سقوط 500 قتيل في جنوب السودان

كــير يقبــل عقــد لقــاء مـــع ماشــار

كــير يقبــل عقــد لقــاء مـــع ماشــار
  • القراءات: 1303

أبدى الرئيس الجنوب  سوداني، سيلفا كير، رغبته في التحدث مع غريمه ونائبه السابق، ريك ماشار، ثلاثة أيام بعد أن اتهمه بالوقوف وراء عملية انقلاب فاشلة للإطاحة به.وجاء عرض الرئيس السوداني بعد أن خرج نائبه عن صمته، أمس، نافيا وقوفه وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي حيكت ضد نظام رفيق درب كفاحه ضد النظام السوداني في الخرطوم سيلفا كير.ونفى ماشار لأول مرة منذ اندلاع المواجهات في العاصمة جوبا بشكل قطعي هذه الاتهامات وحتى علمه بوجود محاولة انقلابية ضد رئيسه.

وقال ماشار الموجود في حالة فرار، منذ ليلة الأحد إلى الاثنين، إن التذرع بوجود محاولة انقلابية مجرد ذريعة استخدمتها السلطات السياسية في هذا البلد لتبرير اندلاع المعارك التي مازالت متواصلة بين مسلحين وقوات الجيش النظامي.  وتواصلت المواجهات ضارية بين المقتتلين مما جعل حصيلة ضحايا المواجهات ترتفع أمس إلى أكثر من 500 قتيل وحوالي ألف جريح في نفس الوقت الذي اضطر فيه أكثر من 20 ألف من سكان العاصمة إلى هجر منازلهم فرارا من تلك المعارك التي استخدم فيها الفرقاء الأسلحة الرشاشة الثقيلة بالإضافة إلى مدافع الهاون.

ودفعت تطورات الوضع في هذا البلد إلى تزايد مخاوف في دول الجوار وحتى المجموعة الدولية من احتمال توسع رقعة هذه المواجهات وتحولها إلى حرب أهلية طاحنة.

ورغم أن دوي الأسلحة الرشاشة توقف منذ ليلة الثلاثاء إلا أن ذلك لم يمنع السكان والمتتبعين لتطورات ما يجري من إبداء مخاوف من احتمال تجدد المواجهات وخاصة وأن الغموض مازال يسود الوضع العام وحقيقة ما يجري في هذا البلد والجهة التي تقاتلها القوات النظامية وهل هي فعلا فصيل منشق عن قوات جيش تحرير جنوب السودان مؤيد لنائب الرئيس ريك ماشار.

وفي حال تأكدت هذه الفرضية التي غذتها تصريحات الرئيس سيلفا كير فإن ذلك قد يعمق هوة الخلاف بين طرفي المعادلة العسكرية والسياسية في هذا البلد وقد يؤجج النزاع العرقي بين قبيلتي دينكا التي ينحدر منها الرئيس كير وعرقية النوير التي ينحدر منها نائبه ماشار.

وقال هذا الأخير لموقع الكتروني سوداني إن الحديث عن وجود محاولة انقلابية ضد سيلفا كير ما هي في الواقع إلا مجرد ذريعة استعملها هذا الأخير من أجل التخلص من كل المعارضين له.

وقال إن كل ما حدث في العاصمة جوبا مجرد خلاف بين أعضاء من الحرس الرئاسي داخل وحداتهم وقال نافيا كل علاقة له بما يجري إنه لم يكن على علم بأية محاولة انقلابية.

ويوجد ماشار وأربع شخصيات سياسية في البلاد في قائمة المبحوث عنهم في وقت أكدت فيه مصادر حكومية  اعتقال عشر شخصيات من ضمنهم ثمانية وزراء في حكومة ماشار المقالة شهر جويلية الماضي.  وحسب مصادر جنوب سودانية فإن كل المبحوث عنهم من الفاعلين داخل الحزب الحاكم والوجوه التاريخية التي حاربت ضمن صفوف حركة تحرير جنوب السودان القوات النظامية السودانية منذ سنة 1983 وإلى غاية التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار سنة 2005.

وأرجع ماشار أسباب الأحداث الدامية التي عرفتها البلاد خلال الأيام الأخيرة إلى رغبة قياديين في حركة تحرير جنوب السودان إحداث تغييرات ديمقراطية داخل الحزب الحاكم وهو ما رفضه الرئيس سيلفا كير، زاعما أن الأحداث الأخيرة افتعلها للتخلص منها وفرض سيطرته على الحكومة.