ساعات بعد دعوة مجلس الأمن الدولي "لوقف فوري" للقتال في ليبيا

عودة المواجهات العسكرية في محيط العاصمة طرابلس

عودة المواجهات العسكرية في محيط العاصمة طرابلس
  • القراءات: 631
م. مرشدي م. مرشدي

عرفت نهاية الأسبوع، انزلاقا عسكريا خطيرا على جبهات القتال في محيط العاصمة الليبية طرابلس، بين قوات اللواء خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني بقيادة الوزير الأول فايز السراج، في خرق للهدنة المتوصل إليها بالعاصمة الروسية في الثاني عشر من شهر جانفي الماضي.    

وأكدت تقارير عسكرية أن المعارك اندلعت قوية بين المتحاربين يوم بعد إصدار مجلس الأمن الدولي لائحة جديدة لوقف فوري للقتال ودون شروط مسبقة، وبعد إعلان بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن اتفاق مبدئي بين أعضاء اللجنة العسكرية المعروفة باسم مجموعة "خمسة زائد خمسة" يوم الثلاثاء، بمدينة جنيف السويسرية حول التزام متبادل بقرار الهدنة والعمل على تكريسها عبر آليات عملية لتهدئة الأوضاع، والسماح بعودة السكان إلى منازلهم التي هجروها مرغمين.

وأكدت تقارير إعلامية تعرض مطار معتيقة آخر المطارات الليبية التي مازالت في الخدمة في العاصمة طرابلس، لعمليات قصف متجددة في وقت تم فيه قصف أحياء سكنية بمدفعية الميدان وقذائف صاروخية أعادت إلى أذهان سكان العاصمة الليبية المشاهد الكارثية التي خلّفتها المعارك طيلة الصيف الماضي، وأدت إلى مقتل سيّدة وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

وتدهورت الأوضاع في ليبيا ساعات بعد مصادقة أعضاء مجلس الأمن الدولي، على لائحة جديدة حول ليبيا أكدوا من خلالها على "وقف دائم للقتال في ليبيا في أقرب وقت ودون شروط مسبقة"، ضمن أول قرار أممي يتم اتخاذه منذ بدء خليفة حفتر، في عملياته العسكرية ضد حكومة الوفاق الوطني في طرابلس بداية شهر أفريل الماضي.

وصادقت 14 دولة أعضاء في مجلس الأمن على مشروع اللائحة، بينما امتنعت روسيا عن التصويت التي أعدتها المملكة المتحدة وخضعت لنقاش واسع على مستوى مجلس الأمن الدولي، والتي أكدت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في هذا البلد، والدعوة إلى احترام قرار مجلس الأمن الخاص بحظر بيع أو تسليم الأسلحة لأحد طرفي الحرب الأهلية الليبية.

وشكلت عبارة "مرتزقة" التي تمسكت لندن بها في إشارتها إلى انشغال أعضاء المجلس "تجاه التدخل المتزايد للمرتزقة في ليبيا"، وكانت هذه العبارة سببا مباشرا في انسداد المفاوضات من طرف روسيا في الأسبوع الأخير، وتطالب موسكو بتعويض كلمة "مرتزقة" بـ«مقاتلين إرهابيين أجانب".

كما أكد مجلس الأمن على دعمه القاطع للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة، وللحوار الليبي ـ الليبي الجاري برعاية أممية.

ورحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم بالقرار 2510 كونه صادق على مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا يوم 19 جانفي الماضي، والذي أكد على ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وطالب جميع الدول الأعضاء بالامتثال التام لحظر التسليح.

وأضافت أن القرار يعد بمثابة "رسالة قوية تجاه الشعب الليبي بأن مجلس الأمن، يدعم الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار والمضي نحو مستقبل أكثر إشراقا".