا إزاء الأوضاع في طرابلس، وأطالب الجميع بتحمّل مسؤولياتهم، أدعو الجميع الى الحوار وليس استخدام السلاح".