رغم خسارتها في انتخابات المجالس الجهوية

لوبان تتوعد ساركوزي وهولاند في 2017

لوبان تتوعد ساركوزي وهولاند في 2017
  • القراءات: 1182
م. مرشدي م. مرشدي

رغم انتكاستها الانتخابية في موعد تجديد المجالس الجهوية، إلا أن مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا، حافظت على رباطة جأشها، وقالت متحدية حزب الجمهوريين والحزب الاشتراكي، "انتظرونا في انتخابات الرئاسة سنة 2017". وأصيبت مارين لوبان بنكسة بعد أن خابت كل حساباتها بالفوز بثلاثة مجالس جهوية على الأقل؛ في انتخابات شكلت حدثا هاما في فرنسا؛ كونها جاءت في أقل من عام ونصف عام قبل الانتخابات الرئاسية المنتظر تنظيمها شهر ماي 2017. وجانبت كل التقديرات ونتائج عمليات السبر وحتى تحليلات المتتبعين للشأن السياسي الفرنسي، حقيقة النتائج النهائية لهذا الوعد الانتخابي، عندما توقعوا للجبهة الوطنية اليمينية حصولها على نتائج تاريخية قبل أن تخلط حسابات الدور الثاني، كل هذه التكهنات؛ حيث خسرت لوبان رهانها الانتخابي لصالح حزب الجمهوريين والحزب الاشتراكي الحاكم. 

وتمكن حزب الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي من تأكيد عودته إلى واجهة الحدث السياسي في فرنسا بعد أن حصل على سبع مجالس جهوية، أهمها مجلس منطقة إيل دو فرانس بالضاحية الباريسية، الذي كان حكرا على الحزب الاشتراكي، الذي تقهقرت نتائجه ولم يحصل سوى على خمس مجالس حفظ بها ماء وجه حزب لم يعد قادرا على إقناع الفرنسيين بخطابه وبسبب عدم إيفاء الرئيس فرانسوا هولاند بكل الوعود التي قطعها على نفسه في حملته الانتخابية التي سمحت له باعتلاء كرسي الرئاسة في انتخابات ماي 2012، في وقت حصل الوطنيون الكورسيكيون على مجلس جزيرة كورسيكا؛ في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الانتخابات الفرنسية.

ولكن أهم حزبين في فرنسا حتى وإن تمكنا من وقف الخطر الذي أصبح يشكله فكر "آل لوبان" على تجانس المجتمع الفرنسي، اقتنعا بأن خطر هذا الحزب العنصري مازال محدّقا، وبإمكانه  تحقيق مفاجآت خلال المواعيد الانتخابية القادمة. وهو ما جعل الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس، لا يبتهج كثيرا بفوز حزبه بخمسة مجالس جهوية، وراح يؤكد أن خطر اليمين المتطرف لم يتم القضاء عليه، وأنه لا يشعر بأي ارتياح أو شعور بالانتصار؛ في تعبير عن خوف من مستقبل سياسي يحمل في طياته الكثير من المفاجآت. ولكن ما الذي جعل الفرنسيين يغيّرون مواقفهم من أقصى اليمين باتجاه يمين الوسط ممثلا بحزب الجمهوريين واليسار بقيادة الحزب الاشتراكي؟

المؤكد أن حملة التخويف الإعلامية وتصريحات المسؤولين الفرنسيين ضد أفكار اليمين المتطرف وخطابها الإقصائي العنصري ضد الأجانب، فعلت فعلتها في أوساط الناخبين، وخاصة أولئك الذين قاطعوا انتخابات الدور الأول، ولكنهم أعادوا النظر في موقفهم، وقرروا التصويت لأحد الحزبين لقطع الطريق أمام مارين لوبان، وهو ما جعل نسبة المشاركة ترتفع بثماني نقاط، منهم 50 بالمائة في الدور الأول إلى 58 بالمائة في الدور الثاني؛ رغبة من هؤلاء في وقف حلم ابنة جون ماري لوبان في منتصف الطريق وعدم تمكينها حتى من الفوز ولو بمجلس جهوي واحد وتحقيق وعيدها بجعل الحكومة تدفع ثمنا غاليا عن مواقفها.  

وشكّل تقدم الجبهة الوطنية في الدور الأول وفوزها بنتائج الانتخابات بنسبة 28 بالمائة متقدمة على حزب الجمهوريين الذي حل ثانيا بنسبة 27 بالمائة، ناقوس الخطر في المشهد السياسي الفرنسي، وهو ما استشعره الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، الذي أكد أن هذا التجنيد "لا يجب أن ينسينا التحذيرات التي يتعين استخلاصها من النتائج التي حققتها الجبهة الوطنية". وهي القناعة التي لم تُخفها مارين لوبان، التي أكدت في تصريح في أعقاب الإعلان عن نتائج هذه الانتكاسة، "لا شيء سيوقفنا في انتخابات سنة 2017"؛ في تحذير يجعل الجميع يستعدون بشتى السبل، لمنع لوبان من الوصول إلى كرسي الإليزيه؛ الحلم الذي راود والدها لعدة عقود، ولكنه ترأّس الجبهة الوطنية وفي قلبه غصّة، وفي ذهنه أمنية لم يحققها أبدا.