عودة «الفرانكوية» إلى البرلمان الإسباني لأول مرة منذ 40 عاما

فوز الاشتراكيين في انتخابات أكدت انتهاء القطبية الحزبية

فوز الاشتراكيين في انتخابات أكدت انتهاء القطبية الحزبية
  • القراءات: 771
م. م م. م

حقق الحزب الاشتراكي الإسباني العمالي الأهم في الانتخابات العامة المسبقة أول أمس، بفوزه بـ123 مقعدا برلمانيا بما يؤهله لقيادة الحكومة الإسبانية القادمة، رغم بعده عن نصاب الأغلبية المطلقة المحدد بـ176 مقعدا من مجموع 350 التي تتشكل منها غرفة «الكورتس».

وكرست نتائج هذه الانتخابات تفتيت الخارطة السياسية الإسبانية بدخول عدد كبير من الأحزاب اليسارية واليمينية المتطرّفة إلى حلبة التنافس السياسي في هذا البلد، والتي كانت إلى غاية سنة 2015 حكرا على الحزب الاشتراكي العمالي والحزب الشعبي.

وفتح هذا الفوز أمام بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الاشتراكية السابقة الطريق لتشكيل حكومة جديدة، إلا أنه فضّل التريث ومنح نفسه مهلة شهر إلى غاية معرفة نتائج الانتخابات الأوروبية نهاية الشهر القادم، وكذا الانتخابات الجهوية والبلدية في بلاده قبل ضبط قائمة الأحزاب التي يعتقد أنها تصلح لتشكيل حكومة ائتلافية قوية.

وهو ما أكدته كرستينا ناربونا، رئيسة الحزب وقالت إن لا شيء يدفعنا إلى التسرّع، فأمامنا كامل الوقت لتشكيل الحكومة ما دام القانون يسمح بمواصلة تسيير الشؤون العامة في البلاد.

وحقق الحزب نتيجة مرضية بعد حصده لـ123 مقعدا نيابيا من أصل 350 مقعدا التي يتشكل منها البرلمان الإسباني، مقارنة بـ85 مقعدا في البرلمان السابق بفارق كبير عن غريمه التاريخي الحزب الشعبي اليميني، الذي تهاوت شعبيته ونتائجه بأكثر من 50 بالمئة، حيث لم يحصل سوى على 66 مقعدا بعد أن كان يحوز على 137 مقعدا في المجلس النيابي المنبثق عن انتخابات سنة 2016.

وهي نتيجة «كارثية» لن تمنحه حتى التفكير في تشكيل الحكومة القادمة، حتى وإن حظي بدعم أحزاب اليمين الأخرى مثل سويدادانوس « مواطنون» الليبرالي الذي حصل على 57 مقعدا، وحزب «فوكس» اليميني المتطرّف الذي دخل لأول مرة إلى البرلمان بـ24 مقعدا، بما يمثل مجموع 147 مقعدا بعيدا عن الأغلبية المطلقة المحددة بـ176 مقعدا.

وعلى نقيض ذلك فقد أصبح أمام بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الاشتراكي بفضل النتيجة التي حصل عليها، هامش مناورة واسع وخيارات متعددة لقيادة الجهاز التنفيذي في مدريد، لوحده تماما كما فعل طيلة العشرة أشهر الأخيرة، بعد سحب الثقة من منافسه الليبرالي ماريانو راخوي.

كما بإمكانه فتح باب الحكومة أمام حزب «بوديموس» اليساري المتطرّف رغم تدنّي شعبيته من 67 مقعدا برلمانيا في انتخابات سنة 2016 إلى مجرد 42 مقعدا في انتخابات أول أمس.

وبإمكانه الاستعانة أيضا ضمن هذا الهامش بأحزاب جهوية دون الحاجة إلى أحزاب يسارية كتالانية التي تريد تكريس استقلال إقليم كتالونيا، وحتى لا يؤكد تهمة استسلامه للانفصاليين في برشلونة الذين أدخلوا إسبانيا في أعقد أزمة سياسية لم يسبق أن عرفتها من قبل بتنظيمهم استفتاء انفصال هذا الإقليم، الذي يبقى بمثابة القلب النّابض لاقتصاد المملكة على حساب وحدة التراب الإسباني.

العودة القوية للفرانكوية

وغطى فوز حزب «فوكس» اليميني المتطرّف أمس، على فوز الحزب الاشتراكي بعد حصوله على 24 مقعدا نيابيا. وعاد من خلالها إلى قبة «الكورتس» أربعين عاما بعد سقوط نظام الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو سنة 1975.

وأكدت هذه النتيجة تمكنه من اكتساب مكانة في الأوساط الشعبية الإسبانية، وهو الذي كان إلى غاية سنة 2016 ممثلا فقط في برلمانات إقليمية في جنوب البلاد، مزحزحا الحزب الاشتراكي من أهم معاقله في هذا البلد المعروف بتعدد عرقياته.

وهي نتيجة غير متوقعة جعلت سانتياغو اباسكال، رئيس هذا الحزب يؤكد على «بداية استعادة إسبانيا»، وأن حزب «فوكس» جاء ليبقى في نفس الوقت الذي أكد نائبه خافيير اورتيغا سميث، أن «الوقت قد حان أمام اليسار الإسباني ليدرك أن الحفل قد انتهى» في إشارة قوية إلى بداية عودة الأفكار الفرانكوية إلى الساحة السياسية الإسبانية.