قال إن المغرب هو الذي يتوجب عليه الإجابة عن مأساة مليلية

سانشيز يرمي بالكرة في مرمى الرباط

سانشيز يرمي بالكرة في مرمى الرباط
  • القراءات: 886
ص. محمديوة ص. محمديوة

رمى رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، بالكرة في مرمى الرباط التي تحاصرها اتهامات دولية متصاعدة من جميع الاتجاهات على إثر مجزرة مليلية المروعة التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 30 مهاجرا إفريقيا، عنفوا وعملوا بوحشية بلغت حد القتل على يد الشرطة المغربية.

في رده على سؤال في حوار أجرته معه، أمس، صحيفة "ألبايس" الإسبانية حول الصور والفيديوهات الصادمة لجثث المهاجرين الأفارقة والجرحى الملقاة على الأرضية خارج السياح الحدودي الفاصل بين جيب مليلية الواقعة تحت السيادة الإسبانية والناظور المغربية وحول وضعية حقوق الإنسان في مثل هذه الوضعية الكارثية، أكد رئيس الحكومة الإسبانية أنه "يتوجب على الحكومة في المغرب الإجابة على هذا التساؤل"، مضيفا أنه "يجب علينا الحديث عما تفعله إسبانيا".

ويكون بذلك سانشيز الذي خضع للقصر الملكي في قضية الصحراء الغربية، مقابل لعب الرباط دور الدركي على حدود إسبانيا ومنها حدود الاتحاد الاوروبي، قد رمى بالكرة في مرى الرباط التي حملها بطريقة ضمنية مسؤولية تلك المجزرة التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 30 مهاجرا إفريقيا يوم 24 جوان الماضي في واحدة من أسوأ مآسي المهاجرين غير نظاميين. لكن سانشيز الذي وجد نفسه في مأزق آخر بسبب مجزرة مليلية يضاف إلى متاعب حكومته التي فجرتها سياساته الاقتصادية والاجتماعية وزادتها تأزما انحيازه المفضوح في قضية الصحراء الغربية لصالح الطرح المغربي الواهي، سارع إلى استدراك تصريحاته التي قد لا تعجب المخزن بالحديث عن ما قال إنه "اعترف بالجهود التي يبذلها المغرب الذي يعاني من ضغوط الهجرة، للدفاع عن حدود ليست خاصة به بل حدود إسبانيا" واستحضار "التضامن" الذي يجب أن تظهره اسبانيا وأوروبا تجاه المغرب حسب قوله.

وحتى ينأى بالمسؤولية عن حكومته وحليفتها المغربية بخصوص قضية الهجرة، عاد سانشيز ليكرر أسطوانة "تجار البشر" التي لم تتوقف مدريد على الترويج لها منذ وقوع هذه الكارثة الانسانية على حدودها مع المغرب والزعم بأن مليلية هي "آخر مرحلة من مأساة بدأت على بعد عدة كيلومترات" في اشارة إلى المهاجرين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء وما يعانوه للوصول الى الضفة الأخرى من المتوسط.

يذكر أن رئيس الحكومة الإسبانية كان زعم في آخر تصريحات له أنه لم يشاهد الصور الصادمة والفيديوهات التي نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي والتي أظهرت فظاعة وبشاعة المجزرة التي اقترفتها الشرطة المغربية في حق عشرات المهاجرين الأفارقة غير النظاميين ممن حاولوا فجر الـ 24 جوان الماضي عبور الحدود إلى جيب مليلية الإسباني، بحثا عن حياة أفضل وكريمة، فوجدوا في انتظارهم عصي الشرطة المغربية التي لم ترحمهم وعنفتهم حتى الموت.وفي سياق ارتدادات مذبحة مليلية، أكد رئيس المدينة، إدواردو دي كاسترو، بأن المغرب حاول طمس أدلة المأساة التي أسفرت عن مقتل هؤلاء المهاجرين بوحشية على يد الشرطة المغربية أثناء محاولتهم اجتياز سياج الجيب الاسباني. وقال كاسترو في مقابلة مع موقع "لا فوز دي غاليسيا" أن "المغرب يحاول بالفعل إخفاء ما حدث.. ويحاول طمس الأدلة لأنه بهذه الطريقة لا يمكن توجيه اتهامات إليه"، مشيرا إلى "عدم تشريح الجثث وعمليات الدفن السريعة". وأعرب المسؤول الاسباني عن شعوره "بالكثير من القلق" أثناء مشاهدة صور الحادثة التي وصفها بأنها "مأساة إنسانية حقيقية".

وفي رده عن سؤال عن جدوى التحقيق الذي أعلن عنه المدعي العام الإسباني الثلاثاء الماضي "لتسليط الضوء على ما حدث"، أقر إدواردو دي كاسترو بأنه "من الصعب أن يتوصل التحقيق إلى نتيجة"، حيث قال أن لديه "شكوك كبيرة في تعاون المغرب" لأن "المغرب ليس ديمقراطي بل هو بلد استبدادي".