غداة استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال

كيري يضغط على الرئيس عباس لوقف انتفاضة فتيان السكاكين

كيري يضغط على الرئيس عباس لوقف انتفاضة فتيان السكاكين
  • القراءات: 752
ص. م ص. م

عاودت الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطها على القيادة الفلسطينية لدفعها لاحتواء انتفاضة "فتيان السكاكين" المندلعة منذ بداية شهر أكتوبر الماضي بالأراضي المحتلة  ما أربك حكومة الاحتلال وقواته التي أصبحت تقتل الفلسطينيين أمام الملأ. وراح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعاصمة الأردنية عمان يلح على التقليل مما أسماه بوتيرة العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين محملا بطريقة ضمنية الجانب الفلسطيني مسؤولية التصعيد الأخير الحاصل بالأراضي المحتلة.

وجاءت دعوة كيري غداة استشهاد شاب فلسطيني قتل رميا برصاص عدد من جنود الاحتلال أمام كاميرات العالم بمدينة القدس الشرقية بزعم أنه حاول طعن جندي إسرائيلي وأنهم تصرفوا بتلك الوحشية بمبرر الدفاع عن النفس. والحقيقة أن كيري الذي عاد ورافع عن مبدأ "حل الدولتين" لاحتواء صراع معقد بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم تكن له الجرأة الكافية لوضع الجانب الإسرائيلي أمام مسؤولياته، وتحميله مسؤولية ليس فقط التوتر الحاصل بالأراضي المحتلة وإنما تعثر العملية السلمية طيلة عقد من الزمن بسبب التعنت الإسرائيلي الرافض أصلا لفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش جنبا الى جنب مع الكيان الإسرائيلي المحتل.

وبدلا من أن يضغط كيري على الرئيس الفلسطيني لحمله على احتواء انتفاضة "فتيان السكاكين" فقد كان الأجدر به وضع حكومة الاحتلال أمام مسؤولياتها ومطالبتها بالإيفاء بالتزاماتها إزاء الشعب الفلسطيني الخاضع لاحتلال مقيت منذ سبعة عقود، أو على الأقل محاولة معرفة أسباب اندلاع مثل هذه الانتفاضة وفهم الدوافع التي تجعل فتيان في عمر المراهقة يلقون بأنفسهم في الموت المحتوم لو لم يكن غيضهم بلغ حد القنوط وسئموا العيش في ظل احتلال استيطاني كتم على أنفاسهم وكل أنفاس الشعب الفلسطيني. والمؤكد أن الإدارة الأمريكية على دراية تامة بمثل هذه الحقائق غير أنها لاتجرأ على البوح بها علنا حتى لا تغضب حليفتها المدللة إسرائيل. وهو ما يفسر اكتفاءها في كل مرة بمجرد بيانات إدانة ضد الاستيطان عندما تتمادى إسرائيل في ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة لكن دون أن يصاحب ذلك أي فعل ملموس من أقوى دولة في العالم لوقف آلة الاستيطان الإسرائيلية.