انطلاق أشغال "كوب 27" بمنتجع شرم الشيخ بمصر

كيف ستواجه المجموعة الدولية غضب الكوارث الطبيعية ؟

كيف ستواجه المجموعة الدولية غضب الكوارث الطبيعية ؟
  • القراءات: 562
ص. محمديوة ص. محمديوة

ستكون كوارث الطبيعة من نسمات الربيع إلى عواصف وأعاصير الشتاء مرورا بجفاف وتصحر الصيف وصولا إلى فيضانات الخريف، حاضرة على طاولة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي "كوب27" التي يحتضن منتجع شرم الشيخ السياحي بمصر أشغاله بداية من اليوم وإلى غاية 18 من الشهر الجاري. وسيعكف قادة العالم ورؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين وممثلي المؤسسات الدولية والإقليمية المشاركين، على مدار أسبوعين على بحث ومناقشة سبل إنقاذ كوكب الأرض من تغيرات المناخ عبر تطبيق ما تم الاتفاق عليه خلال الطبعات السابقة لقمة المناخ، خاصة مخرجات "كوب 21" المنعقد بباريس عام 2015، التي تعد أول اتفاق عالمي بشأن المناخ يهدف إلى احتواء الاحتباس الحراري العالمي لأقل من درجتين والسعي لحده في 1,5 درجة.

وبينما قال الأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيريس، إن الدورة 27  لـ"كوب" يجب أن تقدم "دفعة أولى" من الحلول المناخية تتناسب مع حجم المشكلة، يسعى المؤتمر إلى الوصول إلى توافق دولي لمواجهة الكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية وفي مقدمتها الجفاف والتصحر والفيضانات وحرائق الغابات والأزمات الغذائية والصحية وغرق عدد من المناطق الساحلية جراء ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات.كما يهدف اللقاء، حسب الأمم المتحدة، إلى تجديد التضامن بين مختلف بلدان العالم لتجسيد مخرجات اتفاق باريس التاريخي من أجل البشرية وكوكب الأرض من خلال الحد من التركيزات القياسية لغازات الاحتباس الحراري وزيادة الظواهر المناخية القاسية. وسيعتمد المؤتمر 27  للأطراف بشأن تغير المناخ على نتائج "كوب 26" لاتخاذ إجراءات بشأن مجموعة من القضايا الحاسمة لمعالجة حالة الطوارئ المناخية بداية من الحد بشكل عاجل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وبناء المرونة والتكيف مع الآثار الحتمية لتغير المناخ والوفاء بالتزامات تمويل العمل المناخي في البلدان النامية.

وهو ما جعل رئيس جنوب افريقيا، سيريل رامافوزا، ينتقد الوعود الكاذبة للدول الغنية، المسؤولة بصناعاتها المتطوّرة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، لدعم الانتقال الطاقوي في الدول الفقيرة. ووعد بمطالبة المشاركين في قمة شرم الشيخ بتمويل أكبر للدول الفقيرة وخاصة الإفريقية منها. مشددا على ضرورة محاسبة الاقتصادات المتقدمة "من خلال ضمان السهر على احترامها للالتزامات المالية التي قطعتها على نفسها".

يذكر أن الدول الغنية سبق لها أن تعهدت سنة 2009 برفع حجم مساعداتها إلى حدود 100 مليار دولار سنويا في عام 2020 لمساعدة الدول الأكثر فقرا للتقليل من حجم  الانبعاثات والتكيف مع آثار تغير المناخ.وتعهدت كل من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا العام الماضي فقط باستثمار 8,5 مليار دولار على مدى خمس سنوات القادمة لمساعدة جنوب إفريقيا على تقليل انبعاثات غاز الكربون.

من جانبها قالت مفوضية الاتحاد الأوروبي أنها ستدعو جميع الأطراف المشاركة في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ "كوب 27" بمصر، إلى اتخاذ إجراءات "عاجلة وملموسة" لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري واحترام الالتزامات التي تعهدوا بها بموجب اتفاقية باريس وميثاق غلاسكو للمناخ العام الماضي في "كوب 26".

وأكدت المفوضية الأوروبية بخصوص التكيف مع تغير المناخ، التزام الاتحاد الأوروبي بتحقيق تقدّم "واضح" نحو الهدف العالمي للتكيف، مشيرة إلى أن الحلول القائمة على الطبيعة كما تم إبرازها في ميثاق "غلاسكو" العام الماضي "لها دور حاسم في تمكين التكيف مع تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي الذي سيكون أيضا موضوعا رئيسيا في مؤتمر الأطراف للتنوع البيولوجي، 15 في وقت لاحق من هذا العام".

وفيما يتعلق بمسألة الخسائر والأضرار، سيسعى الاتحاد الأوروبي إلى حلول "فعالة" لتلبية الاحتياجات المتنوعة للبلدان المعرضة للخطر في جميع أنحاء العالم التي تواجه آثار تغير المناخ. وحث خبراء الأمم المتحدة المستقلون عشية انعقاد مؤتمر شرم الشيخ على دمج معايير ومبادئ حقوق الإنسان بشكل كامل في المفاوضات والعمل على تكثيف إجراءات خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل عاجل.