شهداء وخروقات صهيونية بعد80 يوما من وقف إطلاق النار
غزة تواجه الموت البطيء
- 122
ص. محمديوة
يواصل الاحتلال الصهيوني وبعد مرور 80 يوما من سريان وقف اطلاق النار في قطاع غزة في ارتكاب المزيد من الخروقات الجسيمة والممنهجة، بلغت إلى حد الساعة 969 خرق اسفرت عن استشهاد 418 شهيد وما لا يقل عن 1141 جريح، بما يُشكل انتهاكا صريحا للقانون الدولي الإنساني وتقويضا متعمدا لجوهر اتفاق وقف إطلاق النار ولبنود البروتوكول الإنساني الملحق به.
تمثلت هذه الخروقات في 298 جريمة إطلاق نار مباشرة ضد المدنيين، 54 جريمة توغل للآليات العسكرية داخل المناطق السكنية، 455 جريمة قصف واستهداف لمواطنين عزل ومنازلهم و162جريمة نسف وتدمير لمنازل ومؤسسات وبنايات مدنية. ويواجه قطاع غزة الموت البطيء في ظل مواصلة الاحتلال تنصله من التزاماته الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار وفي البروتوكول الإنساني، حيث لم يلتزم بالحد الأدنى من كميات المساعدات المتفق عليها.
وقد أكدت سلطات غزة، أمس، انه لم يدخل إلى قطاع غزة خلال 80 يوما سوى 19 ألفا و764 شاحنة من أصل 48 ألفا كان يفترض إدخالها، بمتوسط يومي 253 شاحنة فقط من أصل 600 شاحنة مقررة يوميا، أي بنسبة التزام لا تتجاوز 42 من المئة. وهو ما أدى إلى استمرار النقص الحاد في الغذاء والدواء والمياه والوقود وتعميق مستوى الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة.
كما بلغت شحنات الوقود الواردة إلى قطاع غزة خلال الفترة ذاتها 425 شاحنة فقط من أصل 4000 شاحنة وقود يفترض دخولها، بمتوسط 5 شاحنات يوميا من أصل 50 شاحنة مخصصة وفق الاتفاق، أي بنسبة التزام لم تتجاوز 10 من المئة، وهو ما يبقي المستشفيات والمخابز ومحطات المياه والصرف الصحي في حالة شبه شلل ويضاعف معاناة السكان المدنيين. وفيما يتعلق بقطاع الإيواء، فقد حذرت مجددا سلطات غزة من تفاقم الأزمة الإنسانية العميقة وغير المسبوقة في قطاع غزة في ظل إصرار الاحتلال إغلاق المعابر ومنع إدخال الخيام والبيوت المتنقلة ومواد الإيواء في انتهاك صارخ لبنود الاتفاق وللقانون الدولي الإنساني.
وقد أدت هذه السياسات التعسفية، بالتزامن مع المنخفضات الجوية التي تضرب قطاع غزة مع بداية دخول فصل الشتاء، إلى انهيار 49 منزلا ومبنى كانت متضررة ومقصوفة سابقا، ما أسفر عن استشهاد 20 مواطناً نتيجة المنخفضات الجوية، وانهيار البنايات السكنية فوق رؤوسهم حيث لجؤوا إليها بعد فقدانهم لمساكنهم الأصلية بسبب قصفها في ظل غياب أي بدائل آمنة. كما سجلت وفاة طفلين اثنين نتيجة البرد الشديد داخل خيام النازحين، في وقت خرجت فيه أكثر من 127 ألف خيمة عن الخدمة ولم تعد صالحة لتوفير الحد الأدنى من الحماية لما يزيد عن 1.5 مليون نازح.
يأتي ذلك مع دخول قطاع غزة في فترة تتميز ببرودتها القاسية، بما ينذر بوقوع وفيات جديدة في صفوف النازحين إذا استمر هذا الإهمال المتعمد. كما لا يزال ثلاثة مواطنين في عداد المفقودين تحت أنقاض مبان انهارت بفعل المنخفض الجوي وكانت قد تعرّضت لقصف سابق من الاحتلال في مشهد يجسد بوضوح حجم الكارثة الإنسانية وسياسة الاحتلال غير الإنسانية وحرمان المدنيين من أبسط مقومات الحياة.
وعلى إثر هذا الوضع المأساوي الذي يزداد تفاقما، حذرت سلطات غزة من أن استمرار هذه الخروقات والانتهاكات، يعد التفافا خطيرا على وقف إطلاق النار ومحاولة لفرض معادلة إنسانية تقوم على الإخضاع والتجويع والابتزاز، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التدهور المستمر في الوضع الإنساني وعن الأرواح التي أُزهقت والممتلكات التي دمرت خلال فترة يفترض فيها أن يسود وقف كامل ومستدام لإطلاق النار.
ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والرئيس الأمريكي والجهات الراعية للاتفاق والوسطاء والضامنين، إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية وإلزام الاحتلال الصهيوني بتنفيذ التزاماته كاملة دون انتقاص وضمان حماية المدنيين وتأمين التدفق الفوري والآمن للمساعدات الإنسانية والوقود وإدخال الخيام والبيوت المتنقلة ومواد الإيواء، وفق ما نص عليه الاتفاق، وبما يمكن من معالجة الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المنكوب.
تحذير من كارثة إنسانية مع دخول منخفض جوي جديد
توفي طفل وشابة فلسطينية، أمس، جراء تداعيات المنخفض الجوي في قطاع غزة، في حين تسببت مياه الأمطار والرياح العاصفة في غرق وتطاير آلاف خيام النازحين الفلسطينيين. وهو ما كان قد حذر منه رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، من وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة مع دخول هذا المنخفض وتشديد الحصار الصهيوني المطبق على قطاع غزة.
وأكد الشوا، في تصريح صحفي، أن الاحتلال الصهيوني يمضي في تضييق الخناق على قطاع غزة عبر تشديد الحصار على جميع المناطق. الأمر الذي أدى إلى "تفاقم الأزمة الإنسانية على كافة المستويات"، مشيرا إلى الأضرار الجسيمة التي خلفتها المنخفضات الجوية والسيول التي اجتاحت خيام النازحين الفلسطينيين في القطاع. واستنكر بشدة عملية تكدس ما تبقى من سكان غزة في مساحة أقل من 90 كلم وسط شتاء قاس مع انعدام أبسط مقومات الحياة وقلة الموارد الغذائية والطبية والإنسانية اللازمة لإغاثة الشعب الفلسطيني من الأضرار الناجمة عن سوء الأحوال الجوية.
الاحتلال يستغل "الاعتياد الدولي" ليحول الشتاء إلى أداة قتل جماعي
حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من الاحتلال يستغل "الاعتياد الدولي" لمعاناة سكان قطاع غزة على جميع الاصعدة، ليحول الشتاء إلى أداة قتل جماعي، بما يتطلب تدخلا دوليا عاجلا لكسر الحصار وإنقاذ آلاف العائلات من برد الشتاء وظروفه القاسية.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان أمس، إن "العالم اليوم بات أمام اختبار أخلاقي وتاريخي مع ارتقاء عدد من المواطنين والنازحين شهداء جراء انهيار جدران متهالكة تصدعت بفعل القصف الصهيوني وتحت وطأة الرياح والأمطار.. وهو ما يضع المجتمع الدولي أجمع أمام مسؤولياته تجاه أسوأ كارثة إنسانية عرفها العصر الحديث تتفاقم فصولها مع اقتلاع وغرق عدد كبير من خيام النازحين".
وأضافت أن الاحتلال الصهيوني يستغل حالة "الاعتياد" الدولي على الكارثة الحاصلة في غزة ليزداد توحشا وإجراما، مستخدما الحصار ومنع دخول مستلزمات الإيواء كأداة قتل جماعي تستهدف المدنيين والنازحين في مراكز النزوح والمخيمات المتهالكة جراء النقص الحاد في مقومات البنية التحتية. وحذرت من أن استمرار المنخفضات الجوية في ظل هشاشة البنية التحتية المدمرة وتدمير شبكات الصرف الصحي، سيؤدي إلى كوارث بيئية وصحية وتشكل سيول قد تحصد المزيد من الأرواح، خاصة في ظل انعدام القدرة على الاستجابة الشاملة جراء استمرار الحصار وإغلاق المعابر.
وعلى إثر ذلك طالبت، الجبهة الشعبية، الوسطاء والضامنين والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري والضغط على الاحتلال لإدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض والمباني الآيلة للسقوط وتوفير الكرفانات والخيام والمستلزمات الأساسية، بشكل عاجل لإنقاذ آلاف العائلات التي تعيش في خيام ومراكز إيواء تفتقر لأدنى مقومات الكرامة الإنسانية.
نقابة الصحفيين الفلسطينية
مقتل 706 من عائلات الصحفيين في غزة على يد الاحتلال الصهيوني
كشف تقرير صادر عن نقابة الصحفيين الفلسطينية، أن استهداف الحالة الصحفية الفلسطينية من قبل جيش الاحتلال الصومالي لم يقتصر على القتل المباشر أو الإصابة أو الاعتقال أو المنع من التغطية، بل تطور ليأخذ بعدا أكثر خطورة ووحشية تمثل في استهداف عائلات الصحفيين وأقاربهم في محاولة واضحة لتحويل العمل الصحفي إلى عبء وجودي يدفع ثمنه باقي أفراد العائلة.
استنادا إلى رصد وتوثيق لجنة الحريات في نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فإن استهداف عائلات الصحفيين من قبل قوات الاحتلال أصبح نمطا ممنهجا ومتكررا خلال الأعوام 2023 و2024 و2025 ، حيث راح ضحيته حوالي 706 من عائلات الصحفيين في قطاع غزة، في حين أن كل المؤشرات تثبت أن الاستهداف ليس حوادث عرضية ناتجة عن ظروف الحرب.
ووفق متابعات لجنة الحريات في النقابة، فقد بلغ عدد الشهداء من عائلات الصحفيين الفلسطينيين عام 2023 نحو 436 شهيد وعام 2024 نحو 203 شهداء والعام الذي يليه 67 شهيدا، رغم النزوح القسري والعيش في الخيام ومراكز الإيواء.
وبينت اللجنة أن آخر الوقائع في هذا المجال كانت قبل أيام وبعد مرور حوالي عامين على قصف طيران الاحتلال لمنزلهم غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث تم انتشال جثمان الصحفية هبة العبادلة ووالدتها ونحو 15 من عائلة الأسطل، وأشارت إلى أن هذه الأرقام تعني أن مئات الأطفال والنساء وكبار السن قتلوا بسبب الصلة المهنية لأحد أفراد الأسرة بالعمل الصحفي في انتهاك صارخ لكل الأعراف الإنسانية والقانونية.
وشددت على أن آثار هذه الجرائم لا تقتصر على الخسائر البشرية، بل تمتد إلى صدمات نفسية عميقة لدى الصحفيين الذين فقدوا أبناءهم أو زوجاتهم أو والديهم، إضافة إلى تفكك أسري وفقدان الإحساس بالأمان وإرغام صحفيين على النزوح أو التوقف المؤقت عن العمل وتحميل الصحفي شعورا قاسيا بالذنب في إطار حرب نفسية منظمة.
وطالبت بفتح تحقيق دولي مستقل وتحرك عاجل من كل الجهات الحقوقية والنقابية محليا وعربيا ودوليا وتوفير حماية دولية للصحفيين الفلسطينيين وعائلاتهم وإدراج هذه الجرائم ضمن ملفات الملاحقة القانونية الدولية.وقال رئيس لجنة الحريات في النقابة، محمد اللحام، إن استهداف عائلات الصحفيين الفلسطينيين خلال الأعوام 2023 الى 2025، يكشف بوضوح أن الاحتلال الصهيوني يخوض حربا شاملة على الحقيقة لا تفرق بين الكاميرا والطفل ولا بين القلم والبيت، وأكد أن دماء عائلات الصحفيين ستبقى شاهدا حيا على جريمة محاولة إسكات الصوت الفلسطيني وأن الحقيقة ستبقى أقوى من القتل.