قال إن الإسرائيليين تشبّعوا بالأفكار النازية

صدمة في إسرائيل بسبب تشكيك مسؤول عسكري في حقيقة المحرقة

صدمة في إسرائيل بسبب تشكيك مسؤول عسكري في حقيقة المحرقة
  • 660
م. مرشدي م. مرشدي

مازالت ارتدادات التصريحات التي أدلى بها نائب قائد هيئة أركان الجيش الإسرائيلي عايير غولان تهز الكيان الإسرائيلي المحتل بعد أن خرج عن الصف وراح يؤكد أن المجتمع الإسرائيلي استهوته الأفكار النازية تماما كما كانت عليه ألمانيا قبل ثمانين عاما. وراح غولان المعروف عنه صراحته في طرح القضايا التي تغضب اليمين المتطرف إلى حد التقليل من أهمية المحرقة النازية ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية متهما في نفس الوقت المجتمع الإسرائيلي بتبني نفس الأفكار النازية التي زعم انه يحاربها. وقال عايير غولان عشية إحياء ما عرف بـ«المحرقة" أن تلك الحادثة يجب أن تحث الإسرائيليين على مراجعة ما أسماه بـ«الضمير الوطني" الإسرائيلي بعد أن انسلخ من أفكار معاداة النازية إلى تبني الأفكار الصهيونية الأكثر مقتا وبشاعة. وعكست تصريحات ثاني أكبر مسؤول عسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي حقيقة زيف القناعات ومكبوتات الكثير من اليهود الذين جاهروا بعدائهم للفكر النازي الذي تبنته الصهيونية العالمية واليمين الإسرائيلي في تعاملهم مع الفلسطينيين وكل العرب والمسلمين.

وفاقت ممارسات قوات الاحتلال طيلة سبعين عاما ضد الفلسطينيين بشاعة ما اقترفته النازية الهتلرية بعد أن تففن جنودها في تقتيل الفلسطينيين نساء وأطفال ومقعدين في عمليات إبادة متواصلة بقيت دون عقاب ولا حتى لوم. وحاول الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو استغلال هذه التصريحات ليظهر بصورة أكبر المدافعين عن حقيقة وجود "المحرقة" بعد أن أكد أنه صدم لدعوة نائب قائد هيئة الأركان بـ«مراجعة الضمير الوطني" عندما قارن ألمانيا النازية بالمجتمع الإسرائيلي في الوقت الراهن وقال أن تصريحاته مجرد مغالطات لا يمكن قبولها" لأنها أعادت إحياء رائحة النازية التي سادت قبل ثمانية عقود في سنة 2016. وهو ما جعل نفتالي بنيت رئيس حزب "البيت اليهودي" أحد أكبر الأحزاب الدينية المتطرفة في الكيان المحتل يسارع إلى مطالبة المسؤول العسكري بمراجعة تصريحاته فورا حتى لا يستغلها المشككون في "حكاية" المحرقة للترويج لأفكارهم ومقارنة جنود الجيش الإسرائيلي بنظرائهم من عناصر وحدات" أس. أس" النازيين. 

وإذا كان اليمين المتطرف الديني والعلماني الإسرائيلي يعترف في قرارة نفسه بهذه الحقيقة إلا أنه يصر على التكتم عليها وحتى اللجوء الى معاقبة كل من ينكرها جاعلا منها "سجلا تجاريا" لابتزاز الأوروبيين التي يحملونها مسؤولية الانتقام النازي من جنسهم. ولكن ثاني أكبر مسؤول عسكري في الجيش الإسرائيلي كسر هذه القاعدة ليس لأنه شكك في المحرقة ولكنه اتهم مجتمعه بالتحول من ضحية إلى متشبع بالأفكار النازية التي يريدون إيهام الرأي العام الدولي أنهم يحاربونها. وشكلت تصريحات غولان صدمة حقيقية لأنها جاءت في سياق عمليات القتل العشوائية التي يقوم بها جنود إسرائيليون ضد فتيان "انتفاضة السكاكين" في الضفة الغربية والقدس الشريف دون محاكمة ودون وجود أي خطر على حياتهم.وهي أساليب فاقت في فظاعتها ما اقترفته القوات النازية إلى درجة جعلت منظمات حقوقية إسرائيلية تستنكر عمليات قتل ضد الفلسطينيين تتم خارج إطار القانون ضمن جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بذريعة الدفاع عن النفس.