ضمن تحول في المقاربة العسكرية الأمريكية

عزم أمريكي على سحب القوات من إفريقيا

عزم أمريكي على سحب القوات من إفريقيا
  • القراءات: 597
م. م م. م

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أمس، أن إدارة الرئيس، دونالد ترامب تعتزم تقليص قواتها المكلفة بمحاربة الإرهاب في منطقة غرب إفريقيا وسط احتمالات متزايدة لسحبها بشكل نهائي.  وأضافت الصحيفة أن المسألة مازالت رهن الدراسة في أعلى هرم قيادة وزارة الدفاع الأمريكية، في إطار خطة لإعادة انتشار جديدة لوحداتها، مما جعلها تؤكد أن القرار النهائي سوف لن يتخذ قبل شهر جانفي من العام القادم.

ويكون ذلك هو الذي جعل وزارة الدفاع ترفض أمس، التعليق على مدى صدقية هذا الخبر ساعات بعد نشره. وحسب مصادر أمريكية، فإن وزير الدفاع، مارك إيسبر يريد مراجعة خارطة الانتشار العسكري لقوات بلاده في مختلف مناطق العالم، بما فيها سحب وحدات منها كلفت في وقت سابق بمحاربة الإرهاب وتركيز اهتمام وزارته من الآن فصاعدا على القوتين الصينية والروسية اللتين تشكلان أولى أولويات الولايات المتحدة في الوقت الراهن.

ويبدو أن تنفيذ القرار سيبدأ من إفريقيا التي تضم مختلف قواعدها العسكرية ما بين 6 و7 آلاف عسكري من القوات الخاصة المكلفة بمحاربة الإرهاب وخاصة في منطقة غرب إفريقيا وشرقها وخاصة في دولة الصومال التي تشكل حركة شباب المجاهدين الموالية لتنظيم القاعدة أكبر تهديد للمصالح الأمريكية في كل منطقة القرن الإفريقي.

وكشفت "نيويورك تايمز" أن إقدام البنتاغون على سحب قواته سيشكل ضربة قاصمة للقوات الفرنسية في منطقة الساحل ضمن عملية "بارخان" التي عجزت إلى حد الآن في مهمتها تحييد عناصر مختلف التنظيمات المسلحة الناشطة في دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

وأكد المصدر أن القوات الفرنسية كثيرا ما اعتمدت على المعلومات الاستخباراتية التي يقدمها لها عملاء وكالة المخابرات الأمريكية في المنطقة، بالإضافة إلى الصور الملتقطة بالطائرات المسيرة من الأرض والتي توجد قاعدتها في شمال دولة النيجر والتي تكلف وزارة الدفاع الأمريكية أكثر من 45 مليون دولار سنويا.

وحسب البنتاغون، فإن الخطة العسكرية الأمريكية تندرج في سياق مقاربة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب التي رافع من أجلها خلال حملته الانتخابية سنة 2016 عندما قال بضرورة وضع حد للحروب التي لا تنتهي في العالم، وهو ما فسر قرارته بسحب قوات بلاده من سوريا وأفغانستان.

وجاء الكشف عن المقاربة العسكرية الأمريكية الجديدة في نفس الوقت الذي أكد فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أمس، على ضرورة تفوق الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية على مثيلاتها

الغربية.

وقال بوتين خلال اجتماع بمقر وزارة الدفاع "إذا أردنا أن ننتصر، يجب أن تكون معداتنا أفضل من النماذج العالمية كون القضية ليست لعبة شطرنج حتى يمكن أن نرضى بالتعادل، وإنما الأمر يخص النظام العسكري لدولة".

وأضاف الرئيس الروسي أن القوات المسلحة لبلاده تستخدم معدات جديدة وتمارس بانتظام مهاما معقدة وتكتيكية أثناء التدريبات والمناورات وأظهرت قدراتها المتزايدة في مناورات "غروم-2019".