"الأونروا" تحذّر من مستويات دمار مروّعة في جميع أنحاء القطاع

غزّة تستغيث لمواجهة كارثة الإيواء

غزّة تستغيث لمواجهة كارثة الإيواء
  • 92
ص. محمديوة ص. محمديوة

بمواصلة رفضه رفع حصاره الجائر عن قطاع غزّة ومنع دخول أدنى متطلبات العيش الكريم، يتسبب الاحتلال الصهيوني بكارثة إيواء مأساوية ويضاعف أزمة إنسانية غير مسبوقة في هذا الجزء المنكوب من الأراضي الفلسطينية المحتلّة، يواجه فيها مئات آلاف النّازحين شتاء قاسية بلا حماية. ففي مشهد يلخص مظاهر انهيار الحياة في قطاع غزّة، يتعرض مئات آلاف النّازحين الفلسطينيين لظروف لا يمكن تحمّلها في ظل غياب أبسط مقومات الحياة، وتعمّد الاحتلال الإسرائيلي تعميق المأساة وحرمان المدنيين من الحماية التي هم في أمسّ الحاجة إليها.

ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح المهددة يوميا لخطر الموت، دعت سلطات غزّة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والدول الوسطاء والأطراف الضامنة للاتفاق إلى تحرك جدي وفوري لإلزام الاحتلال بما وقّع عليه في اتفاق وقف إطلاق النّار والبروتوكول الإنساني المتعلق بالوضع الإنساني. وقد أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، في بيان أمس، أنه حتى هذه اللحظة يمنع الاحتلال إدخال مختلف المواد الضرورية للتخفيف من معاناة الغزّيين في خرق خطير للبروتوكول الإنساني الذي وقّع عليه وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، بما يؤدي إلى تفاقم الكارثة التي يدفع المدنيون ثمنها وحدهم.

وأدان بشدة هذه الجريمة المستمرة التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين، محمّلا هذا الأخير المسؤولية الكاملة عن معاناة مئات آلاف النّازحين الذين يواجهون قسوة الشتاء بلا مأوى آمن، ولا خدمات أساسية وجريمته الكارثية بإصراره على إغلاق المعابر بشكل كامل ومنع إدخال مستلزمات الإيواء.وحذّر من أن سكان القطاع يتخبّطون اليوم في كارثة إنسانية هي الأخطر منذ بدء حرب الإبادة الجماعية والعدوان على غزّة في السابع أكتوبر 2023، لافتا إلى أن أكثر من 288 ألف عائلة فلسطينية تعيش حاليا مأساة قاسية في ظل الظروف المناخية الصعبة وانعدام الحد الأدنى من مقومات الحياة، وقد غرقت عشرات آلاف الخيام التي تؤوي مئات آلاف النّازحين مع أول منخفض جوي هذا الشتاء، في مشهد يجسد حجم المعاناة وفشل المجتمع الدولي في توفير مستلزمات الإيواء.

وجدد المكتب الإعلامي، نداءه بضرورة توفير وبصورة استعجالية ما لا يقل عن 300 ألف خيمة ويبت متنقل لتأمين الحد الأساسي للسكن الإنساني، إضافة إلى ضرورة تزويد القطاع بسلسلة كاملة من المتطلبات الإنسانية العاجلة التي تشمل أغطية بلاستيكية عازلة للمياه ووسائل تدفئة آمنة للأطفال والمرضى وكبار السن، وأرضيات تمنع تحول الخيام إلى برك من الطين وأغطية وفرشات ومواد عزل حراري، ومرافق صحية متنقلة مع خدمات مياه وصرف صحي ومستلزمات إنارة وطاقة بديلة.

ويأتي هذا المشهد في سياق كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يواصل قطاع غزّة مواجهة آثار الحرب الإسرائيلية التي بدأت في السابع أكتوبر 2023، وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 238 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود ومجاعة أودت بحياة كثيرين، علاوة عن دمار شامل طال معظم مناطق القطاع وسط تجاهل دولي لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان. وأكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن مستويات الدمار في جميع أنحاء قطاع غزّة مروّعة، محذّرة من أن العديد من المباني معرضة لخطر الانهيار مع اقتراب موسم الأمطار.

وفي منشور عبر حسابها الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي، مساء أول أمس، أشارت الوكالة الأممية إلى أن "مستويات الدمار في جميع أنحاء قطاع غزّة مروّعة، حيث أن حوالي 81 بالمائة من جميع المباني في القطاع تضررت حسب مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية". وأشارت إلى أن "العديد من المباني أصبحت معرضة لخطر الانهيار خاصة مع اقتراب موسم الأمطار الشتوية الذي يزيد من خطر إلحاق المزيد من الضرر بالهياكل غير المستقرة بالفعل"، لافتة في نفس الوقت إلى أنها "تعمل حاليا على مساعدة العائلات في القطاع على الاستعداد لفصل الشتاء".


للضغط على الاحتلال لوقف اعتداءاته وإنهاء الحصار

"حماس" تدعو لمواصلة الحراك

دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس، لمواصلة الحراك للضغط على الاحتلال الصهيوني وداعميه لوقف اعتداءاته في قطاع غزة وإنهاء الحصار وفتح المعابر، مشددة على أن الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع تفرض تحركا عاجلا لإنقاذ المدنيين وإدخال المساعدات. وأوضحت الحركة، في بيان لها، أن الظروف المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، بعد عامين من حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، من غياب الغذاء والدواء والماء النظيف والخيام ومستلزمات الإيواء وانهيار المنظومة الصحية "تشكل خطرا حقيقيا على حياة المدنيين العزل من الأطفال والنساء خاصة في فصل الشتاء وكثرة الأمطار".

وحمّلت في هذا الإطار الاحتلال الصهيوني "المسؤولية الكاملة عن استمرار خروقاته لاتفاق إنهاء الحرب وتصعيد عدوانه ضد الشعب الفلسطيني في القطاع واستمرار إغلاق المعابر". ودعت "حماس" الدول الضامنة للاتفاق إلى "ممارسة الضغط على الاحتلال لإلزامه بتنفيذ البروتوكول الإنساني وفتح المعابر وفي مقدمتها معبر رفح لدخول المساعدات الإغاثية والطبية والخيام ومستلزمات الإيواء الطارئ والسماح بخروج المرضى وحركة الأفراد في الاتجاهين".

كما جدّدت تأكيدها على أن "استمرار حالة الصمت والعجز الدولي أمام استمرار جرائم الاحتلال الفاشي في قطاع غزة ينذر بتعميق المأساة الإنسانية لأكثر من مليوني فلسطيني محاصر وفاقد لأبسط مقومات الحياة نتيجة حرب الإبادة المتوحشة". ودعت الحركة جماهير الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى "مواصلة حراكهم الشعبي وفعالياتهم الجماهيرية للضغط على الاحتلال وداعميه لوقف اعتداءاته على المدنيين وإنهاء الحصار وفتح المعابر بشكل مستدام لإدخال المساعدات ومستلزمات الإيواء العاجل إلى قطاع غزة".


وسط تحذير من تصاعد الانتهاكات الصهيونية في حقّهم

احتجاز 26 صحفيا فلسطينيا في معتقلات الاحتلال الصهيوني

حذّر "مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين" من تصاعد الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين داخل السجون، مؤكدا أن هذه الانتهاكات تشكل خرقا صريحا للقوانين الدولية والاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان.

وأوضح المركز، في تصريح صحفي أمس، أن الكيان الصهيوني يواصل احتجاز 26 صحفيا فلسطينيا في سجونه من بينهم ثلاثة صحفيين لا يزال مصيرهم مجهولا منذ اعتقالهم في غزة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في السابع أكتوبر 2023. وأكد المركز أن الصحفيين نضال سهيل الوحيدي وهيثم جمال عبد الواحد وأحمد عصام الأغا، اختفوا قسريا منذ لحظة اعتقالهم دون السماح لعائلاتهم أو محاميهم بمعرفة مكان احتجازهم أو ظروف احتجازهم.

وأشار إلى أن شهادات الصحفيين المفرج عنهم تؤكد أن سلطات الاحتلال تمارس سياسة ممنهجة تستهدف الصحافة الفلسطينية وحرية الإعلام، موضحا أن ما يتعرض له الصحفيون يمثل خرقا خطيرا لاتفاقيات جنيف، وانتهاكا للمادة 9 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية وجريمة ضد الإنسانية وفق نظام روما الأساسي. ودعا المركز الفلسطيني، الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للصحفيين ولجان تقصي الحقائق الدولية إلى التحرك العاجل لكشف مصير الصحفيين الثلاثة والإفراج الفوري عن بقية المعتقلين من زملائهم، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لإنهاء انتهاكاته بحق الإعلام الفلسطيني.