لترسيم الحدود البحرية

عقد أول جولة مفاوضات غير مسبوقة بين لبنان واسرائيل

عقد أول جولة مفاوضات غير مسبوقة بين لبنان واسرائيل
  • القراءات: 763
ق. د ق. د

احتضن أمس، مقر الأمم المتحدة بمنطقة الناقورة الحدودية في جنوب لبنان، أول جولة مفاوضات غير مسبوقة برعاية واشنطن لترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل اللتين تعتبران رسميا في حالة حرب دائمة.

وجرت الجولة الأولى من هذه المفاوضات بعد وساطة أمريكية استمرت على مدى سنوات، ضمن مسعى لإقناع لبنان ودولة الاحتلال للجلوس إلى طاولة التفاوض لترسيم الحدود البحرية التي طالما شكلت نقطة توتر حادة بين الطرفين، إلى جانب رفع العوائق التي تحول دون إمكانية التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها.

وجرت الجولة الأولى تحت إشراف مساعد كاتب الدولة الأمريكية للشرق الأوسط، ديفيد شينكر، من دون نشر أي بيان مشترك حول فحواها باستثناء ما سربته بعض المصادر العسكرية اللبنانية على أن الطرفين اتفقا بإجراء جولة ثانية يوم 28 أكتوبر الجاري.

من جهتها أوضحت مصادر أممية أن مفاوضات الناقورة انطلقت في حدود الساعة العاشرة والنصف بالتوقيت المحلي بإحدى القواعد الحدودية لقوة الأمم المتحدة المنتشرة في المنطقة لمراقبة المنطقة العازلة بين الطرفين يونيفيل.

وضم الوفد اللبناني العميد بسام ياسين والعقيد الركن مازن بصبوص، والخبير التقني نجيب مسيحي، وعضو هيئة قطاع البترول وسام شباط، بينما ضم الوفد الإسرائيلي ستة أعضاء بينهم المدير العام لوزارة الطاقة عودي أديري، والمستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء رؤوفين عازر ورئيس دائرة الشؤون الاستراتيجية في الجيش.

واستهل العميد طيار بسام ياسين رئيس وفد لبنان للجلسة الأولى من المفاوضات، بالتأكيد على أن بلاده تتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة من شأنها إنجاز الملف ضمن مهلة زمنية مقبولة.

وقال نحن هنا اليوم لنناقش ونفاوض حول ترسيم حدودنا البحرية على أساس القانون الدولي، واتفاقية الهدنة عام 1949 الموثقة لدى دوائر الأمم المتحدة، واتفاقية بوليه/ نيوكومب عام 1923 وتحديدا بشأن ما نصت عليه هذه الاتفاقية حول الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة برا.

وأثارت تسمية إسرائيل لسياسيين ضمن الوفد جدلاً في لبنان الذي يصر على طابع التفاوض التقني على غرار محادثات سابقة جرت في إطار لجنة تفاهم نيسان إثر عملية عناقيد الغضب الاسرائيلية في 1996، أو مفاوضات ترسيم الخط الأزرق بعد انسحاب الإسرائيلي في 2000، وأخيرا الاجتماع الثلاثي الذي يعقد دوريا منذ حرب 2006 برئاسة قوات يونيفيل وبمشاركة عسكريين عن الجانبين.

وكانت كل من لبنان واسرائيل أعلنتا بداية الشهر الجاري، عن التوصل إلى تفاهم حول بدء مفاوضات بينهما بمقر المنظمة الأممية بمدينة الناقورة الحدودية في خطوة مفاجئة وصفتها واشنطن بـ”التاريخية كونها تأتي بين دولتين في حالة حرب.

ويدور النزاع الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل على موقع نفطي يقول لبنان، إنه يقع ضمن مياهه الإقليمية والاقتصادية، في حين تدّعي إسرائيل أن لها الحق في جزء من مساحة الرقعة التي ترجح العديد من الدراسات الفنية أنها غنية بالنفط والغاز الطبيعي.

والمفارقة أن الإعلان عن هذه المفاوضات جاء أياما قليلة فقط على توقيع اتفاقين لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من دولتي الامارات العربية والبحرين في البيت الأبيض وتحت أنظار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أوهم نفسه بأنه حقق انجازا تاريخيا لم يسبقه إليه أحد من الرؤساء الأمريكيين لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وآثار الاتفاقان جدلا كبيرا على الساحة العربية بين مرحب ومتحفظ ورافض تماما للتطبيع مع الكيان العبري المغتصب لأرض فلسطين وأجزاء من أراضي عربية في لبنان وسوريا ومصر.

وهو ما جعل متتبعين يتساءلون عن رمزية مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين طرفين في حالة حرب دائمة في هذا التوقيت بالتحديد بالنسبة للرئيس ترامب، وذلك على مقربة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة بداية نوفمبر القادم.