ندوة باريس الدولية حول ليبيا

فرنسا ومحاولة استعادة دورها المفقود

فرنسا ومحاولة استعادة دورها المفقود
  • القراءات: 1191
ص. محمديوة ص. محمديوة

تحتضن العاصمة الفرنسية باريس، يوم غد، أشغال ندوة دولية حول ليبيا ضمن مسعى لدعم الجهود المبذولة لتنظيم انتخابات 24 ديسمبر القدم في موعدها والتي تبقى الشكوك حول إمكانية إجرائها قائمة بسبب عودة التوتر بين أطراف المعادلة السياسية الليبية. ولدى عرضه لرهانات الندوة اعتبرت الرئاسة الفرنسية في بيان أصدرته، أن "الانتخابات في متناول اليد وأن هناك ديناميكية قوية في ليبيا لتنظيمها"، قبل أن يضيف أن "استقرار ليبيا على المحك".

وأضافت الرئاسة الفرنسية، أن من وصفتهم بـ"المفسدين الواقعين في كمين، فهم يحاولون إخراج العملية السياسية عن مسارها"، وهو ما يتطلب بحسبها "جعل العملية الانتخابية لا جدال فيها ولا رجوع عنها والعمل على أن تحترم نتائج الانتخابات". وستضمن فرنسا وألمانيا وإيطاليا، رئاسة الندوة بالنظر إلى رغبتها في إيجاد مخرج عملي وسلمي للأزمة الليبية بمشاركة أيضا الأمم المتحدة المشرفة على العملية السلمية الجارية في هذا البلد. كما ستعرف الندوة مشاركة غالبية مسؤولي الدول المتورطة من قريب أو من بعيد في هذه الأزمة أو الساعية للبحث عن مخرج لها على غرار نائب الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى تونس والنيجر وتشاد باعتبارها من دول الجوار. وستكون روسيا حاضرة أيضا عبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف، بينما لم تحدد تركيا مستوى مشاركتها رغم أنها تعد واحدة من الدول التي لها حضور عسكري في ليبيا.

هذه الأخيرة ورغم أنها المعني الأول بهذه الندوة إلا أنها لم تحدد وإلى غاية أمس، مستوى مشاركتها خاصة في ظل القبضة القائمة بين حكومة عبد الحميد الدبيبة والمجلس الرئاسي التي أثارها قراره الأخير، بوقف وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش عن العمل ومنعها من السفر إلى غاية الانتهاء من تحقيق معها، بعد اتهامها بالانفراد في اتخاذ القرارات السياسية، ضمن قرار رفض الدبيبة الامتثال له ومطالبا وزيرة خارجيته بمواصلة مهامها. وهو ما دفع بالسلطات الفرنسية إلى  توجيه الدعوة لكلا الطرفين، حكومة الدبيبة الذي لم يحدد إلى غاية أمس بعد مشاركته من عدمها ولرئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، الذي أكد حضوره بالعاصمة الفرنسية. والمؤكد أن هذا الوضع المتوتر بين هيئتين سياديتين من إفرازات ملتقى الحوار السياسي الليبي، سيلقي بضلاله على أشغال الندوة التي يبدو أن باريس تريد العودة من خلالها إلى واجهة المساعي الدولية المستمرة منذ مدة لاحتواء المعضلة الليبية.

والسؤال المطروح هل ستنجح ندوة باريس في تذليل مختلف العقبات القديمة منها والحديثة التي تعكر مسار العملية الانتخابية المقررة في 24 ديسمبر القادم والتي تلح كل المجموعة الدولية على أهمية إجرائها في موعدها المحدد ضمن رهان بدأ يفرض نفسه بقوة خاصة في ظل سعي أطراف من داخل ليبيا تأجيل هذه الانتخابات. ويضاف إلى ذلك قضية المرتزقة والمقاتلين الأجانب التي لا تزال تشكل عائقا أمام نجاح العملية السياسية التي أسّس لها مؤتمر برلين الأول وكرّسها مؤتمر برلين الثاني ويسعى الإليزي لأن يكون مؤتمر باريس تتويجا لكل تلك المساعي.