اشترطت أن يتضمن رفعا للحصار الجائر على قطاع غزة

ضغوط دولية على حركة حماس لقبول وقف إطلاق النار

ضغوط دولية على حركة حماس لقبول وقف إطلاق النار
  • القراءات: 775
م. مرشدي م. مرشدي

وجدت فكرة وقف إطلاق النار في قطاع غزة طريقها إلى التجسيد وسط ضغوط أمريكية وعربية على حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" من أجل قبولها بدعوى مخاوف انزلاق الوضع إلى مخاطر لا تحمد عقباها. والمفارقة أنه في الوقت الذي حذّر فيه وزير الخارجية الامريكي، مما أسماه بـ "مخاطر كبرى" في قطاع غزة في حال انزلق الوضع، راح الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في تناغم مع هذه الدعوة للقول إنه في حال رفضت حماس فكرة وقف إطلاق النار فإنها ستنفذ وعيدها باجتياح قطاع غزة. واعتبر نتانياهو أن رفض حماس لفكرة وقف إطلاق النار سيعطي الشرعية الدولية لحكومته من أجل توسيع عملياتها العسكرية إلى غاية استتباب الأوضاع". وفي محاولة لوضع قيادة حركة المقاومة الإسلامية، أمام طريق مسدود لإرغامها على قبول المقترح الذي تقدمت به السلطات المصرية، استأنف الطيران الحربي الإسرائيلي قصفه صباح أمس، على مدن القطاع في رسالة باتجاه حركة حماس بأن إسرائيل ماضية في تقتيل المدنيين الفلسطينيين.

وزادت الضغوط على حركة حماس بقبول فكرة وقف إطلاق النار بعد أن تقدمت الحكومة المصرية بمقترح في هذا الإطار أسبوعا بعد بدء عملية الجرف الصامد الذي حصد أرواح أكثر من 200 مدني فلسطيني وخلف قرابة 1500 مصاب. وتضمن المقترح المصري، وقفا كليا لكل العمليات الجوية والبحرية والبرية بداية من يوم أمس، والدخول في مفاوضات حول دخول المواد الغذائية وتنقل الفلسطينيين في قطاع غزة. ونصّت المبادرة على أن "تلتزم إسرائيل أيضا بعدم تنفيذ أي عمليات اجتياح بري لقطاع غزة أو استهداف المدنيين". في مقابل ذلك "تقوم كافة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بوقف جميع الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه إسرائيل جوا وبحرا وبرا وتحت الأرض، مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين". ونصت المبادرة أيضا "على فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض"، فيما سيتم بحث قضايا أخرى "بما في ذلك موضوع الأمن" مع الطرفين. ولكن حركة حماس التي أكدت أنها اطلعت على محتوى المقترح المصري من خلال وسائل الإعلام، أكدت أنها ترفضه ما لم يتضمن اتفاقا نهائيا حول صراعها مع إسرائيل. بالإضافة إلى رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح معبر رفح الحدودي مع مصر، وإطلاق سراح كل الفلسطينيين الذين اعتقلوا في الضفة الغربية على خلفية اختفاء ثلاثة جنود إسرائيليين بداية شهر جوان الماضي. وأكد فوزي برهوم، العضو القيادي في الحركة، أن وقفا لإطلاق النار دون التوصل إلى اتفاق مبدئي يبقى مرفوضا لأنه في منطق الحرب لا توقف الحرب ثم تأتي المفاوضات. في وقت اعتبرت فيه كتائب عز الدين القسام، الفكرة المصرية بأنها "استسلام" غير مقبول وهددت بتكثيف المقاومة ضد الاحتلال. ورغم رفض حركة حماس للمقترح المصري، ينتظر أن يصل الرئيس محمود عباس، اليوم الى العاصمة القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبحث الموقف بعد زيارة الى العاصمة التركية أنقرة، حيث التقى بالوزير الأول طيب رجب اردوغان، في محاولة لحثه على إقناع حركة حماس بقبول الفكرة المصرية. وتحركت المجموعة الدولية متأخرة من أجل تغليب فكرة وقف إطلاق النار بعد أن طالبت بها الادارة الأمريكية، وتحركت لأجلها وزيرة الخارجية الايطالية فديريكا موغريني، بصفتها رئيسة الاتحاد الأوروبي ومعها نظيرها الألماني فرانك والتر شتانميار، الموجودان في المنطقة في محاولة لاحتواء الوضع. ومن أجلها أيضا أكد وزير الخارجية الامريكي، انه مستعد للتوجه الى المنطقة إذا اقتضى الأمر ذلك اليوم من أجل تغليب هذه الفكرة والضغط أكثر على حركة حماس لدفعها إلى قبول المقترح المصري. وانضمت الجامعة العربية الى جانب العواصم الغربية التي تضغط من أجل قبول فكرة وقف إطلاق النار، ووضع حد لحملة إبادة متواصلة منذ ثمانية أيام نفذت وكل العالم يتفرج على أطفال ونساء وشيوخ يذبحون ببهيمية بدائية وسادية مرضية؟