سقوط سابع ضحية في مواجهات بيروت

طيف الحرب الأهلية يخيم على المشهد اللبناني

طيف الحرب الأهلية يخيم على المشهد اللبناني
  • القراءات: 759
ق. د ق. د

ارتفعت حصيلة المواجهات الدامية التي اندلعت أول أمس، بقلب العاصمة بيروت، الى سبعة قتلى في مواجهات هي الأعنف من نوعها التي يشهدها لبنان منذ سنوات، وأعادت شبح الحرب الأهلية التي عانت منها البلاد ثمانينيات القرن الماضي إلى واجهة المشهد اللبناني.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أمس، عن وفاة الضحية السابعة في وقت كان يستعد فيه اللبنانيون في جو مشحون لدفن جثامين القتلى الذين سقطوا في مواجهات اندلعت على اثر مظاهرة احتجاجية نظمها حزب الله الشيعي وحركة أمل أول أمس، أمام مجلس قضاء بيروت، للمطالبة بتغيير القاضي المكلف بالتحقيق في ملف تفجير مرفأ بيروت العام الماضي.

وكانت حصيلة أولية أشارت الى مقتل ستة أشخاص واصابة ثلاثين آخرين بجروح متفاوتة جراء إطلاق رصاص أثناء المظاهرة، دون أن يتضح حينها الجهة التي بادرت بإطلاق النار. ومن بين القتلى اثنين من مناصري حزب الله وثلاثة من حركة أمل وأم لخمسة أطفال لقيت مصرعها بعد إصابتها برصاصة طائشة داخل منزلها في مشهد زاد في توتر الأجواء المشحونة في لبنان، الذي يتخبط في أزمات متعددة مست جميع الأصعدة سياسية واقتصادية واجتماعية.

وحتى الجيش اللبناني الذي تدخل ضمن مسعى لمنع مزيد من الانزلاقات الأمنية، تحدث عن "تبادل لإطلاق النار" عندما كان المتظاهرون في طريقهم للاحتجاج. وأكد وزير الداخلية اللبناني بسام مولاوي، أن "القناصة" استهدفوا المتظاهرين.

غير أن التشكيلتين السياسيتين الشيعيتين وجهتا أصابع الاتهام للحزب المسيحي "القوى اللبنانية" بنشر قناصة على أسطح الأبنية المحيطة واستهداف أنصارهم الذين يقتربون من الأحياء المسيحية المجاورة للمنطقة. وهو اتهام نفاه الحزب المسيحي الذي طالب بتحقيق رسمي، متهما بدوره حزب الله بـ«غزوه" للأحياء المسيحية في مشهد أعاد المخاوف في الشارع اللبناني من عودة شبح الحرب الأهلية التي ضربت بلاد الأرز ثمانينيات القرن الماضي.وتعززت هذه المخاوف مع نشر صحيفة "الأخبار" المقربة من حزب الله في صفحتها الأولى لعدد أمس، صورة لزعيم التشكيلية المسيحية سمير جعجع، بالزي النازي وشارب هيتلر، متهمة إياه بـ«التخطيط والإعداد والتنفيذ لجريمة كبرى".وأمام تصاعد المخاوف من عواقب مثل هذا الانزلاق الأمني في بلد لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات والصراعات، دعت روسيا أمس، أطراف الأزمة في لبنان إلى التعقّل، بينما دعت فرنسا والولايات المتحدة كل الأطراف اللبنانية إلى تهدئة الوضع.

كما طالب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بالتوقف عن الأفعال الاستفزازية ورافع من أجل تحقيق نزيه في تفجير ميناء بيروت الذي وقع شهر أوت من العام الماضي، وكان بمثابة منعرج خطير صعد من حدة التوترات والصراعات السياسية التي يتخبط فيها البلد منذ عدة سنوات.