بينما دعا صائب عريقات إلى عدم الاعتراف بنتائج ندوة وارسو

لافروف: ”صفقة القرن” خطة لتدمير حلم إقامة الدولة الفلسطينية

لافروف: ”صفقة القرن” خطة لتدمير حلم إقامة الدولة الفلسطينية
  • القراءات: 534
م. م م. م

حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من تداعيات ما أصبح يعرف بـ«صفقة القرن” التي تريد الولايات المتحدة فرضها على الفلسطينيين لإنهاء الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، بقناعة إنها ”ستدمر كل ما تم القيام به”، وخاصة وأنها لم تشر إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود حرب جوان 1967.

وأضاف رئيس الدبلوماسية الروسي خلال لقاء مع المشاركين في ندوة الحوار بين الفصائل الفلسطينية بالعاصمة موسكو، أن الإدارة الأمريكية دعمت طرحها مقترحات جديدة لتسوية الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي بشكل جذري من خلال تقديم ”صفقة القرن”، ولكن المعلومات المتوفرة بشأنها  ـ كما أضاف ـ أنها جاءت للقضاء على كل ما تم إنجازه إلى حد الآن بخصوص هذا النزاع في إشارة إلى مبدأ قامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود جوان 1967، وما تضمنته اتفاقيات أسلو بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وجدد لافروف، التأكيد على موقف بلاده المتمسك بمبادرة السلام العربية لحل القضية الفلسطينية، وما جاء في قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

يذكر أن العاصمة الروسية موسكو استضافت موازاة مع لقاء العاصمة البولندية حوارا فلسطينيا ـ فلسطينيا شارك فيه 12 فصيلا تم خلاله بحث أهم التطورات التي تمر بها القضية الفلسطينية وعملية السلام منذ آخر اجتماع لها بالعاصمة الروسية سنة 2017.

وجاء الموقف الروسي المعارض لهذه الصفقة متناغما مع موقف منظمة التحرير الفلسطينية التي أكدت أمس، أن الإدارة الأمريكية بدعوتها إلى عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط بالعاصمة البولوندية وارسو، تريد في الحقيقة تصفية القضية  الفلسطينية.    

وأكد صائب عريقات، أمين سر منظمة التحرير في رسالة وجهها  إلى سفراء دول العالم لدى السلطة الفلسطينية على موقف هذه الأخيرة المعارض لهذا المؤتمر ومخرجاته وطالب المجموعة الدولية، التمسك بمواقفها والتزاماتها بقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ”باعتبارها السبيل الوحيد لضمان سلام عادل ودائم  لفلسطين وإسرائيل والمنطقة برمتها”.    

وأضاف عريقات، أن مؤتمر وارسو ”يهدف إلى تجاوز مبادرة السلام العربية لسنة 2002، وتمكين إسرائيل من تطبيع علاقاتها مع دول المنطقة في  نفس الوقت الذي تنفذ فيه  خططها غير القانونية التي تمنع الشعب الفلسطيني من ممارسة  حقه في تقرير المصير”.    

ولم يتم تسريب الكثير عن مضمون ”صفقة القرن” سوى القول إنها جاءت بمبادرة من الرئيس الأمريكي لإنهاء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي عبر إقامة كيان فلسطيني في قطاع

غزّة، وأجزاء فقط من الضفة  الغربية ورهن مستقبل القدس الشريف التي اعترفت بها إدارته كعاصمة موحدة للاحتلال وقام شهر أفريل، بنقل مقر سفارة بلاده إليها رغم المعارضة التي أبدتها السلطة الفلسطينية التي اتهمت الرئيس ترامب، بالانحياز إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني.

يذكر أن ندوة العاصمة وارسو، تناولت أيضا الموقف الأمريكي من إيران وملفها النووي الأمر الذي جعل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، يصفها بـ ”الحدث الذي ولد ميتا”.

وعرفت الندوة فعلا أول شرخ بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين الذين تحفّظوا على دعوة الرئيس ترامب، لفرض عقوبات اقتصادية على إيران بهدف تركيعها ماليا، وجعلها تقبل الأمر الواقع الأمريكي من خلال إعادة النظر في الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي الموقّع بينها وبين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا صيف 2015، قبل أن يقرر الرئيس ترامب، الانسحاب منه بدعوى وجود هفوات قانونية ستستغلها إيران لإنتاج أول قنبلة ذرية.