فالس يحذر الفرنسيين:

فوز الجبهة الوطنية بالمجالس الجهوية سيؤدي إلى حرب أهلية

فوز الجبهة الوطنية بالمجالس الجهوية سيؤدي إلى حرب أهلية
  • القراءات: 668

يعود 55,5 مليون ناخب فرنسي اليوم إلى مكاتب التصويت لانتخاب أعضاء المجالس الجهوية، في إطار الدور الثاني لموعد شكل "بارومتر" لقياس قوة الجبهة الوطنية المتطرفة بقيادة مارين لوبان، في المشهد السياسي الفرنسي. وفي حال تأكد فوز مرشحي الجبهة الوطنية في هذه الانتخابات، سيكون ذلك بمثابة تأكيد انزلاق المجتمع الفرنسي باتجاه أفكار هذا الحزب اليميني المتطرف وأحد أكبر الأحزاب الفرنسية المعادية للأجنبي.

وهو الاحتمال الوارد جدا إذا سلمنا بنتائج عمليات سبر الآراء التي عادة ما تسبق كل موعد انتخابي والتي أكدت قدرة الحزب اليميني المتطرف على الفوز بما لا يقل عن أربعة مجالس من مجموع 13 مجلسا جهويا. وهي التكهنات التي جعلت جل الصحف الفرنسية تطالب الناخبين الفرنسيين بـ "هبة جماعية" لمنع وقوع مثل هذا الاحتمال "الكارثي" الذي سيعمق الشرخ بين مختلف شرائح المجتمع في فرنسا المتعددة الأجناس والديانات. وهي دعوة، الغاية منها دفع الأغلبية الصامتة إلى المشاركة بقوة في موعد نهار اليوم رغم أن نسبة المشاركة في انتخابات الدور الأول بلغت أكثر من خمسين بالمئة من إجمالي عدد الناخبين.

وفضل الناخبون الفرنسيون البقاء في بيوتهم الأحد الماضي بعد أن اقتنعوا أن لا اختلاف بين الأحزاب المشاركة سواء كانت الجبهة الوطنية أو "الجمهوريون" أو حتى الحزب الاشتراكي الذين أصبحوا لا يختلفون من حيث منطلقاتهم الفكرية وممارساتهم اليومية إلا من حيث الاسم. وهو المعطى الذي أفقد الناخب الفرنسي كل أمل في تغيير محتمل في التوجهات العامة للسياسة الداخلية الفرنسية، سواء صوت لهذا الحزب أو لحزب آخر. وأكدت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية تحت عنوان "يوم الاثنين سيكون كل شيء قد انقضى" في إشارة واضحة باتجاه الناخبين أنهم إن لم تصوتوا فعليهم انتظار الأسوأ في حال فازت الجبهة الوطنية، في نفس الوقت الذي دق فيه الوزير الأول الاشتراكي مانويل فالس ناقوس الخطر محذرا الناخبين الفرنسيين أن الجبهة الوطنية تنتهج سياسة التقسيم التي قد تؤدي إلى الحرب الأهلية. وهو تصريح انتخابي أكثر من أي شيء آخر بعد أن أكدت نتائج الدور الأول لهذه الانتخابات انتكاسة حزبه الاشتراكي وعدم قدرته على مواكبة تطلعات المجتمع الفرنسي الذي اتهمه بعدم الإيفاء بالتزاماته التي حملها الرئيس فرانسوا هولاند في انتخابات ماي 2012 وسمحت بفوزه بكرسي قصر الاليزي.  

وجاء التصريح التحذيري للوزير الأول الفرنسي غداة الوعيد الذي رفعته مارين لوبان التي هدّدت في حال فوزها بمقعد مقاطعة الشمال التي ترشحت فيها أنها ستحول حياة حكومة فالس إلى جحيم. ويبدو أن مارين لوبان مازالت تحت نشوة النتائج التي حققها حزبها في انتخابات الدور الأول التي أعطتها الأسبقية في هذا الامتحان الانتخابي الذي سيكون مؤشرا على توجهات الناخبين الفرنسيين في أقل من عامين قبل الانتخابات الرئاسية شهر ماي 2017. ولكن نشوة الانتصار قد تنهار اليوم في حال قبل الاشتراكيون والجمهوريون تشكيل تحالف انتخابي لقطع الطريق أمام الجبهة الوطنية وأيضا في حال أخذ الناخبون بنصائح هذين الحزبيين للمشاركة بقوة من أجل تحقيق نفس الهدف.

وهو الاحتمال الوارد جدا بالنظر إلى انسحاب عدد من مرشحي الحزب الاشتراكي الحاكم ضمن اتفاق ضمني مع غريمهم الجمهوري من أجل لجم الرغبة القوية لليمين المتطرف في الفوز بأكبر عدد من المجالس الجهوية. ويبقى رهان الحزبين أيضا على شريحة الناخبين الشباب الذين شكلوا أكبر نسبة مقاطعين بالإضافة إلى مقاطعة أبناء الجاليات المسلمة الذين أصبحوا منشغلين أكثر بوضعهم في تفادي مضايقات عناصر الشرطة الذين وضعوهم نصب أعينهم في تحقيقات وعمليات توقيف واشتباه منذ تفجيرات الثالث عشر نوفمبر التي خدمت لوبان وحزبها، الجبهة الوطنية.