الاتفاق على وقف إطلاق النار بعد 15 شهرا من الإبادة الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني

غزة تنتصر..

غزة تنتصر..
  • 607
ص. محمديوة ص. محمديوة

بعد 467 يوما متوالية من القصف المكثف والتقتيل والتدمير والإبادة الجماعية والنزوح القسري والتشريد والحصار المشدد والموت جوعا وبردا ومرضا، خضع الكيان الصهيوني مضطرا لا راغبا لشروط المقاومة وجثى على ركبه ينتظر موافقة حركة المقاومة الاسلامية "حماس" على اتفاق وقف اطلاق النار.

وجاء الإعلان، أمس، عن وقف إطلاق النار من العاصمة القطرية الدوحة ليكون مثل البلسم الذي تطلب تحضيره 15شهرا كاملة ذاق خلالها اهل غزة كل أصناف واشكال العذاب و الاوجاع والآلام.

ولعبت قطر دور الوسيط الى جانب مصر والولايات المتحدة في تسيير مفاوضات أقل وصف يطلق عليها انها كانت شاقة وماراطونية وصعبة، حاولت اسرائيل في كل مرة إعادتها الى مربعها الأول لكنها فشلت هذه المرة في تمرير إملاءاتها بعد ما غرق جيشها "الذي لا يقهر" في وحل غزة وعجز عن الخروج منه بأقل الأضرار الممكنة، فكانت التكلفة كبيرة من أرواح جنوده الذين أصبحت غزة مقبرتهم.

هذا الإعلان الذي انتظره فلسطينيو قطاع غزة بفارغ الصبر ومعهم كل الضمائر الحية في العالم، أثلج صدورهم وسجدوا للواحد القهار وأبكاهم فرحا بعد ما كانوا ينزفون دما مع كل مجزرة ومذبحة يقترفها جنود احتلال صهيوني عاثوا فساد في أرض غزة التي ارتوى كل شبر فيها بدماء ابنائها، لكن من دون أن يتمكنوا من تحرير أسير صهيوني واحد ولا كسر شوكة المقاومة التي بقيت تكبد هذا المحتل المحتل خسائر فادحة في الأرواح، وتحاربه حتى بقنابله وصواريخه وفي شمال غزة الذي شهد على مدار المئة يوم الأخيرة حملة عسكرية برية إسرائيلة شرسة، وفق سياسة الارض المحروقة لم تفلح في كسر صمود شعب أذهل العالم أجمع بصبره وثباته، وهو الذي دفع الثمن باهظ وباهض جدا بحصيلة شهداء قاربت عتبة 47 الف شهيد غالبيتهم اطفال ونساء.

صحيح أن الفاتورة كانت غالية من أرواح أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، مع كل ما صاحب ذلك من دمار وخراب هائل وكوراث متعددة مست كل جوانب الحياة ومآسي إنسانية مروعة يكاد يجزم كل من تابعها وشاهدها على المباشر أنه لا مثيل لها. لكن في النهاية ظهر الحق وزهق الباطل وبقيت غزة لأهلها يطبطبون جراح بهضعهم البعض برؤوس مرفوعة وهمة عالية انقذت كل شرف الأمة.

وشرحت مصادر من حركة "حماس"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، سبب تأخر إعلان الاتفاق، موضحة أنه "من الضروري وضوح التفاصيل الدقيقة والوقوف على كل كلمة في الاتفاقية، وليس فقط على الكلمات والتفاصيل الصغيرة، وانما على موقع الكلمة في الجملة وما هي تفسيراتها المختلفة والقصد منها حتى لا يتم خداعنا أو التلاعب فيها"، مضيفة أنه "لا يكفي أن يعلن العدو الانسحاب دون خرائط توضح من أين والى اين ومتى..".

وكشفت بأنه تم الانتهاء من جميع القضايا بما فيها استلام الخرائط، معلنة أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ خلال 48 ساعة، واصفة ما يجري بأنه انتصار كبير لم تحققه حركة مقاومة منذ الحروب الصليبية بفرض ارادتها وانتزاع جميع مطالبها وافشال جميع أهداف العدو.

ومقابل ذلك أكدت فشل الاحتلال، باستثناء ما ألحقه من دمار وخراب وابادة في غزة، في تحقيق اهداف الحرب التي كان يروج لها منذ اليوم الاول من عدوانه الجائر من تهجير وتحويل القطاع لمصف سيارات ورفضه عودة النازحين ونزع سلاح المقاومة وكسر روح القتال لدى عناصرها واستعادة أسراه بالقوة وإعادة سكان الغلاف.

وأكدت هذه المصادر أن "المفاوض الفلسطيني حريص على أن لا يسمح للاحتلال بتمرير جملة عامة تكون مدخلا لعودة الحرب وهدفه الاساسي هو انهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال بالكامل من القطاع ولن يسمح بأقل من ذلك مهما كانت الضغوط"، مطمئنة بأن "التأخير ليس بغرض الرفض وإنما للتدقيق التقني" ومبشرة بأن الساعات القادمة تحمل الفرج والبشرى.

وذكرت نفس المصادر بالمبادئ الاربعة التي تمسكت بها "حماس" والمتعلقة بوقف اطلاق النار والانسحاب العسكري الصهيوني من كل غزة واعادة الاعمار ودخول المساعدات وابرام صفقة تبادل حقيقية، اكدت انها قد تحققت ونحج مفاوضوها الامناء في انتزاعها.

الأمم المتحدة تؤكد استمرار هجمات الاحتلال على ملاجئ النازحين

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الأيام الخمسة الماضية شهدت "تصعيدا" في الهجمات الصهيونية على ملاجئ النازحين في غزة مع تقارير عن خسائر بشرية كبيرة في جباليا البلد وخانيونس، مشيرا إلى استمرار رفض سلطات الاحتلال الصهيوني الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتوفير المساعدات الإنسانية الحيوية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي بنيويورك الامريكية ان محاولتين للوصول إلى شمال غزة تم رفضهما اول امس، موضحا بأنهما كانتا تهدفان إلى إجلاء المرضى من مستشفيي العودة والإندونيسي، بالإضافة إلى تسليم مساعدات حيوية تشمل الغذاء والمياه والوقود ولوازم النظافة الضرورية للمستشفيات.


 بينما أدان فتوح جريمة الاحتلال في مخيم جنين بالضفّة المحتلّة.. "حماس" تؤكد:

تصاعد العدوان الصهيوني لن يكسر إرادة الشعب

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمس، أن تصاعد عدوان الاحتلال الغاشم على محافظات الضفة الغربية وقصفه الجوي لمخيم جنين "لن يفلح في كسر إرادة شعبنا وعزم مقاومتنا الباسلة التي لا يرهبها بطش الاحتلال".

وهي تنعي الشهداء الذين ارتقوا في مجزرة جنين الوحشية التي اقترفها الاحتلال الصهيوني ليلة الثلاثاء إلى الإربعاء في المخيم، أكدت "حماس" في بيان بأن هذه "الدماء الزكية لن تذهب هدرا وستكون لهيبا يحرق الاحتلال ويكسر هيبة منظومته الأمنية". وجاء في البيان بأن "هذه الجريمة التي جاءت بعد ساعات من إطلاق المبادرة الوطنية المجتمعية لإيقاف حملة السلطة الأمنية على مخيم جنين ومقاومته، وعدم استجابة السلطة الفورية لها وما شهدناه من إطلاق نار ومنع لسيارات الإسعاف من دخول المخيم، ليحملها المسؤولية في الشراكة بالجريمة الصهيونية ورفض النداءات الوطنية لوقف عدوانها على المخيم". ودعت الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية "لتصعيد كافة أشكال العمل المقاوم ولمزيد من الوحدة والتلاحم تحت خيار التصدي والمواجهة حتى دحر الاحتلال عن أرضنا ومقدّساتنا".

من جانبه أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، قصف الاحتلال الصهيوني مخيم جنين بما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة ثلاثة آخرين. وأكد فتوح، في بيان صادر عن المجلس الوطني، أن هذه الجرائم تمثل "انتهاكا صارخا لكل المواثيق الدولية والقانون الإنساني"، محملا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد الخطير. كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لوقف العدوان وحماية الشعب الفلسطيني من آلة الحرب الصهيونية مع ضرورة محاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة. واستشهد ستة فلسطينيون من بينهم طفل وثلاثة أشقاء وأصيب آخرون مساء الثلاثاء، جراء قصف طائرات الاحتلال الصهيوني مخيم جنين بالضفة الغربية. 


رغم حظرها من قبل الكيان الصهيوني 

"الأونروا" تؤكد على مواصلة مساعدة الفلسطينيين

أكدت الوكالة الاممية لتشغيل وغوث الفلسطينيين "أونروا" على مواصلة تقديم المساعدة للسكان في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، رغم قرار حظر أنشطتها الذي أصدرته حكومة الاحتلال ويدخل حيز التنفيذ بنهاية الشهر الجاري. 

وقال المفوض العام للوكالة الاممية، فليب لازاريني، في كلمة له أمس، خلال ندوة دولية جول الشرق الأوسط بأوسلو "سنبقى وسنؤدي مهمتنا"، مؤكدا على بقاء "الموظفين المحليين للاونروا وسيواصلون متى استطاعوا من تقديم المساعدة العاجلة من تعليم وعلاج قاعدي". وحذّر لازاريني، من أن غياب التواصل بين الأونروا والسلطات الإسرائيلية نتيجة للحظر سيجعل عمل الوكالة أكثر خطورة في قطاع غزة. وأوضح أنه "في غياب التأشيرات لن يتمكن موظفو الأونروا غير الفلسطينيين من دخول غزة وسيتعين على أولئك الموجودين هناك الآن المغادرة". كما أشار إلى أن "الاستمرار في العمل سيكون محفوفا بمخاطر شخصية كبيرة لزملائنا الفلسطينيين". وقال إن "هذا يرجع إلى بيئة العمل المعادية بشكل كبير جدا التي خلّفها تجاهل إسرائيل للقانون الدولي وحملة التضليل الشرسة ضد الوكالة".

وكان البرلمان الصهيوني أقر شهر أكتوبر الماضي، تشريعا يدخل حيز التنفيذ نهاية الشهر الجاري، يحظر أي نشاط لوكالة الأونروا داخل فلسطين المحتلة، ملوحا أيضا باحتمال اتخاذ إجراءات مماثلة ضد وكالات إغاثة أخرى. وتقدم الأونروا المساعدة لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني في أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا وما زالت تعمل في الأراضي الفلسطينية وسط ظروف صعبة ومعقدة خاصة في قطاع غزة، حيث يواصل الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة التي خلّفت في ظرف 15 شهرا من القصف والتقتيل والتدمير ارتقاء اكثر من 46 ألفا و600 شهيد فلسطيني غالبتهم أطفال ونساء. 

وتعتبر الأمم المتحدة قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، أراضي تحتلها إسرائيل، ويلزم القانون الدولي القوة المحتلة الموافقة على برامج الإغاثة وتسهيلها وضمان توفير الغذاء والرعاية الطبية ومعايير النظافة والصحة العامة.