ضمن فضيحة أخرى في جبين القصر الملكي

عائلات مغربية تفضّل تيهان فلذات أكبادها في بلاد الإسبان

عائلات مغربية تفضّل تيهان فلذات أكبادها في بلاد الإسبان
  • القراءات: 816
م. م م. م

شكل رفض مئات الأسر المغربية، عودة ابنائها القصر الذين تمكنوا من التسلل الى داخل مدينة سبتة الإسبانية منتصف الشهر الماضي،  فضيحة أخرى في سجل فضائح المملكة المغربية، بعد أن دفع ضنك العيش بها الى تفضيل لوعة الفراق والتضحية بفلذات اكبادها للعيش في المهجر على أن يعودوا الى بلادهم، حيث دوامة البؤس الذي فرضه المخزن عليهم.

وكشفت مصادر اعلامية رسمية في المملكة الايبيرية، أن السلطات الرسمية في مدريد أجرت اتصالات هاتفية مع حوالي 200 عائلة مغربية مازال ابناؤها المراهقين في سبتة بنية إعادتهم إليها ولكنها صدمت لرفض هذه العائلات استقبالهم مفضّلة بقاءهم هناك بمبرر أنها لا تستطيع رعايتهم وتفضّل إبقاءهم هناك حيث فرص العيش والحياة.

وأكدت إحصائيات رسمية إسبانية تواجد 920 قاصر مغربيا في مدينة سبتة من أصل 1500 مراهق ممن تسللوا إلى سبتة خلال عملية الفرار الجماعي لقرابة 10 الاف مغربي باتجاه الأراضي الاسبانية.

ولم يكن هم تلك العائلات سوى التأكد، أن أبناءها مازالوا على قيد الحياة حتى بالنسبة لقرابة 70 فتاة مراهقة كنّ ضمن جموع الفارين من جحيم العيش في المملكة المغربية وفضّلت عائلاتهنّ بقاءهنّ في سبتة.

وعكس مثل هذا الموقف حقيقة المأساة التي تحياها غالبية الشعب المغربي الذي مل  ظروف الحياة وقساوتها  في مملكة لم يعد فيها للفقير حظ في العيش إلى درجة أن عائلات بأكملها فضّلت ركوب مخاطر البحر للوصول الى سبتة وقناعتها الراسخة أنها محطة الخلاص من جحيم صعوبة  تحصيل لقمة العيش، ودرجة الإكراه والغبن الذي يعيشه المواطن المغربي البسيط في أحياء الصفيح المقامة على حواف كبريات مدن المملكة بعد أن أصبح العيش في أريافها ضربا من المحال.

وكان وقع صورة الرضيع المغربي الذي أنقذه أحد الغواصين الاسبان في رحلة الهروب الجماعي من موت وشيك، أكبر من سهم في قلب كل مغربي حريص على كرامته وعابه أن يرى بني جلدته يفرون  بتلك الصورة المخزية الى بلاد الإسبان.

وقال الغواص الاسباني، بنبرة  مهزوزة من قوة صدمته لمشهد  ذلك الرضيع وهو معلق على ظهر أمه وكان باردا الى درجة التجمد ولم يعد يقوى على  القيام حتى بإيماءات تؤكد ما إذا كان حيا أو ميتا".

وكان بإمكان "الغوارديا سيفيل" الحرس المدني الإسباني، أن تترفع وتمتنع عن نشر صورة ذلك الرضيع في شهره الثاني وهو مغمض العينين وهو أشبه بالميت ولكنها  فعلت ذلك عن قصد لتوجيه رسالة قوية ومخزية لا يفهمها الا المغربي القح الذي يؤلمه أن يتم استغلال درجة معاناته لتلطيخ صورة شعب بأكمله خدمة لحسابات سياسية ضيقة وجعل المثال الشعبي "راح يسعى ودر تسعة" ينطبق على قصر ملكي، فقد صوابه ولم يعد يهمه هلاك لا الرضيع والمرأة الحامل ولا المراهق ولا حتى الفتاة المغربية المراهقة،  ظنا منه أنه بتلك السيول البشرية البريئة سيتمكن من لي ذراع مدريد، التي أكدت ردود أفعالها أنها عصيّة هذه المرة وفي المرات القادمة أيضا، وأن ورقة الهجرة التي ترفعها الرباط في كل مرة للضغط عليها لم تعد مجدية في التعامل معها ضمن موقف أشد حزما، تبنّاه الاتحاد الأوروبي الذي شعر بوقع الضربة التي لحقت بمدريد في بروكسل، وجعلته يؤكد أن حدود أوروبا تبدأ في سبتة والفاهم يفهم.