وسط مخاوف من تراجع القضية الفلسطينية جراء الصراعات في المنطقة العربية

لؤي عيسى يؤكد الرفض الفلسطيني لأي تدخل في وحدتهم الوطنية

لؤي عيسى يؤكد الرفض الفلسطيني لأي تدخل في وحدتهم الوطنية�
  • القراءات: 527
ص/ محمديوة� ص/ محمديوة

أكد السفير الفلسطيني بالجزائر، لؤي عيسى، أن الطرف الفلسطيني لن يسمح لأي احد بالتدخل في وحدته الوطنية التي لا تزال مشتتة رغم كل اتفاقات المصالحة الموقّعة بين أهم فصيلين على الساحة الفلسطينية، فتح وحماس.

وقال السفير الفلسطيني في ندوة صحفية نظمتها الجبهتان الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين فرع الجزائر، أمس، إن هذا الموقف جاء استجابة لنصيحة جزائرية بأن يحل الفلسطينيون خلافاتهم الداخلية بأنفسهم دون أي تدخل خارجي.

وهو ما جعله يؤكد على أهمية التركيز على القضية الفلسطينية والمعركة مع العدو الصهيوني، والابتعاد عن كل ما من شأنه المساهمة في تكريس الانقسام الداخلي الذي دخل عامه الثامن.

وحتى وإن حمل السفير الفلسطيني حركة المقاومة الإسلامية مسؤولية استمرار الانقسام بعدما أن أكد أن "حماس لا تريد الوحدة الوطنية لأن برنامجها اكبر من وحدة فلسطين، "إلا أنه أكد أن مساعي المصالحة تبقى مستمرة ومعركة النضال تبقى أيضا مستمرة سواء اختلفت إيديولوجيات الفصائل أو وجهات نظرها.

لكن ذلك لم يمنعه من وصف الانقسام الذي يتخبط فيه البيت الفلسطيني بـ«انقسام العار" على كل الفلسطينيين الذين أكد أنهم يخوضون معركة وجود وليس معركة حدود، وهو ما يتطلب منهم البحث عن وسائل أخرى لا تزيد في معاناتهم ولكن تساهم في توحيد صفوفهم لمواجهة إسرائيل عدوهم الرئيسي. 

وقال "نحن كفلسطينيين رأس الحربة في هذه المنطقة... وهو ما يتطلب منّا تحديد موقعنا وآلياتنا بما يسمح لنا بالتفاعل مع الآخرين ضمن آلية عمل مشتركة لمواجهة المخططات الخارجية"، سواء الإسرائيلية أو تلك التي تسعى إلى إقامة شرق أوسط جديد.

وقاده ذلك للحديث عن أزمة مخيم اليرموك بسوريا، الذي أكد انه يبقى عاصمة الفلسطينيين في الشتات كونه يأوي ما لا يقل عن 18 ألف لاجئ فلسطيني قال بأنهم أصبحوا يموتون جوعا بعدما تغلبت المصلحة الضيّقة على المصلحة العليا بخصوص هذا المخيم الذي تحول إلى مسرح لمعارك ومواجهات بين مختلف الأطراف المتصارعة في سوريا.

وزادت عمليات القصف الجوي التي ينفذها الطيران الحربي السوري على المخيم بدعوى القضاء على التنظيمات الإرهابية المسيطرة على أجزاء هامة منه وضعية سكانه سوءا أكبر.

وهو ما جعل محمد الهمامي، ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، يؤكد على ضرورة الإسراع في معالجة أزمة هذا المخيم الرمز الذي يدفع ثمنها الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني. وقال إن تسوية هذه الأزمة تستدعي تدخلا عاجلا من السلطة الفلسطينية ليس من أجل فتح ممرات لإخراج سكانه وإنما من أجل النأي بهذا المخيم عن الصراع الجاري في سوريا، وترك قاطنيه يعيشون في سلام بعيدا عن حسابات ومصالح الأطراف المتصارعة في هذا البلد.

وبخصوص الوضع الداخلي الفلسطيني، اعتبر ممثل الجبهة الديمقراطية، أن الحل لاحتواء الانقسام هو إطلاق حوار فلسطيني يشارك فيه كل الفرقاء من اجل التوصل إلى إستراتيجية فلسطينية جديدة تتماشى ومتطلبات الوضع الراهن.

نقطة لم يشاطره فيها محمود صلاح، ممثل الجبهة الشعبية الذي اعتبر أن أفضل وسيلة لاحتواء الانقسام إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، بما يجعلها تضم كل الفصائل والأطراف الفلسطينية لتوحيد كلمة الشعب الفلسطيني.

لكن ذلك لم يمنعه من تحميل حركتي "حماس" و«فتح" مسؤولية تعطيل تطبيق المصالحة الفلسطينية من خلال سعي كل واحدة منهما فرض شروطها على الأخرى، والنتيجة بقاء قطار المصالحة يراوح مكانه دون تجسيده على أرض الواقع. 

وفي تعليقه على تطورات الأوضاع وخاصة ما يجري في اليمن، اعتبر محمود صلاح، أن الفلسطينيين معنيون بهذه التطورات والأحداث المؤسفة التي تنعكس سلبا على القضية الفلسطينية كونها تهدف أساسا لتدمير الأوطان العربية.

بل ودق المسؤول الفلسطيني ناقوس الخطر من تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية في ظل بروز كل هذه الصراعات التي أخذت صبغة طائفية في عدة دول عربية، وقال إنما هي في الأساس صراع سياسي من اجل إعادة صياغة خارطة المنطقة بمباركة أمريكية.