وسط تساؤلات مازالت تطرح منذ 1965

لعنة اغتيال المهدي بن بركة تعود كل عام إلى المغرب

لعنة اغتيال المهدي بن بركة تعود كل عام إلى المغرب
  • القراءات: 1026

تجمع نهاية الأسبوع مئات المواطنين المغربيين والفرنسيين بالعاصمة الفرنسية باريس بمناسبة الذكرى الخمسين لاغتيال المعارض المغربي، المهدي بن بركة من طرف جهاز المخابرات المغربية دون أن يتم العثور على جثته إلى حد الآن. وقال بشير بن بركة، نجل المعارض المغربي الراحل إن تجمعنا هنا في نفس المكان الذي اختفى فيه أحد أشرس المعارضين لنظام العاهل المغربي الراحل، الملك الحسن الثاني، الغاية منه المطالبة بكشف الحقيقة والعدالة. 

واختطف المعارض المغربي يوم 29 أكتوبر سنة 1965 في قلب العاصمة الفرنسية باريس من طرف أعوان المخابرات المغربية بتواطؤ مع عناصر الشرطة الفرنسية الذين تكتموا على عملية الاختطاف رفقة مسبوقين قضائيا استنجد بهم جهاز المخابرات المغربية لتسهيل عملية اختطافه واغتياله. ولم تتمكن العدالة الفرنسية  ـ أو لم تشأ ـ من تحقيق أي تقدم على طريق كشف الحقيقة، وهو ما جعل أفراد عائلة الفقيد ومنتسبي منظمات حقوقية دولية في فرنسا والمغرب تجدد المطالبة في كل عام بإماطة كل الحيثيات التي أحاطت بهذه الجريمة السياسية وفضح قتلة المعارض المغربي ومكان دفن جثمانه وما هي مسؤولية الحكومة الفرنسية آنذاك ونظيرتها المغربية وحتى الولايات المتحدة وإسرائيل في عملية الاغتيال والإخفاء.

وكان القاضي الفرنسي طالب بداية شهر جويلية الماضي الاستماع إلى عميل سابق في جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلي الذي أكد أن جهاز "الموساد" ساعد المغرب في اغتيال وإخفاء جثة بن بركة. وهو ما جعل نجله بشير يطالب بنزع صفة السرية على ملف هذه القضية اللغز من أرشيف جهاز المخابرات الخارجية الفرنسية وكذا القيام بعمليات تفتيش وتحري داخل معتقل سري في المغرب، يعتقد أن جثمان الفقيد نقل إليه بمجرد اغتياله وفي سرية تامة بتواطؤ حكومي فرنسي ـ مغربي. كما طالب بالاستماع إلى شهادات بعض المتورطين الذين لهم علاقة مباشرة بهذه القضية التي بقيت شوكة في حلق نظام المخزن في المغرب، سواء في ظل حكم الملك الراحل الحسن الثاني أونجله محمد السادس الذي مازالت لعنة هذه الجريمة تلاحقه. 

ورغم إصدار القاضي الفرنسي، بارتيك رامائيل منذ سنة 2007 خمسة أوامر بالقبض على الجنرال المغربي حسني بن سليمان، قائد الدرك الملكي المغربي وعبد الحق القادري، المدير السابق لجهاز المخابرات العسكرية المغربية وميلود تونسي، الملقب باسم العربي شتوكي، أحد عناصر الكوموندو الذي نفذ عملية الاغتيال الذين مازالوا على قيد الحياة باستثناء أبو بكر الحسوني الذي توفي بداية الشهر الجاري. يذكر أن قضية المهدي بن بركة تعد أقدم قضية جنايات في أروقة العدالة الفرنسية بعد أن رفعت أول دعوى قضائية بشأنها سنة 1975 ولكنها مازالت تراوح مكانها إلى حد الآن لأسباب تبقى مجهولة، راح ضحيتها شعار "حرية، أخوة ومساواة" التي ترفعها الجمهورية الفرنسية فوق أبواب هيئاتها الرسمية.