تدريبات بقتال حقيقي في الصين والتزام أمريكي بالدفاع عن الحلفاء

طبول الحرب تقرع في أجواء جزيرة تايوان

طبول الحرب تقرع في أجواء جزيرة تايوان
  • القراءات: 844
ق. د ق. د

دعا الرئيس الصيني، شي جين بينغ، قوات جيشه إلى "تكثيف التدريبات العسكرية من أجل قتال فعلي" في مؤشر واضح يضاف إلى سلسلة مؤشرات التصعيد التي تشهدها منطقة أقصى شمال ــ شرق آسيا بما ينذر ببدء قرع طبول الحرب فيها. وقال الرئيس الصيني، في تصريح خلال زيارة إلى قاعدة بحرية في جنوب البلاد، أنه يتعين على الجيش أن "يدافع بقوة عن سيادة أراضينا وعن حقوق ومصالح الصين البحرية ويحافظ على الاستقرار الشامل لجوارنا".

وجاء تصريح الرئيس الصيني غداة تدريبات عسكرية نفذتها قوات بلاده على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة ضمن "إنذار جاد" تجاه تايوان بعد لقاء رئيستها الأسبوع الماضي لرئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفن مكارثي، في الولايات المتحدة. وتعد الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة موضوع صراع قوي بين بكين التي تطالب بالسيادة عليها باعتبارها مقاطعة من مقاطعاتها، والولايات المتحدة الحليف الرئيسي ومورد الأسلحة لتايوان والتي تؤيد استقلال هذه الأخيرة.وبالتزامن مع تصريحات الرئيس شي، ستقيم بكين منطقة حظر طيران لفترة وجيزة يوم الأحد المقبل شمال تايوان قالت إنها بسبب "أنشطة فضائية"، تندرج في إطار سياسة الضغط الذي تمارسه بكين على تايبي التي حذرت من أن الإجراء "سيتسبب في مخاطر جسيمة وغير ضرورية للرحلات الجوية في المنطقة وسيضر بحقوق ومصالح الطيران الدولي".

وفي إطار هذه السياسة، كانت الصين قد بدأت منذ السبت الماضي، تدريبات عسكرية في مضيق تايوان استمرت حتى الاثنين الأخير، ركزت في يومها الأول على "القدرة على السيطرة على البحر والمجال الجوي والاتصالات... لإحداث قوة رادعة وتطويق كامل" لتايوان، لكن من دون أن تحدد السلطات الصينية موقع التدريبات بدقة. وأكد حينها المتحدث باسم الجيش الصيني، شي يي، بأن هذه المناورات تشكل "تحذيرا جديا من التواطؤ بين القوى الانفصالية التي تسعى إلى استقلال تايوان والقوى الخارجية وكذلك من أنشطتها الاستفزازية".

والإشارة كانت واضحة تجاه الولايات المتحدة الحليف لتايوان والتي تدعم استقلال الجزيرة وتواصل ما تعتبره بكين "استفزازات" بتنظيم زيارات للإقليم واستقبال مسؤوليه، وهو ما تنظر إليه السلطات الصينية بعين من الريبة والشك وتتوعد في كل مرة بأن يكون الرد قويا وحازما.

وواصلت بكين بعث رسائل قوية باتجاه الولايات المتحدة بخصوص تايوان التي شددت مرارا على أنها خط أحمر لا تسمح لأي جهة بتجاوزه، في نفس الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لقيادة تحالف مع بريطانيا وأستراليا وتعمل على ضم دول رأسمالية في المنطقة لتشكيل محور قوي في مواجهة المحور الصيني ـ الروسي.

وضمن هذا المسعى، تعهدت الولايات المتحدة بالدفاع عن الفليبين في بحر الصين الجنوبي في رسالة مضادة باتجاه بكين تزيد فقط في تأجيج وضع مضطرب توفرت فيه كل مؤشرات انزلاق عسكري غير محمود العواقب.

وفي سياق هذا التوتر الذي يغذيه تضارب المصالح، شرع الحليفان التاريخيان، الولايات المتحدة والفلبين أول أمس، في أكبر مناورات عسكرية مشتركة، بهدف مواجهة نفوذ الصين في المنطقة التي يبدو أنها أصبحت تعيش على بركان ساخن قابل للانفجار في أي لحظة.