فيما تواصل إسرائيل حملة اعتقال الفلسطينيين

عشرات اليهود يقتحمون باحات الأقصى المبارك

عشرات اليهود يقتحمون باحات الأقصى المبارك
عشرات اليهود يقتحمون باحات الأقصى المبارك
  • القراءات: 691
ص. محمديوة ص. محمديوة

تواصل حكومة الاحتلال بقواتها ومستوطنيها اعتداءاتها وانتهاكاتها في أرض فلسطين التاريخية، حيث لا يمر يوم واحد إلا ويتم فيه اعتقال المزيد من أبناء الشعب الفلسطيني المحتل وتتعرض فيه المقدسات الإسلامية وعلى رأسها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، للتدنيس على يد مجموعات يهودية متطرفة، وغيرها من الخروقات التي ترقى إلى خانة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

في خضم هذا الوضع المأساوي الذي ازدادت حدته في السنوات الأخيرة، اقتحم، أمس، أكثر من سبعين مستوطنا إسرائيليا باحات المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة، مدعومين كما جرت العادة، بشرطة الاحتلال الإسرائيلي التي توفر لهم الغطاء الأمني لاقتراف جرائمهم.

وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية العامة وشؤون المسجد الاقصى بالقدس في تصريح صحفي، إن أكثر من سبعين مستوطنا وعلى رأسهم الحاخام المتطرف "أيهودا غليك" اقتحموا باحات المسجد انطلاقا من باب المغاربة مرفوقين بشرطة الاحتلال، حيث تجولوا في باحات المسجد بشكل استفزازي، مشيرا إلى أنه تم التصدي لهذا الاقتحام بهتافات التكبير الاحتجاجية من قبل المصلين والمرابطين وحراس المسجد الاقصى المبارك.

لكن حكومة الاحتلال ورغم التحذيرات التي جاءتها، حتى من إسرائيل نفسها، حول إمكانية قيام انتفاضة ثالثة بفلسطين المحتلة، تواصل في ارتكاب مزيد من الانتهاكات في حق الفلسطينيين، وهي التي أقدمت قواتها أمس على اعتقال 28 فلسطينيا في القدس المحتلة وعدة مدن بالضفة الغربية.

وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان له أمس إن شرطة الاحتلال اعتقلت 21 فلسطينيا في القدس من بينهم رئيس لجنة أهالي الأسرى أمجد ابو عصب. واعتبر أن حملات "الاعتقال الممنهجة التي يستمر الاحتلال في تنفيذها في القدس تهدف إلى تقويض أي دور فاعل من شأنه المساهمة في دعم صمود المواطن المقدسي وحماية المسجد الأقصى".

وبلغت حالات الاعتقال في القدس 845 حالة منذ بداية العام الجاري، طالت كافة الفئات، ضمن نسبة اعتقالات هي الأعلى مقارنة بالمدن الأخرى، حسبما أوضحه نفس المصدر، الذي أشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت 7 فلسطينيين من بيت لحم وجنين والخليل في الضفة الغربية من بينهم ثلاثة فتية.

ويشن جيش الاحتلال حملات اعتقال ودهم شبه يومية في الضفة الغربية، تضاف إلى عمليات هدم منازل والاستلاء ونهب ممتلكات الفلسطينيين من محلات وأراض وغيرها، حيث أكد راتب الجبور منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان أن الجيش الإسرائيلي هدم خيام في قرية بيرين جنوب الخليل، بحجة البناء دون ترخيص. كما أعطب مستوطنون إطارات سيارات في قرية الساوية جنوب نابلس، وكتبوا شعارات عنصرية على عدد منها وعلى جدران منازل.

وأدانت الخارجية الفلسطينية حملة الاعتقالات "المسعورة" التي تستهدف الفلسطينيين في القدس المحتلة وفي كل المدن المحتلة الأخرى، حيث قالت في بيان لها أمس أن "حملات الاعتقالات المتواصلة بحجج وذرائع مختلفة، تأتي استكمالا لما تقوم به قوات الاحتلال من إجراءات وتدابير، الهدف منها تكريس أسر القدس واستكمال مخططات ضمها، وتنفيذ وعد دونالد ترامب المشؤوم بشأنها ومحاولة خنق الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة".

وحملت الخارجية الفلسطينية حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حملات الاعتقال التعسفي والعشوائي والجماعي، ضد المواطنين المقدسيين وكذا نتائجها وتداعياتها، بصفتها جريمة يحاسب عليها القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

وأمام تصاعد اعتداءات المحتل الصهيوني، يصر الفلسطينيون بالأراضي المحتلة على ابلاغ صوتهم للعالم عن طريق التظاهر، حيث يخرجون في مظاهرات شبه يومية بمختلف المدن المحتلة للتعبير عن رفضهم لمخطط الضم الاسرائيلي والمطالبة باسترجاع حقوقهم المغتصبة.

وقد خرج، أمس، مئات الفلسطينيين في مظاهرة بمدينة رام الله دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية بالضفة الغربية، رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات مناهضة لخط الضم الإسرائيلي وخطة السلام الأمريكية المعروفة اعلاميا بـ"صفقة القرن".

نفس المشهد كانت قد شهدته، أول أمس، مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث أبدى المتظاهرون دعمهم لقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالانسحاب من الاتفاقيات مع إسرائيل ووقف التنسيق الأمني معها. وتم التشديد على الاستعداد لـ "التضحية من أجل الحفاظ على الثوابت الفلسطينية وعدم التفريط بها".