طباعة هذه الصفحة

تأكيد إفريقي ـ أممي على حق تقرير مصير الشعب الصحراوي

ضربة أخرى لمزاعم المغرب الاستعمارية في الصحراء الغربية

ضربة أخرى لمزاعم المغرب الاستعمارية في الصحراء الغربية
  • القراءات: 1059
م. مرشدي م. مرشدي

رحبت جبهة البوليزاريو نهاية الأسبوع، بموقف الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة المشترك القاضي بتمسكهما بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفق قرارات الشرعية الدولية في آخر قضية تصفية استعمار في إفريقيا.

وأكدت السلطات الصحراوية، أنه بعد ثلاثة عقود منذ توقيع جبهة البوليزاريو والمغرب على اتفاقية السلام الإفريقية - الأممية سنة 1991 أعادت الهيئتان التأكيد على أن الحل العادل والدائم لا يمكن أن يكون خارج ممارسة الشعب الصحراوي لحقه الثابت وغير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، تماشيا مع الشرعية الدولية التي تصنف القضية الصحراوية في إطارها القانوني باعتبارها قضية تصفية استعمار".

وأكد الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في بيان مشترك أول أمس دعمهما لكل المساعي الرامية إلى تطبيق الشرعية الدولية في الصحراء الغربية، وذلك في ختام اجتماع تشاوري لفريق العمل المشترك المعني بقضايا السلم والأمن بمقر مفوضية السلم والأمن الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية.

وأكدت جبهة البوليزاريو أن الموقف الثابت للهيئتين يعد "إشارة قوية" باتجاه فرنسا التي تحاول من داخل مجلس الأمن الدولي وإسبانيا من خارجه على تحوير المسار الأممي- الإفريقي عن إطاره عبر محاولاتهما تغيير طبيعته القانونية، خدمة لمصالح المحتل المغربي".

واتهمت السلطات الصحراوية باريس ومدريد بمحاولاتهما البائسة لإدخال مسار التسوية السياسية في الصحراء الغربية في نفق بدون نهاية بإدخال مفردات دخيلة على قضايا تصفية الاستعمار والقرار الأممي حول منح الاستقلال للبلدان، ومنها عبارات "الواقعية" و"البراغماتية" و"التوافق" بنية التستر على نوايا استعمارية، محاولة منها لمصادرة حقوق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.

وأكدت الهيئتان من جهة أخرى أنهما تعملان على تسريع عملية تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة من أجل مواصلة المساعي قصد التوصل إلى حل لنزاع الصحراء الغربية طبقا للشرعية الدولية.

وكشفت مصادر دبلوماسية أممية في هذا الإطار، أن وزير الخارجية السلوفاكي، ميروسلاف لايكاك مرشح لأن يكون مبعوثا شخصيا جديدا للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، خلفا للألماني هورست كوهلر المستقيل منذ شهر ماي من العام الماضي. وأضافت نفس المصادر أن ميروسلاف سيعين في هذا المنصب خلال أسابيع، إلا في حالة اعتراض أحد طرفي النزاع، المغرب أو جبهة البوليزاريو على شخصه.

وبقي منصب المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية شاغرا منذ استقالة الرئيس الألماني الأسبق، هورست كوهلر بسبب متاعب صحية، بينما تم تسريب معلومات حول امتعاضه من التصرفات المغربية ورفضها لكل مسعى لحلحلة الوضع القائم في الصحراء الغربية وعدم تجاوبها مع مسار المفاوضات الذي تمكن من إعادة بعثه ولكنه اصطدم ككل المبعوثين السابقين بالعقبات التي ما انفكت تضعها الرباط على طريق إيجاد مخرج للنزاع القائم منذ 45 عاما.

وهو ما يفسر الصعوبات التي وجدها الأمين العام الأممي انطونيو غوتيريس منذ استقالة كوهلر في إيجاد شخصية دولية قادرة على الاضطلاع بهذه المهمة، حيث رفض كل من تم الاتصال بهم تولي هذه المهمة المعقدة بسبب التعامل السلبي الذي يقوم به المغرب.

يذكر أن كوهلر تمكن بفضل حنكته الدبلوماسية من إقناع طرفي النزاع بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مباشرة بعد عدة سنوات من الجمود، كانت أولى جولاتها شهر ديسمبر 2018 بمدينة جنيف السويسرية وعقدت الثانية في مارس من العام الماضي، وهو ما أعطى الأمل في بداية ـ نهاية معاناة شعب صحراوي عمرت لأكثر من أربعة عقود قبل أن يفاجئ الرأي العام الصحراوي والدولي باستقالته وسط دهشة الجميع مما أكد أن مرد ذلك، العراقيل المغربية التي اقتنع على إثرها باستحالة إتمامه لمهمته شهر ماي من العام الماضي.

وهو ما يطرح التساؤلات حول قدرة المبعوث الأممي القادم في إعادة حلحلة الأوضاع في أحد أقدم النزاعات في العالم، في ظل الموقف المغربي غير المتجاوب وأيضا بسبب التجاذبات الدولية السلبية وخاصة الدور المعرقل الذي تقوم به فرنسا لتكريس الاحتلال المغربي في إقليم الصحراء الغربية.

وتقلد ميروسلاف البالغ من العمر 56 عاما العديد من المناصب الدبلوماسية في بلاده آخرها منصب وزير الخارجية وممثلا لبلاده في الاتحاد الأوروبي ثم في الأمم المتحدة، كما عمل سنة 2006 وسيطا في جمهورية الجبل الأسود التي سمحت بتنظيم عملية استفتاء الاستقلال باسم الاتحاد الأوروبي قبل أن يشغل منصب مبعوث أممي في البوسنة سنة 2007 قبل أن يعين بين بين شهري سبتمبر 2017 و2018 رئيسا للجمعية العامة الأممية.

ميلاد مجموعة برلمانية أوروبية مساندة للكفاح الصحراوي

وتدعم التضامن الأوروبي مع القضية الصحراوية بميلاد مجموعة برلمانية أوروبية حملت اسم "السلام من أجل الشعب الصحراوي" برئاسة النائب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، خواكيم شوستر وتضم في قائمة أولية 100 برلماني من مختلف الأحزاب السياسية من كافة بلدان الاتحاد الأوروبي.وقال النائب شوستر إن المجموعة ستتصدى لمختلف الأساليب غير القانونية التي تقودها بعض الأطراف على المستوى الأوروبي لمنع إتمام مسار التسوية الأممي والتأثير على الجهود المبذولة من أجل إنهاء النزاع في الصحراء الغربية.

وحضر حفل الإعلان عن الحدث أبي بشرايا البشير، ممثل جبهة البوليزاريو في أوروبا والاتحاد الأوروبي وعدد كبير من النواب الذين أكدوا "مرافقة الشعب الصحراوي في كفاحه المشروع من أجل الحرية والاستقلال وكذا المساهمة في تسليط الضوء على نضاله الشرعي وما يعانيه الصحراويون في ظل الاحتلال المغربي.