في اليوم العالمي لمناهضة التجارب النووية
غوتيرس يجدّد الدعوة للانضمام لمعاهدة الحظر الشامل

- 725

دعا الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، أمس، الدول التي لم تصدق بعد على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية إلى تفعيل ذلك دون تأخير، بما يساهم في تطبيق بنود المعاهدة على أرض الواقع من أجل عالم خال من السلاح النووي. واعتبر غوتيريس في رسالته، أن اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية الذي يصادف ٢٩ أوت من كل عام "يعد فرصة لإعادة تأكيد التزامنا بحظر جميع التجارب النووية والتزام يتعهد به كل فرد في أي مكان وليس ثمة عذر للتأخر في تحقيق هذا الهدف".
وقال "إنني أحث مرة أخرى الدول التي لم تصادق بعد على المعاهدة على أن تفعل ذلك من دون إبطاء... وثمة مسؤولية خاصة تقع على عاتق ثماني دول يعد تصديقها ضروريا لدخول المعاهدة حيز التنفيذ". وتحظر معاهدة الحظر الشامل قيام أي بلد في أي مكان بأي تجارب لأسلحة نووية متفجرة بما يكبح سباق التسلح النووي ويقيم حاجزا قويا أمام تطوير أسلحة نووية جديدة. غير أن مضمون المعاهدة لم يتحقق بعد كونها لم تدخل حيز التنفيذ على الرغم من القبول شبه العالمي بها. ويصادف هذا اليوم الذكرى الـ ٣٠ لإغلاق موقع "سيميبالاتينسك" للتجارب النووية في كازاخستان، الذي يعد أكبر موقع في الاتحاد السوفياتي سابقا، أجريت به أكثر من 450 تجربة نووية. وكان إغلاقه ايذانا بانتهاء عهد التجارب النووية غير المقيدة، حيث وبعد ذلك بوقت قصير شرعت البلدان في التفاوض بشأن معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية التي اعتمدت في غضون خمس سنوات.
وتسببت التجارب النووية وفقا لما ذكره الأمين العام الأممي في رسالته، في معاناة إنسانية وأضرار بيئية هائلة وكانت لها عواقب وخيمة على صحة السكان الذين يعيشون في المناطق المتضررة ونقل العديد منهم من أراضي أسلافهم، ما أدى إلى تعطيل حياتهم وسبل عيشهم. كما دمرت بيئات ونظم إيكولوجية والتي ستستغرق عقودا إن لم يكن قرونا لكي تتعافى. ويقول الأمين العام الأممي، إنه في العقود الثلاثة التي أعقبت إغلاق موقع "سيميبالاتينسك" شهدنا التطور التدريجي لمبدأ مناهض للتجارب النووية. ومنذ أول تجربة نووية في 16 جويلية 1945، أجريت ما يزيد عن ألفي تجربة للأسلحة النووية وكان يجب انتظار تاريخ 2 ديسمبر 2009 لإعلان الجمعية العامة الأممية في دورتها 64 من خلال قرارها 64/35 الذي اتخذ بالإجماع، 29 أوت يوما دوليا لمناهضة التجارب النووية.
ويدعو القرار إلى زيادة الوعي والتثقيف بشأن آثار التفجيرات التجريبية للأسلحة النووية أو أي تفجيرات نووية أخرى وضرورة وقفها باعتباره من الوسائل الكفيلة بتحقيق هدف إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية. واتخذ القرار بمبادرة من جمهورية كازاخستان إلى جانب عدد كبير من الراعين والمشاركين بهدف إحياء ذكرى إغلاق موقع "سيميبالاتينسك" للتجارب النووية في 29 أوت 1991. وشهد عام 2010 الاحتفال الافتتاحي باليوم الدولي لمكافحة التجارب النووية والذي استمر إحياؤه في كل عام عبر تنسيق أنشطة في جميع أنحاء العالم.
وحددت الجمعية العامة، 25 سبتمبر، يوما للاحتفال بـ"اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية" والمكرس لتعزيز وتحقيق هذا الهدف من خلال حشد الجهود الدولية. واقترح القرار 68/32 لأول مرة في أكتوبر 2013 ثم في سبتمبر 2014، احتفلت الأمم المتحدة باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية لأول مرة وذلك في وقت شجع فيه اليوم الدولي لمكافحة التجارب النووية على بروز بيئة عالمية ذات الآفاق الأكثر تفاؤلاً لعالم خال من الأسلحة النووية.