بعد تسلل فروس "كورونا" إلى متن بارجتي روزفلت وديغول

طوارئ في أعلى قيادتي القوات الأمريكية والفرنسية

طوارئ في أعلى قيادتي القوات الأمريكية والفرنسية
  • القراءات: 1202
م. مرشدي م. مرشدي

لم ينج عناصر الوحدات القتالية العائمة لدول كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا من الإصابة بفيروس "كورونا" مما أحدث طوارئ في أعلى هرم جيشي البلدين في محاولة لاحتواء العدوى ومنع انتشارها بين عناصر وحدات القوات الأخرى. ودفع ذيوع أخبار عن تسلل فيروس "كورونا" إلى أوساط جنود حاملة الطائرات الأمريكية، تيودور روزفلت ونظيرتها الفرنسية شارل ديغول إلى إعلان حالة الاستنفار بعد تأكد إصابة أعداد كبيرة من أطقم اهم بارجتين حربيتين في القوات البحرية للبلدين. 

وكانت حاملة الطائرات الأمريكية، تيودور روزفلت أول سفينة حربية يتم الكشف عن وقوع إصابات بين جنودها مما كلف قائدها منصبه بعد أن أخطر قيادته بالأمر قبل أن تضطر إلى القيام بعمليات تشخيص وقائي بعد تسجيل وفاة أول جندي بالوباء وتأكد بعدها إصابة 660 آخرين مما حتم على قيادة القوات البحرية الأمريكية وقف مهمة البارجة ورسوها في عرض مياه جزيرة غوام في المحيط الهادي في محاولة لوقف تفشي الفيروس بين طاقمها المقدر بحوالي 5 آلاف عسكري.

والمفارقة أن وفاة الجندي الأمريكي جعل الرقم الثاني في قيادة  القوات البحرية الأمريكية، الجنرال جون هيتن يشير إلى ملاحظة  هامة حول قوة هذا الفيروس الذي قال إنه يصيب أيضا شبابا عسكريين مدربين ورياضيين ويتمتعون بصحة جيدة والأخطر من ذلك أن أعراض المرض المعروفة لم تظهر عليهم، بدليل أن نصف المصابين كان تشخيصهم سلبيا نهاية شهر مارس وهو ما ساعد على توسع قائمة المصابين إلى قرابة نصف تعداد طاقم البارجة.وكانت حادثة بارجة تيودور روزفلت بمثابة ناقوس إنذار في أعلى قيادة البنتاغون التي امرت بوقف تحرك كل الوحدات الأمريكية والشروع في اكبر عملية تشخيص تشمل كل القوات الأمريكية في محاولة لتفادي كارثة إنسانية في صفوف قواته العسكرية.

وفي نفس الوضعية تقريبا أكدت قيادة الجيش الفرنسي إصابة 1046 عسكريا يعملون على متن حاملة الطائرات، شارل ديغول بالفيروس من إجمالي طاقم متكون من 1760 عسكريا. وأكدت وزير الجيوش الفرنسية، فلورانس بيرلي أمام لجنة الدفاع بالجمعية الوطنية الفرنسية، إصابة 1081 عسكريا في صفوف كل طاقم البارجة، سواء العاملين على متنها أو السفن المصاحبة لها وكذا أطقم الطائرات العسكرية المحمولة عليها.

ورغم تأكيد الناطق باسم قيادة البحرية الفرنسية أن حصيلة المصابين نهائية إلا أن تداعيات هذه القضية لم تتوقف وسط حملة انتقادات شنتها عائلات البحارة العاملين التي أعابت افتقاد بارجة  بأهمية، شارل ديغول لوسائل الوقاية الضرورية وكذا رفض قيادة البحرية طلبا تقدم به قائدها  لوقف مهمتها والسماح بعودتها إلى ميناء مدينة بريست في الغرب الفرنسي بمجرد تسجيل أولى حالات الإصابة.

وهوما جعل قيادة الجيش الفرنسي تطالب بتحقيقات دقيقة حول ملابسات هذه القضية وخاصة السرعة التي انتشر بها الوباء في أوساط الجنود منذ الخامس من الشهر الجاري والتي جعلت قائد البارجة يخطر قيادته العليا بالأمر لاتخاذ الإجراءات الواجب  القيام بها في مثل  هذه الظروف الطارئة.