مبادرات وخطوات لتهدئة الوضع في العراق

عودة الهدوء إلى العاصمة بغداد

عودة الهدوء إلى العاصمة بغداد
  • القراءات: 424
ق. د ق. د

عاد الهدوء، أمس، إلى العاصمة العراقية بغداد بعد يومين من أعمال عنف دامية، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصا وإصابة 600 آخرين ما بين محتجين وعناصر الأمن، وكادت ترمي بالعراق في متاهة حرب أهلية مدمرة. ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، الحداد لمدة ثلاثة أيام على روح الضحايا، أعلن مكتب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إرسال وفد نيابة عنه لحضور مجالس عزاء الضحايا، في حين أعلن "الإطار التنسيقي" عن إقامة مجلس العزاء المركزي على ضحايا تلك الأحداث الدامية، اليوم، بأحد مساجد حي الكرادة بالعاصمة بغداد.

وتأتي هذه الخطوات في إطار التخفيف من حدة احتقان الشارع العراقي، الذي شهد انزلاقات خطيرة يومي الاثنين والثلاثاء على وقع الصدامات الدامية التي تفجّرت ما بين قوات الأمن وأنصار التيار الصدري، مباشرة بعد إعلان الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، اعتزاله للحياة السياسية. ورغم أن الصدر رفض وندّد بما حدث وطالب أنصاره بالانسحاب من المنطقة الخضراء بقلب العاصمة بغداد، وشدّد على نبذ العنف والحفاظ على سلمية ما وصفها بـ«الثورة"، إلا أن حالة الانسداد السياسي لا تزال تفرض نفسها بقوة على المشهد العراقي، في ظل عدم توصل الفرقاء العراقيون إلى أرضية توافقية لحل خلافاتهم.

وفي مسعى منه لإيجاد مخرج للأزمة السياسة المتأجّجة في بلاده، اعتبر الرئيس العراقي، صالح برهم، أن إجراء انتخابات مبكرة قد يحل التوترات السياسية ويفتح الطريق للخروج من الأزمة، داعيا جميع القوى السياسية في العراق إلى الانخراط في حوار وطني والترفع عن الخلافات وتقديم المصلحة العليا للوطن. وأشار صالح، في كلمة وجّهها للشعب العراقي، أول أمس، إلى أن الانتخابات الأخيرة لم تحقق ما يطلبه المواطن وواجهت كثيرا من المشاكل والتحدّيات، مشيدا، في الوقت نفسه، بموقف الصدر الداعي إلى وقف أحداث العنف، معتبرا إياه موقفا مسؤولا وشجاعا وحريصا على الوطن، وهو محل تقدير من العراقيين.

وقال إنه ينبغي استثماره لصالح الخروج من الأزمة السياسية الراهنة، عبر حلول مسؤولة ضامنة لتحقيق تطلعات الناس. ودعا "الإطار التنسيقي" إلى التواصل مع التيار الصدري من أجل الحوار، والوصول إلى حل سياسي حاسم يتناول قضية الانتخابات المبكرة وتشكيل الحكومة وإدارة الفترة المقبلة. وأضاف أن هناك حاجة لتعديلات دستورية يجب الشروع فيها في الفترة المقبلة، وعبر الآليات الدستورية والقانونية. وقال: "نحن بحاجة إلى إصلاحات جدّية تعالج مكامن الخلل البنيوي في منظومة الحكم، وينبغي الإقرار بأن المنظومة السياسية والمؤسسات الدستورية عجزت عن تفادي ما حصل، وأن أحداث العنف تدل على وجود أزمة مستحكمة مرتبطة بمنظومة الحكم وعجزها".

وشدّد الرئيس العراقي على ضرورة إطلاق حوار جاد بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق، بشكل يهتم بمصالح جميع المواطنين. وكانت قيادة العمليات المشتركة في العراق أكدت انسحاب جميع المتظاهرين من المنطقة الخضراء ومحيطها، وسط العاصمة العراقية بغداد، استجابة لدعوة مقتدى الصدر بإخلاء المنطقة الخضراء ووقف الاقتتال مع خصومهم. كما أعلنت اللجنة المنظمة لمظاهرات "الإطار التنسيقي" إنهاء الاعتصام قرب الجسر المعلق، وسط بغداد.