إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا

سباق المخابر في المنعرج الأخير

سباق المخابر في المنعرج الأخير
  • القراءات: 859
❊ م. م ❊ م. م

تواترت تصريحات مختلف مخابر الدواء العالمية خلال اليومين الاخيرين عن إجرائها تجارب مخبرية وأخرى سريرية  في إطار المساعي الرامية لإنتاج لقاح "معجزة" يخلص البشرية من كابوس فيروس "كورونا" المستجد.

م. م

وبقدر ما حملت بيانات هذه المخابر البشرى فإن ذلك لم يخرج عن نطاق حرب دعائية مستعرة عادة ما تميز  تنافس هذه المخابر ودولها حول هدف واحد ووحيد، ألا وهو تحقيق سبق يمكنها من الفوز بأكبر حصة في السوق العالمية الدواء تدر عليها ملايير الدولارات.

وعكس هذا التنافس نظرة كبار منتجي الأدوية إلى البشرية ومرضاها على أنها وسيلة مدرة للدولارات التي يجب تحصيلها بشتى الاساليب ومنع المنافسين من تحقيق  أي سبق حتى وإن تعلق الأمر بمستقبل ومصير المجموعة الدولية.

وهو ما يفسر توالي الإعلانات بين ما يؤكد بدء مرحلة التجارب السريرية وآخر مرحلة التجريب الحيوانية وثالث مرحلة التجارب المخبرية، في حرب دعائية شدت اهتمام ملايير الناس الذين افقدهم فيروس مجهول الهوية بوصلتهم وجعلهم يتفاعلون معها وأملهم الوحيد ان ينزاح عنهم الكابوس الجاثم على صدورهم اليوم قبل الغد.

وخرجت مخابر في بكين وأخرى في موسكو وثالثة في مارسيليا وخامسة في نيويورك وسادسة في برلين  بمسميات للقاحات رغم اختلاف علاماتها الترويجية هدفها الوحيد هو الإسراع في وضع اللقاح على رفوف صيدليات كل مدينة وقرية.

ودخلت سبع دول أوروبية لأجل ذلك سباقا ضد الساعة لإنتاج لقاح "ديسكوفري" وراحت تؤكد أنها قامت بتجارب سريرية قبل اخضاع 3200 مريض لعلاج مكثف للتأكد من فعاليته وأعراضه الجانبية  قبل وضعه في متناول الزبائن.

وتحركت الدول الأوروبية مجتمعة لقطع الطريق أمام دواء "كلوروكين" المضاد للملاريا الذي روج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تجربته على 24 مصابا متطوعا قبل أن تذهب آماله أدراج الرياح بفعل الاضرار الجانبية التي خلفها اللقاح على المصابين بأمراض السكري والضغط الشرياني.

ويبدو أن الصين التي فاجأت العالم بتحكمها في احتواء الداء بواسطة الحجر الصحي سارت بنفس السرعة لإنتاج أول لقاح قالت أنها جربته السريرية  تماما كما فعلت روسيا قبل أيام عندما أعلنت أنها بصدد القيام بأولى تجارب لعقارها على حيوانات مخبرية.

وأكدت السلطات الصينية أنها قامت بتجربة لقاحها على 108 متطوعين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاما كلهم من سكان مقاطعة ووهان الذين حقنوا بأولى الجرعات منذ  نهار الجمعة في نفس اليوم الذي أكدت فيه السلطات الأمريكية بدء تجربة لقاح بمدينة سياتل على 45 متطوعا من مختلف الأعمار.

وعكس هذا التوقيت التنافس المحموم بين الولايات المتحدة والصين للانفراد بإنتاج اللقاح "السحري"، أكدت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية الناطقة بالإنجليزية في افتتاحيتها الأسبوع الماضي أن "تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا يبقى بالنسبة للصين معركة لا يجب خسارتها".

وبقدر ما احتكمت هذه المخابر ودولها الى المنطق الذي يدر عليها أموالا طائلة من وراء كل لقاح فان البشرية لم يعد يهمها الآن سوى الإسراع في إنتاج لقاح شاف قبل فوات الأوان.