خاطري أدوه رئيس البرلمان الصحراوي:

كوهلر أعطى «ديناميكية جديدة» لتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية

كوهلر أعطى «ديناميكية جديدة»  لتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية
رئيس البرلمان الصحراوي خاطري أدوه
  • القراءات: 1145
القسم الدولي القسم الدولي

أكد رئيس البرلمان الصحراوي خاطري أدوه، أمس (الإثنين)، بالجزائر العاصمة، أن القضية الصحراوية أصبحت مؤخرا تحتل «صدارة الاهتمام على المستوى الدولي» لاسيما منذ تعيين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر، الذي أعطى «ديناميكية جديدة» لمسار تسوية النزاع في آخر مستعمرة في إفريقيا.

وذكر خاطري أدوه، خلال ندوة صحفية نشطها في إطار فوروم جريدة «لوكوريي دالجيري» بحضور سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر، أن القضية الصحراوية والتي صنّفتها الأمم المتحدة مسألة تصفية استعمار، «أصبحت تحتل مؤخرا صدارة الاهتمام على مستوى الأمم المتحدة والاتحادين الإفريقي والأوروبي».

وأكد المسؤول الصحراوي أن الأمم المتحدة تشهد «انطلاق ديناميكية جديدة» من خلال محاولة استئناف المحادثات المباشرة بين جبهة البوليساريو (الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي) والمملكة المغربية «لا سيما منذ تعيين هورست كوهلر». ويتجلى ذلك ـ حسبه ـ لاسيما بعد الزيارتين التي قام بهما المسؤول الأممي إلى المنطقة والتقائه بطرفي النزاع والبلدين المجاورين (الجزائر وموريتانيا)، بصفتهما دولتين ملاحظتين.

وفي إطار الجهود الأممية لإعادة بعث المفاوضات المباشرة بين الطرفين، والوصول إلى حل يمكّن الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير أوضح خاطري أدوه، أن «هناك نية واضحة لمجلس الأمن الدولي للتقدم إلى الأمام في مسار تسوية النزاع» في الصحراء الغربية المستمر منذ أكثر من 40 سنة، من خلال وضعه لخارطة طريق تعتمد على إرسال دعوات لطرفي النزاع (جبهة البوليساريو والمملكة المغربية) خلال الأسابيع القادمة على الأرجح (نهاية سبتمبر المقبل)، لجمع الطرفين في مفاوضات مباشرة نهاية أكتوبر المقبل أو بداية نوفمبر من أجل استئناف المحادثات المباشرة المتوقفة منذ 2012.

كما أشار إلى «استعانة كوهلر بكل العناصر لاسيما الاتحاد الإفريقي» لإيجاد حل للنزاع، وكان «صائبا تماما في ذلك» يضيف رئيس البرلمان الصحراوي، حيث أن «للاتحاد الإفريقي دورا كبيرا في هذا المسار» باعتباره عاملا «مساعدا ومطمئنا».

وأشار إلى أن الأمم المتحدة تأمل بأن يتحلى طرفا النزاع «بإرادة واضحة للانخراط الفعلي في مسار التسوية» قبل انقضاء مهلة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية (المينورسو) في 31 أكتوبر المقبل، وأن يدخل الطرفان في مفاوضات مباشرة على قاعدة ما نصّت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي لا سيما قراره الأخير (1424) الذي يدعو إلى «ضرورة تنظيم مفاوضات مباشرة وبحسن نية» لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير.

وجدد رئيس البرلمان الصحراوي التأكيد على أن «جبهة البوليساريو أكدت مرارا تعاونها مع المبعوث الأممي، وهي على استعداد للانخراط في المفاوضات على نحو ما دعا إليه مجلس الأمن الدولي».

وكان هورست كوهلر، قد عقد مؤخرا اجتماعا بمجلس الأمن حول جولته الإقليمية الأخيرة التي تهدف إلى بعث المفاوضات المتوقفة بين جبهة البوليساريو و المغرب منذ 2012.

وتوقع خاطري أدوه، أن يتمكن كوهلر من «التوصل إلى الخلاصات اللازمة للسير بالجهود من أجل مفاوضات جدية بدون شروط مسبقة تكفل حق الشعب الصحراوي وفقا لقرارات الأمم المتحدة».

ومن جهة أخرى أعرب المسؤول الصحراوي عن تخوفه من «وضع المغرب لعراقيل أمام هذه الجهود الأممية مثلما عودنا عليه في كل المحاولات السابقة»، خاصة وأن المغرب «لم يدل بتصريح حقيقي يمتثل فيه للإرادة الدولية والذهاب في مفاوضات مباشرة مع جبهة البوليساريو»، وأنه «لا يزال يحاول التمسك بالشروط التعجيزية لإفشال الجهود الدولية».

وانتقد رئيس البرلمان الصحراوي «الأطراف التي تحمي المغرب وتؤيده لتفادي وقوعه في ضغوطات ومحاولة القفز على قرارات المحكمة الأوروبية بشأن اتفاقية الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب»، موجها في هذا السياق أصابع الاتهام إلى فرنسا التي «يمكن لها ـ كما قال ـ أن تلعب دورا كبيرا لإيجاد حل للنزاع والوصول إلى اتفاق»، موجها في هذا السياق «نداء إلى مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته».

وحذّر ذات المسؤول الصحراوي من أن «استمرار حالة الانسداد والإحباط لدى الشعب الصحراوي سيجعل المنطقة وأوروبا عرضة للاأمن واللاإستقرار نظرا لوجود الصحراء الغربية في منطقة حساسة (قريبة من مالي و ليبيا. وعليه أكد خاطري أدوه أن «مشاكل إفريقيا قد تحل بحل النزاع الصحراوي»، مستدلا بما حدث في سوريا و منطقة الشرق الأوسط حيث «انعكست الأوضاع هناك على أوروبا بتفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية إليها».

وفي رده على سؤال للصحافة حول زيارة هورست كوهلر البلدين المراقبين (الجزائر وموريتانيا) ضمن جولته الأخيرة إلى دول المنطقة، أكد رئيس البرلمان الصحراوي أن هذا «لا يمس في أي حال بالجوهر بعكس ما يدعيه المغرب الذي يحاول إرباك مجلس الأمن الدولي بمسائل غير جوهرية».