عكست عمق الأزمة السياسية في البلاد

غاني وعبد الله يتنازعان على رئاسة أفغانستان

غاني وعبد الله يتنازعان على رئاسة أفغانستان
  • القراءات: 778
م. مرشدي م. مرشدي

بينما كان الرئيس الأفغاني أشرف غاني يؤدي اليمين الدستورية في القصر الرئاسي أمس، تنفيذا لقرار اللجنة الانتخابية العليا بعد ستة أشهر من إجراء الانتخابات الرئاسية في شهر سبتمبر، كان منافسه عبد الله عبد الله، في جناح مقابل في نفس القصر يؤدي اليمن القانونية معلنا نفسه رئيسا للبلاد، قائلا لأنصاره أن "الشعب الأفغاني كلفني بمسؤولية عظيمة وأنا مصر على أدائها خدمة له".

وحاول الجانبان إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة الأحد إلى الاثنين إيجاد مخرج لهذه المعضلة ولكن مفاوضاتهما انتهت إلى الفشل مما جعل كل مرشح يعلن نفسه رئيسا لأفغانستان. وعكس هذا الموقف الشاذ في العرف الدولي عمق الأزمة السياسية في بلد انهكته متاعبه الأمنية رغم اتفاق الدوحة الأخير بين حركة طالبان والإدارة الأمريكية.

وأكد دوي تفجيرين عنيفين لحظة إتمام مراسم تنصيب الرئيس غاني الفوضى التي يعيشها هذا البلد عشية انطلاق أول جولة مفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان تنفيذا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع نهاية الشهر الماضي، بين حركة طالبان والولايات المتحدة بالعاصمة القطرية الدوحة.

وفي تحد لعملية التفجير التي غذت المشهد الأفغاني في الفترة الأخيرة، قال الرئيس غاني، وهو يؤدي اليمن الدستوري أمام جمع من الدبلوماسيين المعتمدين في العاصمة، كابول "إنني لا أحمل صدرية واقية وأنا ارتدي قميصا وسأبقى كذلك حتى وإن كلفني ذلك حياتي".

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) مسؤوليته على هذين التفجيرين مؤكدا أنه استهدف مراسم تنصيب الرئيس أشرف غاني، في إطار معطى عسكري جديد أراد التنظيم الارهابي من خلاله إبطال التقارب الأمريكي ـ الطالباني.

كما عكس مثل هذا الموقف ازدواجية السلطة في كابول بما يضعف موقع مفاوضي الحكومة الأفغانية التي سيجلس وفدها بداية من اليوم وجها لوجه مع نظرائهم من حركة طالبان التي خرجت منتصرة في قبضتها العسكرية مع الولايات المتحدة، ضمن حرب مدمرة امتدت على مدار العقدين الأخيرين.

وستكرس هذه المفاوضات لبحث آليات إعادة ترتيب البيت الأفغاني على ضوء التطورات التي خلفها اتفاق العاصمة القطرية والذي أكد قبول الولايات المتحدة سحب آخر جنودها المقدر عددهم بحوالي 10 آلاف رجل من هذا البلد على مراحل من الآن وإلى غاية شهر جوان من العام القادم.

ويتوقع متتبعون للأوضاع في أفغانستان أن مفاوضات الحكومة وحركة طالبان ستكون معقدة وطويلة وقد تنهار في أية لحظة بسبب عمق الخلافات بينهما وحساسية الملفات المطروحة على الطاولة، خاصة تلك المتعلقة بإجراءات التهدئة ومستقبل السلطة وطبيعة النظام والدستور الذي سيحدد إطاره العام ومستقبل قوات الحركة في الخارطة الأمنية الأفغانية المستقبلية ومصير الأسرى الذين يزيد عددهم عن 6 آلاف أسير من الجانبين.