دافع عن حل الدولتين أمام المسؤولين الإسرائيليين

غوتيراس يحيي فكرة دولة فلسطينية مستقلة

غوتيراس يحيي فكرة دولة فلسطينية مستقلة
  • 982
ص/محمديوة ص/محمديوة

دافع الأمين العام الأممي انطونيو غوتيراس، أمس، أمام مسؤولي سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن حل الدولتين لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش في سلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل. وفي أول زيارة له إلى الأراضي المحتلة منذ توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة شهر جانفي الماضي، والتي تدوم ثلاثة أيام، قال غوتيراس، إنه يحلم «بأن تكون له الفرصة يوما ما لرؤية على الأرض المقدسة دولتين قادرتين على العيش معا باعتراف متبادل ولكن أيضا في سلام وأمن».

وأقر المسؤول الأول عن المنظمة الأممية لدى تواجده بالقدس المحتلّة، بوجود عدد من العراقيل لتحقيق حل الدولتين من ضمنها الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلّة والقدس الشرقية، والتي أكد معارضته لها في موقف لم يرق للطرف الإسرائيلي.

وحاول هذا الأخير على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، تحريف الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وإخراجه من مضمونه من خلال التركيز على قضايا جانبية أخرى كحزب الله وعلاقته بإيران والصراع الدامي المتواصل في سوريا منذ ست سنوات.

وذهب نتانياهو الذي كان إلى جانب غوتيراس، إلى الزعم بأن «المشكل الأكثر استعجالا هو حزب الله وسوريا» وتناسى انتهاكات وخروقات حقوق الإنسان التي تقترفها قواته في حق الفلسطينيين سواء المتواجدين في الأراضي المحتلة أو المعتقلين منهم.

بل أكثر من ذلك فإن نتانياهو لم يجد حرجا في إدانة الأمم المتحدة ومنظمة «اليونيسكو» على قرارها الأخير الذي أكدت فيه أن إسرائيل تحتل القدس الشريف ورفض سيادتها على المدينة المقدسة. وكان ذلك أثار موجة غضب وهيستريا لدى حكومة الاحتلال.

وهو ما يطرح التساؤل ما إذا كان الأمين العام الأممي سيعمل على تطبيق آماله في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وسيدعم المساعي الرامية لإعادة إحياء حل الدولتين، أم أنها ستبقى ـ كما قال ـ مجرد أحلام بعيدة عن واقع تريد إسرائيل أن تقضي فيه على كل ما هو فلسطيني لإقامة الكيان العبري على أنقاض فلسطين المحتلّة.

يذكر أن المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، كان رحب من جانبه بزيارة الأمين العام الأممي الأولى له إلى المنطقة، وأعرب عن أمله في أن يؤكد المسؤول الأممي خلال الزيارة أنه لا خيار سوى حل الدولتين، مشيرا إلى أن «الاستيطان هو العقبة الرئيسية أمام تحقيق السلام».

ومن المقرر أن يتوجه اليوم الأمين العام للأمم المتحدة، إلى مدينة رام الله عاصمة الضفّة الغربية للاجتماع مع القيادة الفلسطينية ورئيس الوزراء رامي الحمد لله، ليقوم غد بزيارة تفقدية لقطاع غزة والاطلاع على المشاريع والمساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة في القطاع.

واغتنمت لجنة شعبية فلسطينية فرصة تواجد غوتيراس، بالأراضي المحتلّة لتحثه في رسالة وجهتها له على إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من عشر سنوات على قطاع غزة،  والذي تسبب في حرمان سكان هذا الجزء من الأراضي المحتلة من أدنى متطلبات العيش الكريم.

وأكدت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة في رسالتها أن الحصار الإسرائيلي يتناقض مع كل مبادئ القانون الدولي، داعية لدور أممي رئيس في رفع الحصار عن القطاع، كما دعت إلى تأسيس صندوق طوارئ غزة لتجاوز انهيار الخدمات الإنسانية بسبب الحصار والأزمات المتفاقمة بعيدا عن أي حسابات سياسية أو إجراءات إسرائيلية، واعتبرت أن ذلك جزء من دور الأمم المتحدة بما ينسجم مع مبادئها واتفاقيات جنيف والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.