صعّدت السلطات الروسية أمس، في موقفها الدبلوماسي تجاه مختلف الدول الغربية التي تضامنت مع بريطانيا بطرد قرابة مائتي دبلوماسي روسي في قرار لم يسبق أن عرفته العلاقات الروسية ـ الغربية حتى في عز الحرب الباردة.

وقرر الكريملين ضمن قاعدة التعامل بالمثل، طرد 60 دبلوماسيا أمريكيا وغلق القنصلية الأمريكية في مدينة سان بترسبورغ في رد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، طرد 60 دبلوماسيا روسيا وغلق مقر القنصلية الروسية في مدينة سياتل.

واستدعت الخارجية الروسية في سياق رد فعلها سفراء 23 دولة أعضاء في الاتحاد الأوروبي ومن خارجه من بينها فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وبولونيا وليتونيا وليتوانيا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك وكندا، حيث تم تسليم كل واحد منهم مذكرة احتجاج على الاتهامات «غير الموضوعية التي وجهوها لروسيا وعمليات الطرد التي مست الدبلوماسيين الروس».وأكد البيان أن موسكو قررت من جانبها طرد نفس أعداد الدبلوماسيين الغربيين وحسب قرار كل دولة أوروبية في نفس الوقت الذي رفضت فيه قرارهم الجماعي واتهمتهم بالانسياق وراء موقف بريطاني لا يستند إلى أي حقيقة بخصوص محاولة اغتيال الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال وابنته فوق الأراضي البريطانية.

وأمرت السلطات الروسية أمس، وفق مبدأ التعامل بالمثل طرد أربعة دبلوماسيين ألمان ومثلهم من البولونيين و13 دبلوماسيا أوكرانيا، وأمرت بريطانيا بسحب 23 من دبلوماسييها العاملين في روسيا وغلق مقر المعهد الثقافي البريطاني والقنصلية البريطانية في سان بترسبورغ تماما كما فعلت الوزيرة الأولى البريطانية، تريزا ماي قبل أسبوعين. والقائمة تبقى مفتوحة في انتظار إصدار أوامر بطرد دبلوماسيي عدة دول أخرى تضامنت مع لندن على خلفية عملية التسميم التي استهدفت الجاسوس الروسي المزدوج، سيرغي سكريبال وابنته في التاسع مارس، حيث يرقدان في أحد المستشفيات البريطانية في وضعية صحية جد حرجة. ق.د