اعترف بأن الاستخبارات الفرنسية هي من خطّط للتدخل العسكري

ساركوزي: الثورة في ليبيا قامت بها فرنسا

ساركوزي: الثورة في ليبيا قامت بها فرنسا
  • القراءات: 5003
 مليكة. خ مليكة. خ

اعترف الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بشكل علني، بتورط باريس في التدخل العسكري في ليبيا ،لاغيا أي دور ليبي في هذا السياق بالقول: «لا توجد ثورة في ليبيا، والليبيون لم يقوموا بأي ثورة على الإطلاق»، ليضيف: «ما حدث في ليبيا هو ثورة قامت بها فرنسا فقط». 

تصريحات ساركوزي للقناة الفرنسية «فرانس أمس، جاءت في تعليقه على الوضع في ليبيا، مشيرا في هذا الصدد: «نحن من وضع تاريخ 17 فبراير 2011 كتاريخ للانطلاق، بل إن الاستخبارات الفرنسية هي من وضعت هذا اليوم لتسهيل التدخل في ليبيا عسكريا».

ساركوزي لم يتوقف عند هذا الحد، بل راح يسرد تفاصيل العملية العسكرية التي قادتها بلاده قائلا: «نحن من أوقف رتل الجيش الليبي تجاه بنغازي، وطائرات فرنسا دافعت عن مصراتة 8 أشهر»، مضيفا في هذا السياق: «كان بإمكان الجيش الليبي السيطرة على مصراتة من الشهر الأول».

الرئيس الأسبق أشار إلى أن الطائرات الفرنسية دمرت 90% من القوة العسكرية للنظام السابق، حيث قصفت رتل القذافي بسرت، وألقت القبض عليه عندما اختفى عن كتائب مصراتة، وبعد تخديره سُلّم لهم.

كما أضاف أن دور من سماهم بالثوار كان فقط لوجستيا، واقتصر عملهم على التقدم بعد عمليات المسح التي أجراها الطيران الفرنسي.

لم يسبق لساركوزي أن أدلى بتصريح صريح كهذا في وقت تعترف المجموعة الدولية بخطأ التدخل العسكري في ليبيا، وعلى رأسها منظمة الحلف الأطلسي، التي أشارت إلى أنها لن تكرر مثل هذه العملية مستقبلا بالنظر إلى إفرازات الأزمة في هذا البلد، في حين وصف أعضاء من الكونغرس الأمريكي هذا التدخل بالخطأ الاستراتيجي.

لكن ساركوزي الذي حاول دفن فضائحه مع  إسقاط النظام السابق لمعمر القذافي بحصوله على رشوة تقدّر بحوالي خمسين مليون أورو لتمويل حملته الانتخابية الرئاسية التي فاز فيها وأوصلته إلى قصر الإليزيه عام 2007، لم يكن يعلم أن فبركة «ثورة شعبية «في ليبيا كفيلة بإخفاء حقائق مثيرة عن تعاملاته المشبوهة.

   طرف الخيط كان قد كشف عنه رجل الأعمال اللبناني الفرنسي زياد تقي الدين، الذي قام بثلاث رحلات من طرابلس إلى باريس في أواخر عام 2006 ومطلع عام 2007، معترفا في مقابلة مصورة عبر الفيديو، بأن السيد عبد الله السنوسي رئيس استخبارات الزعيم الليبي، كان يسلّمه تلك المبالغ.

التاريخ يشهد على أن ساركوزي وبالتآمر مع ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا السابق، كانا خلف استصدار قرارين بالتدخل العسكري في ليبيا: الأول عن مجلس الأمن الدولي، والثاني من قبل حلف الناتو. وكشفت الوثائق أن الرئيس الفرنسي أرسل طائراته لقصف ليبيا قبل صدور قرار مجلس الأمن. لم تمرّ مسألة تلقّي ساركوزي الرشاوي مرور الكرام أمام القضاء الفرنسي، الذي أمر شهر فيفري الماضي، بمحاكمته في قضية تتعلق بتمويل غير مشروع لحملته الانتخابية.

وتمحورت الاتهامات الموجهة إليه في تزوير في حسابات لإخفاء 18 مليون أورو من الأموال الخاصة بتمويل الحملة الانتخابية عام 2012، في حين نفى الرئيس الأسبق مرارا أنه كان على علم بالإنفاق الزائد.

فضائح ساركوزي ألقت بظلالها خلال السباق الانتخابي لعام 2012، أمام الرئيس  السابق فرانسوا هولاند. كما أخفق مجددا في مسعاه للترشح مجددا في الانتخابات التي جرت العام الحالي، والتي فاز بها الرئيس إيمانويل ماكرون.