في ظل استبعاد أرمينيا للحل السياسي

صوت الرصاص يغلب في كرباخ

صوت الرصاص يغلب في كرباخ
  • القراءات: 1156
ق. د ق. د

عادت مساعي التسوية السلمية للنزاع القائم بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورني كرباخ إلى نقطة الصفر بعدما استبعد أمس الوزير الأول الأرميني أي تسوية دبلوماسية لهذا النزاع المتفجر منذ تسعينيات القرن الماضي على إثر انهيار الاتحاد السوفياتي السابق.

وقال الوزير الأول الأرميني، نيكول باشينيان إنه يجب أن نعترف بأن قضية كارباخ، في هذا الوقت ولفترة طويلة قادمة، لا يمكن أن يكون لها حل دبلوماسيونتيجة لذلك دعا كل قادة المدن والمقاطعات والقرى والأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني ومحيط الأعمال، لتنظيم  المتطوعين تحضيرا لإرسالهم إلى جبهات القتالودعا المسؤول الأرميني هؤلاء للقتال إلى جانب قوات كرباخ الموالية لأرمينيا بعدما وصف الوضعية في جبهة المعركة بـ الخطيرة جدا. وقال إن هناك انتصار أو خسارة ولا شيء آخر.. ومن أجل تحقيق النصر يتعين علينا جميعا تشكيل مجموعات متطوعين  بقناعة أن أذربيجان بصدد استنفاذ آخر مواردها في المعركة.

وتأتي دعوة باشينيان بعد الفشل المتوالي لهدنتين إنسانيتين تم الإعلان عنهما بوساطة روسية خلال الشهر الحالي في الإقليم الذي يعيش على وقع معارك ضارية منذ الـ 27 سبتمبر الماضي وخلفت مئات الضحايا بين مدنيين وعسكريين من كلا الطرفين. والمفارقة أن استبعاد الوزير الأول الأرميني للحل الدبلوماسي يأتي في وقت لا تزال فيه موسكو تواصل مساعيها الحثيثة في إطار مجموعة منيسك التي تضم إضافة إلى روسيا كل من فرنسا والولايات المتحدة لاحتواء واحد من أعقد مخلفات انهيار دولة الاتحاد السوفياتي.

وحتى الموقف الاذربيجاني لم يكن منحازا منذ تفجر النزاع في كرباخ للحل السلمي والذي ترجمته تصريحات الرئيس الأذري، الهام علييف باسترجاع ناغورني كرباخ مهما كلف ذلك من ثمن. وهو ما يؤشر على احتدام المعارك في هذا الإقليم الذي تقطنه أغلبية أرمينية ودعمت يريفان استقلاله من جانب واحد، في وقت تصر فيه أذربيجان على أنه تابع لأراضيها ومصممة على استرجاعه ولو بالقوة.

ويتأكد ذلك خاصة وأن المسؤول الأرميني لم يتوان عن الإدلاء بمثل هذا التصريح الذي يزيد لا محالة في شحن أجواء التوتر وتعزيز لغة الرصاص في وقت يتواجد فيه وزيره للخارجية إلى جانب وزير الخارجية الآذري في العاصمة موسكو للتفاوض مجددا كل على حدا على هدنة جديدة. كما أن كلاهما منتظران الأسبوع القادم في العاصمة واشنطن التي طالبت الطرفين مرارا بالوقف الفوري لإطلاق النار.