السماح بخروج 335 من الأجانب والفلسطينيين مزدوجي الجنسية

فتح معبر رفح.. إجلاء 76 جريحا من قطاع غزّة إلى مصر

فتح معبر رفح.. إجلاء 76 جريحا من قطاع غزّة إلى مصر
  • القراءات: 549
ق. د ق. د

ارتقاء 8850 شهيد وتسجيل أكثر من 24 ألف جريح

700 ألف فلسطيني تأويهم مراكز "الأونروا"

عبر أمس، عدد من الجرحى معبر رفح في سيارات إسعاف لتلقي العلاج في مصر، في عملية هي الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزّة، تلتها عمليات أخرى لخروج مجموعات من الأجانب والفلسطينيين من مزدوجي الجنسية.

وكشف مصدر رسمي من معبر رفح رفض الكشف عن هويته، عن فتح المعبر البري أمس، لإجلاء حوالي 76 جريحا فلسطينيا وتمكينهم من تلقي العلاج في المستشفيات المصرية، في وقت يشهد فيه القطاع واحدة من الكوارث الصحية الجد خطيرة في ظل خروج مؤسساته الصحية عن الخدمة بسبب انعدام الوقود الذي يزود مولدات الكهرباء لعمل المستشفيات وانعدام أدنى المستلزمات الطبية والأدوية.

وبينما أفادت تقارير إعلامية بعبور حوالي 40 سيارة إسعاف كل عربة تقل جريحين وحافلات تقل حوالي 335 من الأجانب ومزدوجي الجنسية، قالت القنوات التلفزيونية المصرية، بأن الجرحى ينقلون إلى مستشفى "الشيخ زايد" الواقع على بعد حوالي 10 كلومترات عن رفح، وأيضا إلى مستشفى العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، في حين يتم نقل الحالات الحرجة إلى مستشفيات العاصمة القاهرة. 

من جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزّة، أشرف القدوة، أنه تم إرسال قائمة لمصر تضم أسماء 4 آلاف جريح يتعذّر علاجهم في غزّة، ويستلزم نقلهم على جناح السرعة إلى خارج القطاع لمواصلة العلاج في المستشفيات المصرية.

ويأتي فتح معبر رفح لإجلاء عدد يبقى جد محدود من الجرحى مقارنة بالأعداد الهائلة من المصابين الذين يقدرون بعشرات الآلاف سقطوا ولا زالوا يسقطون جراء استمرار القصف الصهيوني المكثف والعشوائي على الأحياء والتجمعات السكنية في كل أنحاء قطاع غزّة.

بالمقابل كشفت مصادر من معبر رفح، عن وجود أطنان من المساعدات متكدسة على الجانب المصري من المعبر في انتظار العبور إلى القطاع، مشيرة إلى أنه تم حتى الآن ادخال حوالي 300 شاحنة عبر المعبر وهي لا تكفي لتلبية احتياجات مركز إيواء واحد في منطقة واحدة.

هذا وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، إن حصيلة الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزّة والضفة الغربية، ارتفعت إلى 8850 شهيد وأكثر من 24 ألف جريح.

700 ألف فلسطيني تأويهم مراكز "الأونروا"

أكد المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في قطاع غزّة، عدنان أبو حسنة، أن حوالي 700 ألف شخص "يلتمسون الأمان في مراكز الإيواء التابعة للأونروا". وهو ما يفوق قدرتها الاستيعابية بأضعاف مضاعفة، وبينما تمثل المساعدات التي تدخل إلى القطاع سوى "نقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية". وقال أبو حسنة "أصبح كل شيء في غزّة ملقى على عاتق الأونروا لأنها الجهة الوحيدة التي ما زالت متماسكة لكنها ليست بدولة وقدراتها محدودة للغاية".

وأوضح أنه "ليس هناك قصور في توزيع المساعدات ولكن الاحتياجات كبيرة وأكبر من قدرات الأونروا، وأكبر حتى من قدرات أي سلطات كانت وعندما يتم تهجير حوالي مليون ومئتي ألف شخص إلى المنطقة الجنوبية، ويوجد في مدارس الأونروا حوالي 700 ألف شخص، في المقابل ما يدخل من مساعدات سوى الفتات فهذا يعمق من تفاقم الوضع".

ولفت المتحدث باسم "الأونروا" في قطاع غزّة، إلى أنه بسبب توسيع العمليات البرية الصهيونية ومع استمرار القصف الجوي، "لم تتمكن الهيئة الأممية من الوصول بالمساعدات إلى شمال القطاع أو مختلف أنحائه".

وهو ما جعله يطالب بزيادة المساعدات والشاحنات التي تحمل المواد الإغاثية والغذائية للقطاع كون الوكالة "تقدم كل الإمدادات الموجودة لديها لكنها غير كافية في مواجهة حجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي تعيشها القطاع".

عائلات بأكملها أبيدت في مجزرة جباليا الثانية

قال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزّة، محمود صابر بصل، إن عائلات بأكملها أبيدت في مجزرة جباليا الثانية التي وقعت صبيحة أمس، بمنطقة الفالوجا بمخيم جباليا، مؤكدا أن ما يحدث هو إبادة جماعية لسكان غزّة، محذّرا من تفاقم الوضع الإنساني الصعب الذي ينذر بكارثة حقيقية.

وأوضح المسؤول الفلسطيني، في تصريح لـ(وأج) أن "العدوان على قطاع غزّة متواصل واستهداف المدنيين بالقذائف الصاروخية والقنابل مستمر في فترات زمنية متقاربة جدا، ما يؤكد نية الاحتلال إبادة سكان غزّة في أسرع وقت ممكن، غير آبه بكل النداءات والتنديدات بهذه المجازر بحق المدنيين الأمنين".

تفاقم الوضع الإنساني في غزّة يهدد بـ"أسوأ كارثة في هذا القرن"

حذّر مسؤول الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني، رائد النمس، أمس، من أن تفاقم الوضع الإنساني في غزّة وصمت العالم على ما يحدث من مجازر غير مسبوقة يهدد قطاع غزّة بـ«أسوأ كارثة في هذا القرن" في وقت أطلقت فيه السلطات الصحية في غزّة آخر إنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل توقف عمل المستشفيات جراء نفاد الوقود.

وأوضح رائد النمس، في تصريح لـ(وأج) أن "الاحتلال الصهيوني كثف من جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين منذ الجمعة الماضية، حيث يستهدف بشكل ممنهج البنايات السكنية لإسقاط أكبر عدد من الضحايا، بالتوازي مع قطع شبكتي الاتصالات والأنترنت بشكل دوري للتعتيم على جرائمه المروعة".

وأضاف أن "القطاع شهد خلال الساعات الأخيرة عدة مجازر بحق المدنيين العزّل آخرها مجزرة الفالوجا بمخيم جباليا صباح أمس، التي ارتقى خلالها عشرات الشهداء"، مشيرا إلى أن هذا ثاني قصف يتعرض له هذا المخيم بعد مجزرة أول أمس، إلى جانب عدة مجازر أخرى خلّفت ما لا يقل عن 500 شهيد ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء.

وحذّر النمس، من تداعيات نفاد الوقود في عدد من المستشفيات في ظل التطورات الخطيرة الأخيرة، وارتفاع وتيرة وحدة العدوان الذي دخل يومه 26، حيث قال "مستشفياتنا تعمل في ظروف كارثية و فوق طاقة استيعابها ورغم ذلك ما زالت تستقبل المزيد من المصابين رغم نفاد الوقود في هذه المشافي واقتراب نفاده في مشافي أخرى ما ينذر بكارثة حقيقية".

وناشد مسؤول الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني، جميع دول العالم والهيئات الأممية "التدخل وإجبار الاحتلال على وقف هذا العدوان الجائر قبل أن تصبح مشافي قطاع غزّة مقابر جماعية للجميع"