منحتهم “اليونسكو” جائزتها لحرية الصحافة
صحفيو غزة.. مئات الشهداء والجرحى والمعتقلين في سبيل القضية

- 656

احتفل الصحفيون في كل أنحاء العالم، أمس، بـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة” الموافق للثالث ماي من كل عام، وهو اليوم الذي أطلقته منظمة “اليونسكو” وصادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليكون احتفالية سنوية دولية بحرية العمل الصحفي واستذكار شهداء حرية الرأي والتعبير.
لكن هذه المناسبة تمر هذا العام على الصحافيين الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة وهم يدفعون النفس والنفيس بدمائهم وأرواحهم أثمانا غالية من أجل إيصال صوت قضية عادلة وشعب أنهكه الاحتلال ويمارس ضده كل الفظائع والجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية.
ففي ظرف سبعة أشهر من العدوان الجائر المستمر على قطاع غزة، لم تتوقف آلة الدمار الصهيونية على استهداف الصحافيين والإعلاميين وتتعمد قتلهم في وضح النهار بهدف قتل الحقيقة والتعتيم على ما يقترفه هذا الاحتلال من محرقة تتواصل فصولها يوميا في غزة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع.
واغتال الاحتلال، حسب آخر إحصائيات السلطات الفلسطينية في غزة،141 صحفي وإعلامي وجرح أكثر من 70 إعلامياً واعتقل في سجونه عشرات الآخرين منهم أربع صحافيات واحدة منهن أم مرضعة وعرف منهم 20 صحفياً في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيشه الهمجي ضد المدنيين خاصة الأطفال والنساء في قطاع غزة.
وتأتي هذه المناسبة لتذكر المجتمع الدولي بالالتزامات التي قطعتها دوله المختلفة على نفسها باحترام الحريات وإفساح المجال للرأي والتعبير، كما تأتي ليذكر الجميع بحقوق الإعلاميين والصحفيين في التعبير الحر ونشر المعلومات والحقائق حول الأحداث دونما تضييق أو رقابة ودون قتل أو استهداف أو اعتقال.
وبهذه المناسبة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن حماية العمل الصحفي وحرية الرأي والتعبير بحاجة إلى احترام القوانين التي وضعت من أجل حماية الصحافة والإعلام، وأوضح في بيان له أمس، بأنه “من غير المنطقي أن يقف المجتمع الدولي عاجزاً أمام حماية قوانينه وأمام حماية الصحفيين الفلسطينيين الذين يتعرضون للقتل والإبادة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي”.
وهو يعبر عن اعتقاد بأن الوقت قد حان لأن تكون هناك نتيجة حقيقية للحراك القانوني الخاص بجرائم الاحتلال المرتكبة ضد الصحفيين أمام المحكمة الجنائية الدولية، تساءل نفس المصدر إن “لم يكن الآن وقت رؤية مجرمي الحرب “الإسرائيليين” في أقفاص الاتهام فمتى يمكن أن يتحقق ذلك؟!”.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بأشد العبارات الجرائم والمجازر التي ينفذها جيش الاحتلال بحق الصحفيين في كل الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، داعيا الجميع لفضح ممارساته وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته واسراه.
وحمل الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن جرائمه ضد الصحفيين والإعلاميين وقتلهم وإبادتهم، كما حمّل الإدارة الأمريكية المسؤولية أيضا كونها منخرطة في الإبادة الجماعية وتشارك فيها بالسلاح والعتاد العسكري ودعمها للاحتلال بشكل لامحدود وفي كل الاتجاهات.
ودعا كافة الأطر والمؤسسات ذات العلاقة بالعمل الإعلامي إلى إحياء المناسبة بكافة الأشكال وجعلها محطة من محطات التكاتف والتعاون للتطوير وتعزيز أخلاقيات المهنة، ولفضح جرائم الاحتلال وممارساته بحق الإعلاميين والصحفيين الفلسطينيين في كل فلسطين، كما طالب المجتمع الدولي بحماية الصحفيين الفلسطينيين والضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية بحقهم وبحق المدنيين والأطفال والنساء وشعبنا الفلسطيني بشكل عام.
وعرفانا لتضحياتهم في سبيل نقل الحقيقة، منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، أمس، جائزتها “غييرمو كانو العالمية” لحرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يغطون العدوان الصهيوني المستمر منذ سبعة أشهر على القطاع.
وقالت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، أودري أزولاي، “إن الجائزة تثني كل عام على بسالة الصحفيين الذين يواجهون ظروفا محفوفة بالصعوبات والمخاطر”، مضيفة أنها “تذكرنا مرة أخرى بأهمية العمل الجماعي لضمان استمرار الصحفيين في جميع أنحاء العالم في القيام بعملهم البالغ الأهمية المتمثل في توفير المعلومات والتحقيق”.من جانبه أعرب رئيس هيئة التحكيم الدولية للإعلاميين، ماوريسيو فايبل، عن التضامن والتقدير للصحفيين الفلسطينيين وشجاعتهم، قائلا إنه “في هذه الأوقات التي يسودها الظلام واليأس، نود أن نبعث برسالة تضامن وتقدير قوية إلى هؤلاء الصحفيين الفلسطينيين الذين يغطون هذه الأزمة في مثل هذه الظروف المأساوية، إننا، كبشرية، مدينون بالكثير لشجاعتهم والتزامهم بحرية التعبير”.وأنشئت جائزة اليونسكو “غييرمو كانو” العالمية لحرية الصحافة في عام 1997، وتمنح تكريما للمساهمات المرموقة في الدفاع عن حرية الصحافة وتعزيزها في أنحاء العالم كافة، خاصة إذا انطوى ذلك على مخاطرة. وهي الجائزة الوحيدة من هذا النوع التي تمنح للصحفيين ضمن منظومة الأمم المتحدة.