مسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل يحذّر من الرباط:

"لا إفلات من العقاب" في فضيحة فساد نواب بالبرلمان الأوروبي

"لا إفلات من العقاب" في فضيحة فساد نواب بالبرلمان الأوروبي
رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل
  • القراءات: 609
ق. د ق. د

شدد رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل، أول أمس، من الرباط، من أنه "لا يمكن أن يكون هناك إفلاتا من العقاب" في مواجهة فضيحة الفساد التي هزت مؤخرا البرلمان الأوروبي التي يعد المغرب طرفا فيها. وقال جوزيب بوريل في ندوة صحفية عقدها أول أمس، بالعاصمة المغربية وإلى جانبه وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بأن "موقف الاتحاد الأوروبي واضح لن يكون هناك إفلات من العقاب أمام الفساد"، مشددا بأنه "سيتم تطبيق سياسة عدم التسامح المطلق في هذا الشأن". وأضاف أنه "يجب علينا أن ننتظر نتائج التحقيقات الجارية...نحن ننتظر التعاون الكامل من جانب الجميع في هذا التحقيق".

وتمت الإشارة إلى دور المملكة المغربية في العديد من المقالات الصحفية ومن طرف أعضاء في البرلمان الأوروبي في فضيحة الفساد داخل البرلمان الأوروبي التي تفجرت شهر ديسمبر الماضي. وتم وضع أربعة أشخاص رهن الحبس الاحتياطي في بلجيكا من بينهم النائب الأوروبية اليونانية، إيفا كايلي، في اطار التحقيقات الجارية بخصوص هذه الفضيحة المدوية التي زعزعت ليس فقط مصداقية هيئة أوروبية بمثل البرلمان الأوروبي، ولكنها كشفت أيضا عن حقيقة نظام المخزن القائمة على سياسة الابتزاز والمساومة لخدمة مصالحه خاصة فما يتعلق بالقضية الصحراوية.

وحسب صحيفة "لوسوار" البلجيكية، فإن رفيق النائب الأوروبية كايلي والإيطالي فرانشيسكو جيورجي، وهو مساعد برلماني، أقرا للمحققين البلجيكيين أنه كان ضمن منظمة يستغلها المغرب "بهدف التدخل والتأثير في الشؤون الأوروبية". وذكرت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية من جهتها أن الرباط قام بالتدخل في شؤون عدة مؤسسات أوروبية باستخدام الفساد لرشوة الشخصيات المؤثرة.

ويكون المغرب قد لجأ إلى مجموعة برلمانية لتحقيق مصالحه عبر عملياتهم التي كان يقودها محمد بلحرش، الضابط في المديرية العامة للدراسات والتوثيق في الرباط"، والذي تصرف عن طريق السفير المغربي في بولندا، عبد الرحيم أتمون، الذي "يعمل بالتعاون الوثيق مع المخابرات المغربية" والذي اجتمع عدة مرات مع العضو السابق في البرلمان الأوروبي الايطالي، بيار انطونيو بانزيري، ومواطنه والنائب الأوروبي حاليا، أندريا كوزولينو، في بروكسل ووارسو.

ولتنفيذ عملياتهم يعتمد الإيطاليون الثلاثة على "تعاون مجموعة من النواب الأوروبيين والجميع أعضاء في المجموعة البرلمانية للاشتراكيين والديمقراطيين والذين تم اعتبارهم على أنهم أصدقاء أقربهم إيفا كايلي وأرينا ماريا وموريتي أليساندرا وبينيفي براندو ماريا". وقد أشارت الرئيسة بالمناصفة لتيار اليسار بالبرلمان الأوروبي، مانون أوبري، أن كل ما تم الكشف عنه إلى حد الآن حول فضيحة الفساد المغربي المدوية داخل مؤسسة الاتحاد الأوروبي قد يكون فقط غيضا من فيض.

ويبقى الفساد يضرب أطنابه في مختلف الهيئات الرسمية المغربية لدرجة جعلت المغاربة ينتفضون ويخرجون بالآلاف تنديدا بممارسات نظام المخزن وتفشي الفساد، مرددين بصوت واحد "هي كلمة واحدة.. هذه الدولة فاسدة". وشهدت عدة مدن مغربية نهاية الأسبوع، مظاهرات ضد الفساد في وقت اتسعت فيه دائرة الاحتجاجات الشعبية مع بداية العام الجاري، ضد ممارسات النظام الاستبدادية.