تنظيم "الدولة الإسلامية" يستولي على مطار سرت الدولي

ليبيا من أزمة أمنية مستعصية إلى انهيار اقتصادي وشيك

ليبيا من أزمة أمنية مستعصية إلى انهيار اقتصادي وشيك
  • القراءات: 509
حذّر برناردينو ليون، المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا من مخاطر انهيار اقتصادي ومالي وشيك في ليبيا، في ظل غياب دولة القانون وتكرس الانقسام السياسي غذّاه استمرار صراع بسط النفوذ بين مختلف الأجنحة المسلحة في هذا البلد الممزق بحرب أهلية منذ نهاية سنة 2011. زاده تعقيدا دخول تنظيم ما يعرف بـ"الدولة الإسلامية" على خط الصراع الدامي في هذا البلد. وكشف ليون، في تصريحات أدلى بها بالعاصمة البلجيكية، أنه انتهى إلى هذه الحقيقة بعد لقاء جمعه بمحافظ البنك المركزي الليبي، حيث استنتج أن الوضعية المالية لليبيا بلغت عتبة المؤشرات الحمراء التي تنذر بإفلاس وشيك.
وشدد الدبلوماسي الاممي التأكيد على أنه بالتوازي مع هذه الوضعية الهشة فإن ليبيا "تواجه تهديدات أمنية هائلة بسبب الحرب الأهلية، وأيضا بسبب خطر تزايد تهديدات تنظيم" الدولة الإسلامية" الذي صعد مؤخرا من عملياته الإرهابية في ليبيا بما يرشح الوضعية العامة لأن تعرف مزيدا من التأزم. وشكل سقوط مطار مدينة سرت إحدى أكبر مدن شرق البلاد أمس، في قبضة مسلحي "الدولة الإسلامية" ناقوس الخطر من مغبّة تمكن عناصر هذا التنظيم الإرهابي من الاستيلاء على مزيد من المواقع والمنشآت الإستراتيجية في ليبيا.
واستولى التنظيم الإرهابي على القاعدة الجوية القرطبية، حيث يوجد مطار سرت الدولي بعد انسحاب قوات "فجر ليبيا" التي كانت تسيطر منذ عدة أشهر على هذا الموقع الاستراتيجي. وقال مصدر مقرب من قوات "فجر ليبيا" أن تنظيم "داعش" استغل الفراغ الذي تركته عملية تبادل الحراسة بين مسلحي فجر ليبيا واستولى على القاعدة الجوية وهو ما تسبب في اندلاع معارك عنيفة بين الطرفين شملت مختلف أنحاء المدينة.
والمؤكد أن دخول تنظيم الدولة الإسلامية على خط المواجهة في ليبيا، سيرشح الوضعية نحو مزيد من التفاقم وأكثر من ذلك سيصعب من مهمة المبعوث الاممي إلى هذا البلد في إقناع مختلف الفرقاء بتشكيل حكومة وحدة وطنية تريدها الأمم المتحدة وكل المجموعة الدولية، أن تكون الخطوة الأولى باتجاه احتواء الأزمة الليبية.
وأكد ليون، أن الأطراف الليبية المنخرطة في مسار التسوية السلمية توصلت إلى توافق بشأن 80 بالمئة من القضايا الخلافية لكنه أقر بالمقابل أن النسبة المتبقية تبقى الجزء الأصعب في هذا المسار. ولأجل ذلك أعلن ليون، عن شروع المنظمة الأممية في إعداد مسودة اتفاق سياسي جديد من المتوقع عرضه على الفرقاء الليبيين خلال الأسبوع الأول من شهر جوان القادم.
وفي انتظار انتهاء الأمم المتحدة من إعداد وثيقة الاتفاق الجديدة اختتمت أمس، بالعاصمة المصرية القاهرة أشغال مؤتمر شيوخ مختلف العشائر الليبية، وأعيان القبائل أصدروا بيانا ختاميا شدد فيه المشاركون على أن الحوار المجتمعي يبقى أهم سبيل للخروج من الأزمة.  كما دعا البيان إلى عقد مؤتمر دولي لإعمار ليبيا وتحميل الدول المتسببة في الأزمة المسؤولية الكاملة عن ذلك، في نفس الوقت الذي أدان فيه المشاركون "كل الأطراف الخارجية الداعمة للإرهاب". وعبّر المجتمعون عن "رفض أي ترتيبات دولية بخصوص الشأن الليبي ما لم تكن نابعة بإرادة حرّة وتوافق وطني ليبي خالص بما في ذلك ما يتصل بالتعامل مع الأنشطة غير الشرعية عند حدودها البحرية والبرية".