كشف أنه سيعود إلى المنطقة المغاربية شهر فيفري

كوهلر يدعو إلى مفاوضات جديدة بين المغرب والبوليزاريو بداية مارس

كوهلر يدعو إلى مفاوضات جديدة  بين المغرب والبوليزاريو بداية مارس
المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية هورست كوهلر
  • القراءات: 812
م مرشدي م مرشدي

كشف المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية  هورست كوهلر، لأعضاء مجلس الأمن الدولي خلال الاجتماع الذي عقده معهم ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، بمدينة نيويورك، عن عودة طرفي النزاع في الصحراء الغربية، المغرب وجبهة البوليزاريو إلى طاولة المفاوضات المباشرة شهر مارس القادم، بحضور ممثلين عن الجزائر وموريتانيا بصفتهما دولتين ملاحظتين.

وأكدت عدة مصادر دبلوماسية في مقر الأمم المتحدة على صلة باجتماع مجلس الأمن الدولي، أن كوهلر، كشف عن نيته تنظيم طاولة مستديرة للمفاوضات بخصوص النزاع في الصحراء الغربية شهر مارس القادم، دون أن يحدد تاريخ التئامها ولا مكان انعقادها.

وتحضيرا للجولة الثانية من هذه المفاوضات منذ سنة 2012، ينتظر أن يلتقي المبعوث الأممي شهر فيفري القادم،  بطرفي النزاع بهدف وضع ترتيبات عملية علها تساعد على تسجيل تقدم في مسار البحث عن تسوية نهائية لهذا النزاع وتمكين شعب الصحراء الغربية من تنظيم استفتاء يقرر من خلاله مصيره.

وجاء الكشف عن هذا اللقاء الذي سبق وأن تم تسريب تاريخ انعقاده بيوم 2 مارس، في سياق الديناميكية التي تريد الأمم المتحدة إعطاءها لمسار تسوية نزاع الصحراء الغربية بعد محادثات أولى تمت بين  المغرب وجبهة البوليزاريو في السادس ديسمبر الماضي، وصفها الأمين العام الأممي ومجلس الأمن الدولي حينها بـ المشجعة.

وقدم الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر، إحاطة أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسة مغلقة أطلعهم فيها على نتائج اتصالاته مع طرفي النزاع، بالإضافة إلى نتائج أول طاولة مستديرة يعقدها الجانبان المغربي والصحراوي منذ فشل مفاوضات مانهاست سنة 2012.

وقال جيري ماتيو ماتجيلا، سفير جنوب إفريقيا الذي أصبحت بلاده عضوا في مجلس الأمن الدولي بداية هذا العام، في تعليق له على نتائج جولة جنيف بأنها كانت جد ايجابية، بينما وصف نظيره الفرنسي فرانسوا دولاتر، الأجواء التي تمت فيها بـ الجيدة.

وتأسف سيدي محمد عمر، ممثل جبهة البوليزاريو في الأمم المتحدة على هامش اجتماع مجلس الأمن، لتعنّت المغرب في مواقفه الرافضة لأي حل بدليل عدم رده على مقترح صحراوي، لاتخاذ إجراءات لتأكيد حسن نيته بإطلاق سراح المساجين الصحراويين، وفتح مدن الصحراء الغربية المحتلّة أمام الملاحظين الدوليين ومختلف التنظيمات الحقوقية العالمية للاطلاع على حقيقة الأوضاع في المدن الصحراوية ومعرفة موقف السكان الصحراويين من الاحتلال.

واتهم الدبلوماسي الصحراوي عدم اهتمام السلطات المغربية بهذه المقترحات بانعدام كل إرادة لديها لتحقيق تقدم في مسار مفاوضات جنيف، التي قال إنها أعطت ديناميكية جديدة في عملية التفاوض بدليل انسجام مواقف أعضاء في مجلس الأمن، بالإضافة إلى العمل الجيد الذي يقوم به هورست كوهلر، إلى حد الآن في مسار وصفه بـ الصعب.

وقال كريستوف هوسغن، السفير الألماني في الأمم المتحدة إن المبعوث الأممي جد حذر في مساعي تنفيذ مقاربته، بدليل أنه لا يريد استثناء أي طرف بإمكانه المساعدة في تحقيق تقدم في مسار التسوية السياسية لنزاع الصحراء الغربية. وشدد السفير الألماني، التأكيد على أن ما يجب القيام به الآن يؤكد تسجيل هذا التقدم، خاصة وأن كوهلر، يحظى بدعم كامل أعضاء مجلس الأمن الدولي من أجل تحقيق إجراءات استعادة الثقة، وأعطى مثالا على ذلك بقيام طرفي النّزاع على إزالة حقول الألغام المزروعة، وتنظيم زيارات للعائلات الصحراوية المشتتة بين المدن المحتلّة ومخيمات اللاجئين. 

وأكدت جبهة البوليزاريو في بيان أصدرته أمس، وجود فرصة سانحة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية ودعت مجلس الأمن إلى التصرف بطريقة تخدم مسار السّلم، مشيرة إلى أنه بفضل جهود المبعوث الأممي الخاص والدعم الفعّال الذي يحظى به من طرف مجلس الأمن، فإن الفرصة حقيقية لإيجاد حل عادل وسلمي ودائم يفضي إلى عملية حقيقية لتقرير المصير في الصحراء الغربية.

كما حثت البوليزاريو أعضاء مجلس الأمن  على اتخاذ إجراءات ملموسة تكفل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير على النحو الذي تدعو إليه قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة.

وطالبت من جهة أخرى دول الاتحاد الأوروبي، بإعادة التفكير في نهجهم المتبع إزاء النزاع والعمل على دعم مسار السلام الأممي باستخدام التجارة كحافز إيجابي من أجل التوصل لاتفاق سلام عادل ودائم.

ورغم أن جبهة البوليزاريو جددت دعمها للمسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة، إلا أنها شددت التأكيد على أن ذلك يبقى مرتبطا بمدى تسجيل نتائج ملموسة خلال الجولات القادمة من محادثات السلام من خلال تدابير لبناء الثقة، والتي تمر حتما عبر إطلاق سراح المعتقلين الصحراويين  و السماح لمراقبي حقوق الإنسان بالتوجه إلى الأراضي المحتلّة ووضع حد لانتهاكات المغرب المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النّار الموقّع سنة 1991، والتوقف عن نهبه غير المشروع للموارد الطبيعية الصحراوية.