تصعيد خطير في الحرب الروسية - الأوكرانية

قصف مكثف ضد كييف وإدانة غربية شديدة

قصف مكثف ضد كييف وإدانة غربية شديدة
  • القراءات: 499
ص. م ص. م

ألقت روسيا بثقلها العسكري، أمس، في حربها مع أوكرانيا من خلال تكثيف عمليات قصفها لأهداف  في قلب العاصمة كييف وعدة مناطق أخرى ردا على هجمات الجيش الأوكراني الذي استهدف مؤخرا عمق الأراضي الروسية في تصعيد خطير، لم تشهده الحرب المتفجرة بين البلدين منذ نهاية مارس الماضي. وتوعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بالتزامن مع ذلك، برد "صارم" في حال واصل الجيش الأوكراني استهداف العمق الروسي، بعمليات وصفها بـ«الهجمات الإرهابية على أراضينا، فستكون ردود روسيا شديدة يتوافق حجمها مع مستوى التهديدات وأنه لا ينبغي لأحد أن يكون لديه أي شكوك في ذلك".

وردا على الهجوم الذي استهدف جسرا استراتيجيا في شبه جزيرة القرم، قال الرئيس بوتين، إن موسكو شنّت عمليات قصف مكثفة ضد العديد من المناطق الأوكرانية، استخدمت فيها "أسلحة طويلة مدى وذات دقة عالية" ضد "البنية التحتية الطاقوية والعسكرية والاتصالات في أوكرانيا". وأضاف الرئيس الروسي، أن الجيش الأوكراني شنّ في الماضي هجمات استهدفت في ثلاث مرات المحطة النووية لكورسك الواقعة على بعد 85 كلم من الحدود مع أوكرانيا كما حاول استهداف أنبوب الغاز "تورك ستريم" الذي يربط  روسيا بتركيا عبر البحر الأسود. وجاء الوعيد الروسي بعد التدمير الجزئي الذي لحق السبت الأخير جسر شبه جزيرة القرم الذي يمثل البنية التحتية الاستراتيجية ورمز ضمّ شبه الجزيرة الأوكرانية الى روسيا عام 2014. وردت عليه روسيا أمس بقصف مكثف استهدف العاصمة كييف لأول مرة منذ 26 جوان الماضي وعديد المناطق الأوكرانية. 

وهي الضربات التي أكد الرقم الثاني في مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف، أنها مجرد "حلقة أولى" في إشارة واضحة إلى مواصلة روسيا لقصفها إلى غاية تحقيق هدفها من عمليتها العسكرية التي أطلقتها في أوكرانيا منذ 24 فيفري الماضي والرامية إلى القضاء على نظام الحكم القائم في كييف. وهو ما أكده بشكل واضح الرئيس الروسي السابق في تصريح  "لقد تم لعب الحلقة الأولى وسيكون هناك آخريات"، مضيفا أنه "من وجهة نظري، فإن الهدف يجب أن يتم التفكيك الكلي للنظام السياسي لأوكرانياوأثارت الهجمات الروسية المكثفة إدانة شديدة من قبل الغرب الساعي لإصدار لائحة أممية عبر الجمعية العامة الأممية تندد بضم روسيا مؤخرا لبعض المناطق الأوكرانية.

ويأتي هذا المسعى في الوقت الذي اتهم فيه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، روسيا بمحاولة محو بلاده "من على وجه الأرض"، ذهب الاتحاد الأوروبي إلى اعتبار الضربات الصاروخية الروسية في أوكرانيا بأنها ترقى إلى "جريمة حرب". وقال المتحدث باسم مسؤول شؤون التكتل الخارجية جوزيب بوريل إن "استهداف الناس عشوائيا بوابل جبان ومروع من الصواريخ ضرب أهدافا مدنية يمثل حتما تصعيدا إضافيا". وأضاف بيتر ستانو  أن "الاتحاد الأوروبي يدين بأشد العبارات هذه الهجمات الشنيعة على المدنيين والبنى التحتية المدنية... إنه أمر يتعارض مع القانون الإنساني الدولي ويرقى هذا الاستهداف للمدنيين من دون تمييز إلى جريمة حرب".

ونفس موقف الإدانة عبر عنه الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيريس، الذي أدان ما وصفها بـ«تصعيد غير مقبول في الحرب" بين روسيا وأوكرانيا يدفع ثمنه الأبرياء من المدنيين العزل. من جانبه قال كاتب الدولة الأمريكية، انطوني بلينكن، أنه أجرى اتصال مع نظيره الأوكراني، ديمترو كوليبا، طمأنه من خلاله بـ«دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا". وكتب بلينكن في تغريدة "سنستمر في تقديم مساعدة اقتصادية وإنسانية وعسكرية حتى تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها".