معارك ضارية بين فرقاء الحرب في السودان

ضغوط سعودية ــ أمريكية للتوصل إلى وقف نهائي للاقتتال

ضغوط سعودية ــ أمريكية للتوصل إلى وقف نهائي للاقتتال
  • القراءات: 538
 ق. د ق. د

تواصل الوساطة المشتركة السعودية ـ الأمريكية مساعيها لدى فرقاء الحرب في السودان في محاولة لإقناعهم بوقف المعارك الدائرة بينهم منذ منتصف شهر أفريل بهدف التوصل إلى هدنة تسمح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين، في نطاق المعارك الطاحنة وخاصة في العاصمة الخرطوم ومدينة، أم درمان وإقليم دارفور.

وأكدت السلطات السعودية، على هذه الرغبة في وقت تواصلت فيه المعارك طاحنة، بين قوات الجيش النظامي بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها حليفه السابق وغريمه اليوم الجنرال، محمد حمدان داغلو.

وأعطت ضراوة المواجهات وعمليات القصف الجوي والمدفعي بين الفرقاء مؤشرات قوية على استحالة تلبية الدعوة السعودية ــ الأمريكية وأن الخلافات بين المتحاربين مازالت قوية ولن تسمح بجلوسهما ثانية إلى طاولة المفاوضات على خلفية سعي كل واحد منهما تركيع الآخر وفرض منطقهما بالقوة قبل الجلوس إلى طاولة الحوار.

وكشف شهود عيان من سكان مدينة الخرطوم على ضراوة المواجهات وأكدوا أن معارك، أمس، عرفت استخدام الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة ومدافع الهاون بين المتحاربين ضمن مشاهد حرب حقيقية خلفت حسبهم، سقوط مزيد من الضحايا المدنيين في الضاحية الشرقية من العاصمة.

وأكدت مصادر قوات الدعم السريع في هذا السياق أن مدفعيتها المضادة للطائرات تمكنت، أمس، من إسقاط طائرة حربية تابعة للجيش النظامي في سياق هجمات جوية شنها الجيش على مواقعها في الحي البحري في شمال الخرطوم.

وهو الخبر الذي أكدته مصادر عسكرية ولكنها أشارت إلى سقوط الطائرة المقاتلة على مقربة من قاعدة، وادي سيدنا كان بسبب خلل تقني.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان أمس، أن مبعوثي الجانبين المتحاربين مازالوا في مدينة جدة التي عرفت انطلاق مفاوضات مباشرة بينهما قبل توقفها الأسبوع الماضي .

يذكر أن المفاوضات سمحت في عدة مرات بالتوصل إلى اتفاقات لوقف المواجهات ولكنها ما لبثت أن انهارت ساعات فقط بعد الإعلان عنها بسبب انعدام الثقة المتبادلة بين الجانبين.

وأضافت الخارجية السعودية في بيانها، أمس، أنها تعمل رفقة الوساطة الأمريكية من أجل استئناف المفاوضات بين الوفدين السودانيين على أمل إقناعهما بالتوصل إلى هدنة جديدة لتسهيل إيصال المساعدات إلى السكان المدنيين المحاصرين.

وطالب الوسيطان السعودي والأمريكي فرقاء الحرب إلى وقف فوري للمواجهات والالتزام بتعهداتهما لتفادي فشل كل هدنة جديدة محتملة كما حدث مع اتفاقين سابقين في هذا المجال.

كما طالبا المتحاربين بالتوصل إلى اتفاق واتخاذ إجراءات عملية فورية لاستئناف مفاوضات جدة التي توقفت الأربعاء الماضي بعد انسحاب ممثلي وفد الجيش السوداني منها بعد أن اتهم قوات الدعم السريع بانتهاك هدنة سبق التوصل إليها من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين.

وأكد كاتب الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن ع شية وصوله، يوم غد إلى العربية السعودية أنه على استعداد لاستئناف المفاوضات مع الجنرالين السودانيين البرهان ومحمد حمدان داغلو، في حال تأكد من جديتهما في احترام اتفاق الهدنة والالتزام بوقف المعارك التي خلفت قرابة ألفي قتيل غالبيتهم العظمى من المدنيين وأكثر من 1,5 مليون نازح ولاجئ إلى دول الجوار.