قدمها الإعلام العبري لتشويه المقاومة فتغنت بحسن معاملتها

شهادة أسيرة مسنّة مفرج عنها تصدم الكيان الصهيوني وحلفائه

شهادة أسيرة مسنّة مفرج عنها تصدم الكيان الصهيوني وحلفائه
  • القراءات: 617
ص.محمديوة ص.محمديوة

عندما ينقلب السحر على الساحر ينفضح هذا الأخير أمام الملاء، ويسعى جاهدا للبحث عن مخرج على أمل أن ينقذه من الورطة التي وضع نفسه فيها، في حال ينطبق تماما على وسائل الإعلام العبرية ومعها الغربية، سارعت إلى نقل شهادة رهينة اسرائيلية مسنّة أفرجت عنها المقاومة الفلسطينية، على أمل أن تشوه صورة الأخيرة، لتنفجر قنبلة نفاقهم في وجوههم وعلى المباشر وهي تسقط الكذب الكيان الصهيوني الرامي لـ"شيطنة" المقاومة بحديثها عن التعامل الحسن والإنساني الذي تلقته قيد الرهن.

فهذه الأسيرة وهي في عقدها الثامن أفرجت عنها كتائب القسام رفقة أسيرة أخرى لأسباب صحية قاهرة من دون مقابل، حتى أن حكومة الاحتلال رفضت في بادئ الأمر استلامهما، فضحت النفاق الصهيوني وأسقطت قناع الكذب وتزييف الحقائق الذي اعتاد الكيان الصهيوني انتهاجه لتشويه صورة المقاومة أمام أعين العالم، وتقديمها على أنها "إرهاب" و"سفاكة دماء ووحشية".

وهي تروي بكل عفوية أمام ترسانة من الكاميرات التي أحيطت بها، ظروف اعتقالها في الأسر، جاء وقع الصدمة في اسرائيل أشد عندما قالت إن المقاومين الفلسطينيين تعاملوا مع الرهائن بكل إنسانية.. فأكلوا من أكلهم واهتموا بالمرضى منهم والجرحى ووفروا لهم المضمد والطبيب الذي يتابع وضعيتهم الصحية، كما اعتنوا بأسير تعرض لجروح عند سقوطه من الدراجة التي نقل على متنها واهتموا بخصوصية النساء وكل ذلك على حسب ما يتوفرون عليه من امكانيات.

بل إن المسنّة التي أوضحت بأن المقاومين قالوا لهم إنهم مؤمنون بالقرآن ولن يفرضوا عليهم أمرا وبأنهم سيوفرون لهم الإمكانيات الموجودة لديهم، أذهلت كل من كان يسمعها حول حسن معاملة المقاومين عندما أشارت أنهم كانوا يهتمون بنظافة الحمام مخافة أن تتعرض الأسيرات إلى الأوبئة والأمراض.

والمفارقة المضحكة أن الإعلام العبري لم يستوعب ما كانت تقوله الأسيرة إلى درجة جعلت أحد الصحفيين يطرح عليها سؤالا ماذا تحدثوا معكم هل ضحكوا معكم.. قصوا عليكم النكت؟ ، فجاءت الإجابة أكثر من صادمة للمرة الثانية وهي ترد "طبعا".

فلم يتمكن هؤلاء من إضافة أي سؤال آخر بعد أن كانت الغاية من كل ذلك المشهد الإدلاء بشهادة مزيفة يكون قد تم تحفيظها للعجوز التي ربما نسيت الدرس وتذكرت فقط المعاملة الحسنة لعناصر المقاومة الفلسطينية، ليشكل ذلك ضربة في مقتل لإسرائيل وانتصارا قويا لحماس في واحدة من أهم معارك الإعلام ألا وهي إسقاط زيف الدعاية العبرية بالترويج لـ"شيطنة" المقاومة.

والمؤكد أن مثل هذه الضربة ما كانت لتمر مرور الكرام داخل الكيان العبري حيث أحدثت ضجة كبيرة أين راح بعض محلليه في بلاطوهات قنواته التلفزيونية يلقون باللوم على حكومة نتانياهو في سوء تقديرها وتسييرها للمأزق العالقة فيه، إلى درجة أن أحدهم اعتبر أن مثل هذه الشهادات ما كان يجب تقديمها على المباشر، وكان يجب فقط الإدلاء بها أمام أجهزة الاستخبارات.

والحقيقة أنها ليست المرة الأولى التي يفضح فيه الأسرى الاسرائيليون المفرج عنهم من قبل المقاومة خبث وكذب الكيان الصهيوني الذي سيجد نفسه في مزيد من الحرج مع إفراج المقاومة عن مزيد من الرهائن المدنيين، خاصة أولئك الذين يحملون الجنسيات الأجنبية والتي كانت وصفتها بأنهم ضيوف لديها وإكرام الضيف من شيم العرب والمسلمين.