السراج يشرح الوضع عشية ندوة دولية حول ليبيا بنيويورك:

لا سبيل لإنهاء الأزمة وسط فوضى السلاح

لا سبيل لإنهاء الأزمة وسط فوضى السلاح
  • القراءات: 827
م. م م. م

أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج على هامش انطلاق أشغال الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، صموده في معركة الدفاع عن العاصمة طرابلس وسكانها ومواصلة مواجهة قوت غريمه السياسي والعسكري، خليفة حفتر إلى غاية دحر قواته ”المعتدية”.

وأكد السراج خلال نزوله ضيفا على منتدى ”كونكورديا” الدولي الذي اختار لنفسه هذا العام شعار ”الأزمة الليبية وسبل الخروج منها” أن استمرار هذه الأزمة يرجع أساسا الى عدم بسط حكومته سلطتها على كل الأسلحة المتداولة في كل مناطق البلاد وذهب الى حد القول أن المشكلة الليبية ستبقى قائمة ما لم يتم حسم هذه المعضلة  الشائكة.

وأضاف رئيس الحكومة الليبية خلال هذا اللقاء الذي حضره قادة عدة دول وشخصيات سياسية مهتمة بتداعيات الأزمة الليبية الاستمرار في الدفاع عن مبدأ الدولة المدنية، داعيا لأجل تحقيق هذا المبتغى إلى عقد ندوة مصالحة ليبية ـ ليبية تشارك فيها كل مكونات وأطياف الشعب الذين يؤمنون بخيار الحل السلمي والديمقراطي وهو ما يعني بطريقة ضمنية استثناء، المشير خليفة حفتر والقوات الموالية له من أية ترتيبات سياسية قادمة بعد أن سماهم بدعاة الحكم الشمولي العسكري ومن تلطخت أيديهم بدماء الليبيين.

وأشار السراج خلال استعراضه للخطوط العريضة لخارطة طريق الخروج من حالة الاحتقان القائمة في بلاده إلى ضرورة اعتماد أرضية دستورية متوافق بشأنها لتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، تتولى الأمم المتحدة الإشراف على تنظيمها وتوفير الدعم اللوجيستي والأمني لإتمامها في موعدها المحدد.

ولم يفوت الوزير الأول الليبي المناسبة للتأكيد على أن الوصول الى هذه المرحلة يمر حتما عبر تمكين حكومته من احتكار ترسانة الأسلحة المنتشرة بين مختلف المليشيات والقوى المتصارعة وأنه بدون ذلك فإن حالة اللاأمن والخوف ستبقى سائدة مما سيساعد على تفريخ تنظيمات إرهابية جديدة وتسلل عناصرها الى داخل التراب الليبي بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي.

وقال في سياق هذا التحليل للأوضاع في بلاده أن فوضى السلاح كانت سببا في فشل كل الحكومات السابقة في احتواء الوضع الأمني في ليبيا منذ سنة 2011.

وهي إشارة واضحة إلى صراع مختلف القوى الدولية والإقليمية التي رفضت الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي القاضي بحظر الأسلحة في ليبيا وراحت تقوم بعمليات تسليح سرية للقوى الموالية لها تنفيذا لأجندات تخدم مصالحها في أكبر دولة بترولية في إفريقيا وتحتل موقعا استراتجيا في قلب العالم.

وقال السراج أن تخلي المجتمع الدولي عن ليبيا بعد ثورة فيفري 2011 كانت نتائجه فوضى دامية ساهم التدخل السلبي لبعض الدول في تأجيجها متأسفا في ذلك على تخاذل الأمم المتحدة في التعامل بحزم مع المعرقلين لتنفيذ الاتفاق السياسي بما شجع على استمرارهم في التعنت والاستهتار بالقرارات الدولية.

وقال مشيرا إلى المشير، خليفة حفتر أنه في الوقت الذي كانت فيه البلاد تستعد بتفاؤل لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية ربيع العام الماضي وخلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا قرر خليفة حفتر الاعتداء على العاصمة طرابلس دون مبرر سوى محاولة نسف العملية السياسية وإجهاض حلم الدولة المدنية وإعادة الحكم العسكري الشمولي للبلاد دون أن يعبأ بوجود الأمين العام واستهانته بمبادرة المبعوث الأممي.