بخلفيات اقتصادية وعسكرية

"كورونا" يشعل حربا كلامية بين بكين وواشنطن

"كورونا" يشعل حربا كلامية بين بكين وواشنطن
  • القراءات: 608
م. مرشدي م. مرشدي

دخلت الصين والولايات المتحدة حربا كلامية شرسة على خلفية التداعيات الكارثية التي خلفها فيروس كورونا على العالم، زادتها تأججا تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي منح الداء اسم "الفيروس الصيني".

ورفض جنغ شوانغ الناطق باسم وزارة الخارجية الصيني رفضا قاطعا هذا الوصف واتهام بلاده بما ليس فيها، وذلك في تعارض مع قرار منظمة الصحة العالمية التي فضلت استخدام تسمية محايدة باسم "كورفيد 19" حتى لا تثير حفيظة أي دولة.

ويبدو أن الرئيس دونالد ترامب عندما أطلق وصف "الصيني" على الفيروس كان يدرك وقع ذلك على السلطات الصينية ولكنه تعمد ذلك، ليرد على اتهامات وجهها مسؤول صيني الأسبوع الماضي للقوات الأمريكية بنشر الفيروس القاتل في محافظة ووهان.

ولم تهضم الإدارة الأمريكية الاتهام الصيني لها بنشر الوباء، حيث عبر كاتب الدولة للخارجية الأمريكية مايك بومبيو في مكالمة هاتفية أجراها مساء أول أمس، مع يانغ جيشي العضو القيادي في الحزب الشيوعي الصيني الحاكم عن اعتراض بلاده القوي تحميل الولايات المتحدة مسؤولية نشر فيروس كورونا، قائلا إن الوقت غير مناسب لنشر الأخبار المغلوطة والإشاعات التي لا أساس لها من الصحة.

ولم تنتظر وكالة أنباء الصين الجديدة طويلا للرد على بيان الخارجية الأمريكية لتؤكد من جهتها أن يانغ جيشي وجه للوزير الأمريكي تحذيرا شديد اللهجة أكد فيه أن كل محاولة لتشويه صورة الصين سيكون مآلها الفشل المحتوم. وذهبت وكالة الأنباء الصينية الرسمية إلى التنديد باستعمال الرئيس الأمريكي لـ"عبارات عنصرية ومعادية للأجانب" عندما حمل مسؤولية نشر هذا الوباء في دول أخرى إلى الحكومة الصينية. كما رفضت السلطات الصينية التي ظهر فيها الوباء لأول مرة بداية شهر ديسمبر الماضي اتهامها بكونها المصدر الأول لهذا الداء.

واشتدت الحرب الكلامية بين الصين والولايات المتحدة بعد استدعاء الخارجية الأمريكية للسفير الصيني في واشنطن الجمعة الماضي للاحتجاج على تصريحات الناطق باسم الخارجية الصيني والتي قالت إنها اتهامات تم توجيهها للقوات الأمريكية بدون دلائل ولا قرائن.

ولا يمكن في ظل استمرار سقوط ضحايا جدد لهذا الفيروس إخراج هذه الحرب الدعائية بين أكبر قوتين في العالم عن صراعهما الاستراتيجي لإحكام قبضتهما على الاقتصاد العالمي ضمن حرب نفوذ جديدة جعلت الرئيس الأمريكي يضع منذ وصوله إلى البيت الابيض سنة 2017 الصين كعدو يجب لجمه والحد من طموحاته بشتى الوسائل الاقتصادية وحتى العسكرية.